المعلم بين الوزارة و المجتمع و الطالب

المعلم في الماضي كانت له هيبة العلم وهيبة السلطة والتي نتج عنها جميع الوزارء ووكلاء الوزارة الحاليين وغيرهم . أما الآن فمهنة المعلم لم يعد لها تلك الهيبة والمكانة التي كانت تقترب من القداسة ذات زمن فالمعلم يعاني من كل الاتجاهات من جهة المجتمع والنظرة الدونية له ومن جهة الوزارة التي أصبحت كالجلاد على هذا المعلم في حالة خطئه ومن جهة الطالب الذي أصبح لايحترم المعلم ولايلقي له بالا.

قد يستغرب البعض من كلامي في أن نظرة المجتمع للمعلم ليست بهذه الصورة ! ولكن لماذا لا تكون كذلك ؟ والوزارة حفظها الله تشاهد ضرب المعلمين من قبل الطلاب وأولياء أمورهم في كل محافظات المملكة ودون رادع بل تبحث عن المبررات للطالب ، وتشاهد تخريب سياراتهم ومن دون تعويض لهذا المعلم المسكين ، وتنشر تعاميم شديدة اللهجة في الجرائد المحلية تحذر المعلم من الغياب ومن ضرب الطلاب والأمثلة كثيرة .
ألا تكتفي الوزارة الموقرة برفع التعاميم لإدارات التعليم التي هي بدورها ترفعها للمعلم وتحيطه بالعلم بدلا من نشر ذلك على الملأ أما أن البهرجة الاعلامية للوزارة أصبح ديدن جميع وزراء التربية والتعليم ووكلائهم .

فكيف تريد من المجتمع ومن الطالب أن يحترمه وأنت ياوزارة التربية تهددين وتتوعدين لهذا المعلم في الجرائد وعلى شاشات القنوات الفضائية .
ألا يكفي المعلم ما هو مسنود إليه من حصص تبلغ الأربع والعشرين حصة ومن حصص الانتظار ومن اشرافات الفسحة وبداية العمل ونهايته ومن التصحيح في الاختبارت الشهرية والنهائية وهناك دليل آخر على عدم أهمية رأي المعلم لدى وزارتنا الموقرة وهو أن تصحيح اختبارات الوزارة يتم فرضها على المعلم فرضا ودون أخذ الموافقة منه بل عليه أن يصحح في مقر الاختبارات صباحا ومساء ودون اعتذار ، وعليه أيضا أن يجهز أسئلة طلاب المنازل أيضا رغما عنه . ألا يكفيه تصحيح أرواق طلابه و مراقبته لطلابه في الاختبارات النهائية ووقوفه من 3 ساعات إلى 4.30 في اللجنة الواحدة والمشكلة الأعظم لو يكتشف غش أحد الطلاب فهل يتركه ليسلم رأسه وتسلم سيارته أم يضبطه متلبسا ويتحمل الكلام المخجل من ذلك الطالب ويتحمل ما سوف يحصل له مستقبلا .
ألا يكفيه أنه الموظف الوحيد الذي مطالب بالتحضير يوميا كتابيا وذهنيا . ألا يكفيه أنه الموظف الوحيد الذي يعمل ليلا وقت الاختبارت ودون خارج دوام بل ملزم بالحضور رغما عنه ليصحح أوراق الاجابات حتى وقت متأخر من الليل .

عذرا ياوزارة التربية فأنت تتعاملين مع شخص يحمل أشرف مهنة وتتعاملين مع صاحب مهنة جعلت دول العالم لها يوما عالميا تشجيعا له وتقديرا له وثناء على عطائه فلو عاش أحمد شوقي وشاهد ما تفعله الوزارة في حق المعلمين لغير قصدته المشهورة

قم للمعلم وفه التبجيـــــــــــــــلا *********** كــاد المعلم أن يكون رســولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي *********** يبني وينشئ أنفســــأ وعقـولا
سبحانك اللهم خير معلــــــــــــم *********** علمت بالقــــلم القرون الاولى
أخرجت هذا العقل من ظلماتـــه *********** وهــــــديته النور المبين سبيلاً
وطبعته بيد المعلم تــــــــــــــارة *********** صدئ الحديد، وتارة مصقولاً

إلى هذه القصيدة الهزلية :
قـــم للمـعـلـم يـــا بــنــي عــجــولا………….واضـربـه حـتـى يـرتـمـي مـقـتـولا
هاجمـه بالكـرسـي واكـسـر رأســه………..فـالـرأس كـــان مـخـرفـا وجـهــولا
واذا افتقـدت مــن الكـراسـي عــدة………..أشـهـر علـيـه الـسـاعـد المـفـتـولا
والطمـه فـوق الوجـه لطمـا موجعـا……….حـتـى تــرى للـدمـع فـيـه مـسـيـلا
وإذا رأيـــــت بـوجــهــه نــظـــارة………….عاجل ( ببوكس ) يرفـض التأجيـلا

نحن لا نقول أن جميع المعلمين في مملكتنا الغالية أنهم يستحقون مهنة التعليم فهم بشر مثلهم مثل القاضي الذي يخطئ ( القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة ) ومثلهم مثل الضابط الذي يخطئ في التحقيق ويلجأ للضرب غير المبرر ومثلهم مثل المسؤول الذي قد يتفرد بقرار لا يخدم المجتمع ولكن تأخذه العزة أحيانا .

منقول … للفائدة والاطلاع


صح لسانك يأخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.