بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود *
المعلّم وما أدراك ما المعلم، فأول وأعظم من علمنا هو الله سبحانه وتعالى ثم المعلم الأكبر هو الرسول صلى الله عليه وسلم «مَن علّمني حرفًا كنتُ له عبدًا».
قف للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولاً
لننظر إلى حال معلّمينا ومعلماتنا في زمننا الحاضر، فهو واقع مؤلم بكل ما تحويه هذه الكلمة من معانٍ. فلا يوجد تقديرٌ ولا تبجيل، ولا عناية بهذه المهنة الأساسية في حياة كل مجتمع.
اعتمدت وزارة التربية منذ عشرات السنين سياسة تهجير معلّماتنا ومعلّمينا عن حياتهم الاجتماعية ورعت مصالحها الشخصية، فكم من أسرة تفرقت، وكم من أزواج طلقوا، وكم من وفيات حصلت بسبب هذا التهجير للمعلّمين والمعلّمات عن مناطقهم، فلا أعرف وزارة في العالم تنقل معلّميها ومعلّماتها بين الهجر والقرى والمدن، وتبعدهم عن أسرهم مثلما تفعل وزارتنا منذ عقود، فلا دراسة متأنية عن هذا المعلم، وتلك المعلمة، ووضعهم الاجتماعي، هل هو متزوج، أو متزوجة؟ وهل عندهم أطفال؟ هل يعولون أسرًا من أخوات وإخوان قصر، وأمهات عجائز، أم هم عزاب؟ كيف يعطي المعلّم أو المعلّمة طاقاتهم للتدريس وهم بعيدون عن أسرهم، منشغلون دائمًا بأفكارهم وشعورهم على فلذات أكبادهم مثل كل إنسان، هل أكلوا؟ هل شربوا؟ هل مرضوا؟
لماذا أصبحنا لا نشعر بمعاناة الآخرين؟ وأصبحت النظم تطبق بدون إنسانية؟ هل نرضى على أنفسنا أن ننقل من مكان إلى آخر بعيدًا عن أهلنا؟ ولماذا نرضى على الآخرين كأننا ليس لنا أدنى إنسانية للشعور مع الآخر؟
أين علماؤنا من هذه المشكلة؟ فهي مشكلة دينية، وهل أمر ديننا بالتفريق بين الأزواج والأولاد؟ فإن كان الرجل يذهب إلى الجهاد فلا تطيق زوجته فراقه أكثر من ثلاثة أشهر، فكيف بالمعلّمين والمعلّمات الذين يجبرون أن يعيشوا متنقلين معظم حياتهم بين قرية وأخرى؟ أين النظم الإنسانية من هذا؟ أين التخطيط؟ أين علماء الدّين؟ فالمعلّم هو مربي الأجيال، فكيف ينشىء جيلاً وهو منهك نفسيًّا؟ ولننظر إلى ظاهرة ضرب المعلمين والمعلمات، وفساد المؤسسات التعليمية، فالكل منهمك بالتوسط عند هذا أو ذاك، ودفع مبالغ طائلة كرشوات للاستقرار في هذه المنطقة، أو تلك بجانب أهاليهم، كلها مشاكل، ولا بد أن تحل فورًا بدون تأجيل لأن فيها صلاح أجيال أو دمارها.
وعبر زاويتي هذه أتوجه لمعالي وزير التربية بحل هذه المشاكل التي تراكمت عبر السنين دون حلول، ففقد المعلم مكانته الاجتماعية وتقديره واحترامه، وبالتالي اختل أداؤه لوظيفته السامية. فالكل ينظر لك يا معالي الوزير ويأمل أن تضع حلولاً لم نعتدها من قبل بأوامر وتعديلات جذرية لأحوال ثرواتنا الإنسانية التي تعتمد عليها هذه الأجيال من بعد الله على إرساء مبادئ القيم والعلوم ولتكن وزارة التربية بكافة منسوبيها عبرة لكل الوزارات، أنها تقدر على ثورة على القوانين البالية العقيمة التي أثبتت فشلها عبر العقود.
وليكن وزير التربية قدوة كمعلم ومصلح وملجأ من بعد الله لكل منسوبي الوزارة من معلّمين ومعلّمات ومشرفين بأن يرجع الأمور لنصابها.
همسة الأسبوع
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة..
*كاتبة سعودية
b.saoud@*******.com
لها كل الشكر على شعورها النفسي
و تستحق مراسلتها للتعبير عن شكرنا و تقديرنا
وهذا رابط المقال في جريدة المدينة
الذي نود ان يكون هو احساس وزيرنا
مشكوووووووووووورة وربي يكثر من امثالك
في زمن قل من يقول كلمة الحق تجاه المعلمين والمعلمات
رحماك ربي بنا اللهم اجمعنا مع اهلنا في جنة الخلد ويسر امورنا يارحيم
والذين أفقدوني إياها هم مسئولين ويدركون أهمية التعليم بكل محتواه..!!
على كل كنت أتمنى من كل شخص له سلطة أو ذو كلمة مسموعة بأن يدلوا دلوه كسمو الأميرة بسمه حفظها الله
وأسعدها دنيا وآخرة..!!
في الأخير أود أن أقول لكم جميعا((أحسن الله عزاكم في فقيدكم التعليم))..!!!
جزاك الله عنا كل خير ياصاحبة السمو..وجعلها الله في ميزان حسناتك
فنحن بحاجة للتقدير والإنصاف ..