المعلمون مكان طلابهم ليتلقوا دروساً مكثفة في الثقافة الصحية

الرياض: الوطن

للمرة الأولى يحل المعلمون مكان طلابهم ليتلقوا دروساً مكثفة في الثقافة الصحية المتصلة بأنفلونزا الخنازير حتى يكونوا مؤهلين لاكتشاف حالات الإصابة والإبلاغ عنها.
ولعلهم، فضلاً عن ذلك، يسترجعون بعض أساسيات التعليم وأصوله فيعدلوا من طرقهم التدريسية لتكون أكثر وضوحاً وأيسر فهما.
المعلمون الذين بدأت تذمراتهم تتناثر في التعليقات يبدون أكثر كسلاً من طلابهم وكأن الإجازة الطويلة أنامت كل حس عملي لديهم، وأنهم اعتادوا ساعات "النوم" الطويلة، وأصبحت أقصى أمانيهم زيادة مخزون النوم الوافر أصلاً.
ستكشف التجربة مدى ثقافة المعلمين العامة، ومدى قدراتهم الاستيعابية، ومهاراتهم في الاستنتاج، وبراعة الملاحظة لديهم، وقبل ذلك كله، مدى جديتهم في الالتزام المهني بحيث يثبتون أن التعليم ليس مجرد ساعات عمل، وأن الأمانة لا تقتصر على تواقيع الحضور والانصراف.
ويحق لوزارة التربية، إن توافرت لديها القدرة والإمكانات، أن تستثمر هذه التجربة في اكتشاف القدرات الفعلية لمعلميها الذين يديرون رؤوس الأطفال بما يفترض أن يكون تنشئة معرفية.
هذه التجربة أقرب أن تكون امتحاناً وطنياً، وإذا لم يكن المعلمون مؤهلين فإن تأجيل الدراسة أو تقديمها سواء!. المسألة الأخرى هل لدى وزارة الصحة القدرة على تأهيل المعلمين والمعلمات ليقوموا بهذا الدور أم إن النشاط الأكبر سيكون عبر المنشورات التي سبق أن قامت بتوزيعها على المواطنين؟ وما الذي ستتخذه وزارة التربية لاحقاً إن ثبت أن أحد معلميها المدربين تراخى أو قصر في التعامل السليم مع حالة مشتبه بها ثم تضاعفت؟ ، وهل ستظهر حالات غياب واسعة في حضور المعلمين لهذه الدورات باعتبار أنهم يفقهون القضية ولا حاجة لمزيد من الشرح؟ ، كثير من الناس فهموا التأجيل على أنه إجازة أطول وهذه هي المشكلة لأن القضية إن لم تعالج جيداً تحولت إلى وباء، ومن هنا فإن المسؤولية الفعلية تقع على عاتق وزارة التربية خلال الأشهر المقبلة إلى أن تنجلي هذه الغمة، ويحاصر المرض حتى يقضى عليه.
كيف سيتم التعامل مع المدارس النائية؟ وأين سيكون التدريب؟ وهل لدى الصحة من الطواقم التدريبية ما يكفي حتى لا يصبح التأجيل إحدى قضايا الاختلاط المتكررة. القرار الملكي بتأجيل الدراسة أسعد المتخوفين، وأرضى الحريصين ليطمئنوا على أبنائهم حين يعودون لفصولهم غير خائفين من مخاطر المرض، أو قلقين من حالات الأنفلونزا الشائعة، وأسعد الطلاب الذين سيتمتعون بإجازة طويلة يعيثون في منازل أهاليهم لعباً ولهواً، ويرهقون ميزانية الأسرة بمتطلباتهم لإشغال وقتهم.
والأسر التي كانت تحزم حقائبها للعودة من قراها، ومراكز تجمعاتها العائلية إلى مواطن مدارس أبنائها ولشراء مستلزماتها لن تستطيع تمديد إجازاتها لأن في كل عائلة، تقريباً، معلم أو معلمة.
أسبوع واحد للمرحلتين المتوسطة والثانوية ليس قصيراً إلا إن ضاع في الإجراءات البيروقراطية بين الجهتين خصوصاً أن الوزارتين لم تتفقا بعد على خطة محددة وواضحة المعالم لكيفية التدريب ومواقعه وساعاته اليومية وشروط نجاحه.
بالنسبة لطلاب المراحل الأولى فالوضع أكثر خطورة لأنهم لا يستطيعون المساهمة في اكتشاف الحالة، أو تقدير درجة الخطورة. وإذا كان الوضع، أيسر بالنسبة إلى المعلمات استناداً إلى طابعهن الأمومي، فإن الخطر الأساسي يتجسد في المعلمين الذين يجب أن ينشطوا قواهم الأبوية وحس المسؤولية بدلا من التذمر من وضعهم الوظيفي المتدني والمعاناة من التعامل مع الأطفال.
في الحادي والعشرين من شهر شوال سيأخذ الطلاب أماكن أساتذتهم ليسألوهم عن المرض وطرق الوقاية وهم، وحدهم، الذين سيمنحون معلميهم درجات النجاح أو الرسوب. وهم الذين سينشرون جو الطمأنينة أو الخوف تبعاً لما سيجدونه لدى أساتذتهم من معرفة وثقة، أو جهل وارتباك!.

http://www.alwatan.com.sa/news/newsd…8173&groupID=0


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.