ظاهرة الكتابة على جدران المدرسة والفصول ودورات المياه و على الكتب والطاولات والكراسي ظاهرة منتشرة في مدارس البنات كما هي في مدارس البنين وكل سنة لتلافي هذه الإشكالية في كل إجتماع يطلب دفع مبلغ مالي بحجة إعادة طلاء الجدران لتغطية عبث الطالبات عليها وإحتساب ذلك كنشاط لامنهجي تقيم عليه المعلمة في الأداء الوظيفي .
كتابات الطالبات تتفاوت من كتابة ذكريات وخواطر شعرية وغرامية إلى شتم وسب من يخطر في بالهن من طالبات او معلمات أو مديرة المدرسة.
ومن تجربتي الشخصية لتلافي كتاباتهن على كتب المادة التي أدرسها، في بداية كل سنة دراسية وعند إستلامهن كتب المادة أبين لهن أنني أحاسب بالدرجات وأتابع بشكل منتظم كل طالبة على أي عبث أجده بالكتاب أحتسب ذلك من درجة المشاركة لهن فقد قمت بتوزيع هذه الدرجة على مواظبتها وحضورها عندي الحصة وكذلك على سلوكها عندي أثناء الحصة بالإضافة الى درجات الواجب والمشاركة أثناء الحصة .
بالنسبة للكتابة على جدران الفصل فهذا يعتمد على رائدة الفصل وحثهن الدائم على عدم الكتابة على جدران الفصل .
وأما الكتابة على جدران المدرسة ودورات المياه فهذا يعتمد على حزم المديرة وقدرتها على منع هذا العبث .
في مدرستي لسنتين متواليتين وبنجاح منقطع النظير ولمديرتين مختلفتين لنفس المدرسة قامت طالبة بشتم وسب كلا المديرتان بالكتابة ورسم المديرتان على جدران دورة المياه، في السنة الأولى تمت الكتابة والرسم بالطباشير وكنا في تلك الفترة نعاني كمعلمات من نقص الطباشير بالمدرسة،وفي السنة التي بعدها تطورت المدرسة بتواجد مدير تعليم جديد وخرجت السبورات البيضاء المخزنة في المستودعات وياليتها ماخرجت لأن أقلام السبورة أصبحت على حساب المعلمات وأصبحت الطالبات المشاغبات يرسمن با لأقلام التي لاتمسح على الجدران ، رجوعا لموضوعنا طبعا الطالبة والتي لم تكشف للآن كانت نفس الطالبة خلال سنتين وعرف ذلك لأن الخط وأسلوب الرسم واحد.
من وجهة نظري ظاهرة الكتابة على الجدران ظاهرة نفسية للطالبات والطلبة فهم يفرغون طاقاتهم على الجدران .
وأعتقد أن علاج ذلك يكمن بتغيير سياسة التعليم للافضل وجعل الطلبه مبكرا يختاروا المسارات والتخصصات التي يريدوا أن يدرسوها بدل إثقال كاهلهم وعقولهم بالمناهج التي لاتصقل ولاتطور التخصصات التي يرغبوا بدراستها .
في إختيار الطالب والطالبة في مرحلة مبكرة من الدراسة كالمرحلة الإعدادية التخصص المرغوب، هذا يجعله يركز على تخصصه و يطور من نفسه في تخصصه كل سنة .
وفي هذا أيضا تقليل على الوزارة من كم المناهج التي تطبعها كل سنة وهو حشو ما زال يتكرر لنفس المواضيع من المرحلة الإبتدائية .
يكفي للطالب الإكتفاء بمواد المرحلة الإبتدائية كمرحلة تأسيسة. ثم جعله يختار مايجد نفسه أجاد به وأحبه في الإبتدائية ، يوجد المسار العلمي والمسار الأدبي والمسار الشرعي ، الذي يؤهله للتعليم الجامعي ، في الوقت الحالي لاتكفي سنتان فقط لكي نؤهل الطلبة للتخصصات الجامعية فالعديد من الطلبة ينصدموا لدى دخولهم الجامعات بعدم معرفتهم وإلمامهم بالتخصص الذي أختاروه وقبلها حيرة الطالب فيما يختار من تخصص .
في إختيار المسارات مبكرا تقليل النصاب والمناهج التي يتولاها المعلم .
وبإذن الله سوف نعلم طلبة يحبون ويجيدون المادة التي بين أيديهم وسوف ينشغلون بدراستهم عن الكتابة على الجدران فلا يريدون إضاعة الوقت بالعبث على الجدران لأنهم وجدوا الهدف الذي يسعون له بكل حب.
دمتم سالمين من مشاغبات الطلبة والطالبات في مدارسنا.
أخـتــــــــــــــــكـــــــم الفــــــجـــــــــــــــــر