"ماما قبليني فربما لاتعودين" هكذا كانت كلمات طفلها قبل الرحيل

عندما جهزت نفسها قبيل صلاة الفجر وجلست تنتظر السيارة
التي ستنقلها هي وزميلاتها إلى موقع عملهن
والذي يبعد مئات الكيلو مترات عن منزلها

وعندما وضعت يدها على مقبض الباب مستعدة للخروج
داعبت أذنيها صرخات طفلها الصغير : ماما .. ماما
فتوقفت واستدارت وإذا بطفلها النائم يعدو ليرتمي بأحضانها وهو يقول:
هل ستذهبين ياما بدون أن تقبلي جبيني اليوم
هل سترحلين دونما وداع لفلذة كبدك البريء
لم تتمالك دموعها التي بدأت تخرج عنوة من مقلتيها
وهي تقول : لا ياولدي الحبيب ولكنني لم أشأ أن أوقظك من نومك
أريدك أن ترقد بسلام لحين عودتي ..
مكثت دقائق وهي تحس أن روحها تذوب في روح طفلها
يخالجها إحساس غريب .. تبكي وتبكي
ولا تدري لماذا ؟!
بالكاد أعادته إلى سريره .. وهو يقول : عديني ياماما !
فقالت له : بماذا أعدك ياتوأم روحي ؟!
بماذا أعدك يانور عيني ؟!
فقال لها : عديني أن تعودي اليوم في أسرع وقت فأنا اليوم مشتاق لك
لم تستطع أن تعده بشيء وذهبت .. وليتها لم تذهب !
قضت يومها الدراسي كأفضل مايقضيه المعلم
تشرح هنا وتكتب هنا وتصحح هناك وتربي وتعلم و…إلخ
قضت يومها وهي تتذكر ماحدث لها هذا الصباح
تستعجل الثواني والدقائق
تخرج هاتفها النقال محاولة الاتصال بطفلها ولكن لافائدة
( نسيت أن أقول لكم أنها في مكان ما خارج التغطية )

اليوم أحست هي الأخرى بشوق لطفلها ولا تدري لماذا!!
وما أن حان وقت الانصراف إلا وكانت أول معلمة تركب السيارة
وعندما ركبن بقية زميلاتها بدأن يداعبنها :
مابالك اليوم ياأستاذة " ضحية "
( ضحية هو اسمها )
فردت : لاأدري ولكني مشتاقة لعناق طفلي شوق
لو عرفته الصحراء لاخضرت
ولو أحسته الصخور لتكلمت

أدار السائق محركه وانطلق وبعد أن قطع مسافة ليست بالقصيرة
تعرض لحادث اصطدام حادث لايمكنني وصفه بالكلمات

حادث لم تفق بعده أي معلمة
بل رقدن جميعهن بسلام

أسلمن ارواحهن لله تعالى
ذهبن ولا زالت قلوبهن مشتاقة لعناق أطفالهن
ذهبن ولا زالت أرواحهن ولهانة لرضى آبائهن
ذهبن وتركن ورائهن
طفلاً .. وزوجاً .. وأخاً .. وزوجاً .. وأباً .. وأماً
ذهبن ولا نقول
إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
أيتها الوزارة : اليوم سيرفع الكثير من المسلمين أيديهم إلى الله
وسيقولون : اللهم انصرنا على من ظلمنا

دمتم بخير

اللهم اغفر لهم وارحمهم والهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان

اللهم انصرنا على من ظلمنا

أسلمن ارواحهن لله تعالى
ذهبن ولا زالت قلوبهن مشتاقة لعناق أطفالهن
ذهبن ولا زالت أرواحهن ولهانة لرضى آبائهن
ذهبن وتركن ورائهن
طفلاً .. وزوجاً .. وأخاً .. وزوجاً .. وأباً .. وأماً
ذهبن ولا نقول
إلا حسبنا الله ونعم الوكيل

انا لله وانا اليه راجعون
نسآل الله لهن المغفرٍة والرحمـ؛ـة ..
أسلمن ارواحهن لله تعالى
ذهبن ولا زالت قلوبهن مشتاقة لعناق أطفالهن
ذهبن ولا زالت أرواحهن ولهانة لرضى آبائهن
ذهبن وتركن ورائهن
طفلاً .. وزوجاً .. وأخاً .. وزوجاً .. وأباً .. وأماً
ذهبن ولا نقول
إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
……. كل يوم وانا امتر الخطوط …. واقول اللهم اكفني شر الطريق وارجعني الى اهلي سالما غانما …. هذا حال لساني يوميا

حسبي الله ونعم الوكيل

[align=center]
ليت الأمر يتوقف عند هؤلاء الضحايا وينتهي ..
بل سوف يستمر هذا المسلسل بلانهاية ..
مثل الافلام المكسيكية ..
الله يرحمهن ..
[/align]
[align=center]
لا حول و لاقوة إلا با الله

الله يكون في عون ذويهم و يصبرهم
[/align]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.