المعلم وحقوقه المسلوبة

المعلم .. وحقوقه المسلوبة

يطالعنا بين الحين والآخر بعض المسئولين المحسوبين على التعليم ببعض التصريحات الساخنة والاقتراحات المنمقة في وسائل الإعلام المختلفة والتي من شانها فقط المصلحة العامة لتعليمنا والرفع من مستوى الأداء لدى المعلمين ويجب رفع كفاءة المعلم ولا بد للمعلم أن يخضع لمقياس الجودة والنمذجة ويُطلب منه أن يكون على أعلى وأرقى مستوى عرفته البشرية ووصلت إلية آلة المعرفة وأن يكون المعلم متكامل الجوانب العلمية والتربوية والنفسية والاجتماعية والصحية والأخلاقية والكفاءة والقدرة العالية من اللياقة واللباقة وربما يجب عليه أن يكون من أولي العزم والحزم.

ويخرج لنا صحفي في أحد الصحف المحلية وهو يتندر على المعلمين ويصفهم بأوصاف يشير بها بإنقاص في حق المعلم وكأنه يريد بذلك طرح قضية شائكة لم يستطيع أعتا علماء النفس وعلماء الاجتماع وعلماء التربية الوصول لحلها وهو لم يقف يومياً أمام الطلاب أو يمسك الطباشير ويحمل دفتر التحضير ، هدفه إيقاظ قلمه وتعبئة عموده في تلك الصحيفة

هذا حال من تقلدوا زمام الأمور وحسموا قضايانا التعليمية بكتابة بعض السطور وظن صاحبها أنها لن تبور أمام واقع مؤلم ربما لم يحسن معه قلمه في رسم تلك السطور وقد نسى أو تناسى قصد أم لم يقصد أن الأمور لاتدرك في بضع سطور دون أي اعتبار لجوانب هامة أغفلها في حق المعلم الذي تنكر لأبسط حقوقه كونه بشر ويعتريه مايعتري غيره من البشر .

يا من تطالب بواجبات المعلم أعلم أن للمعلم حقوق موازية لهذه الواجبات وتتمشي معها جنباً إلى جنب .

حُق للمعلم أن يفتخر بمهنته وحق للعلم أن يُقلد وسام الشرف لأشرف مهنة وأنبل رسالة ، لأنه رضي بمهام عمله وما يمليه عليه واجبه وضميره ، والذي سكت عن حقوقه طوال هذه السنين فقط لأنه معلم ولأنه أدرك مالا يدركه هؤلاء الذين تهكموا عليه وتجرؤا من صنع القرار لصالحه والدفاع عن حقوقه .

*أين أنتم من قرار تعين المعلم على بند 105 الجائر .

*أين أنتم من قرار تعين المعلم على المستوى الأول والثاني لعدة سنوات دون الالتفات له .

*أين أنتم من قرار عدم تحسين مستويات المعلمين منذ سنوات بغير وجه حق .

*أين أنتم من عدم أخذ المعلم لحقوقه لأكثر من عشر سنوات وهو ينتظر الفرج كل عـام .

*أين أنتم من عدم تمتع المعلم بمستواه الحقيقي والذي نص علية النظام .

*أين أنتم من سلب حقوق المعلم بعدم صرف الفرو قات المستحقة وفق مستواه .

" وفي هذا الشأن علق مصدر حقوقي قانوني حول عدم صرف الفرو قات قائلا : إن ذلك الوضع نظامي وإداري ، حيث أفاد أن المعلمين والمعلمات تنطبق عليهم لائحة الوظائف التعليمية ، وليست لائحة الوظائف العامة ، حيث يستحق المستوى المحدد وفقاً لمؤهلة التعليمي ، وبالتالي فإن تعيينه خلاف المستحق هو مخالفة ، وبما أنه تم تصحيح هذه المخالفة وتم منح المعلم الدرجة الوظيفية فبالتالي هو يستحق الفرو قات المادية الخاصة بمستواه المستحق " انتهى

ولا تزال هذه القضية حبيسة الإدراج منذ أكثر من عامين تتناقل من وزارة إلي وزارة ومن لجنة إلي لجنة تحت حجج كثيرة وتسويفات مبعثرة ضاقت معها حيل ومحاولات المنصفين ممن يبحثون عن إيجاد حل لهذه القضية التي طالت لأكثر من 200 ألف معلم ومعلمه .

فتعيين المعلمين والمعلمات على مستوى أقل من المستوى المستحق غبن لهم واستغلال لحاجتهم الوظيفية وهو الذي دفعهم للجوء لديوان المظالم لإنصافهم .

وقد جاء هذا الإنصاف من صاحب الأيادي البيضاء خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ، حين قام بتوجيه كريم بتحسين أوضاع المعلمين والمعلمات .

لماذا تكيلون على المعلم بمكيالين مطالبته بالواجبات وفي ذات الوقت حرمانه من حقوقه .

ماذا عسى للمعلم أن يكون في ظل هذه المتناقضات وماذا عسى للمعلم أن يرى هذه المطالب التي تلاحقه ليل نهار.

كيف للمعلم أن يعيش وسط هذا التزاحم من المطالبة بواجباته مقابل إهمال لحقوقه .

هل أصبحت مهنة التعليم مهنة المتاعب والتلاعب ؟

وإذا تكلمنا بالأولويات أليس الاستقرار الوظيفي للمعلم سيكفل لنا استقراره الذهني والنفسي حتى يستطيع أن يعطي بكل حماس وجدية ..

فبناء الأجيال وبناء المستقبل ينبع من هذه الخطوة

فهل يضع وزيرنا الأمير أولوياته وإستراتيجياته لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة التي طال انتظارها .. !؟


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.