عبدالله علي العمري – جدة
عفوًا يا زميل المهنة، ويا من تؤدي رسالتك بأمانة مع أمنياتي أن تؤديها بصدق وإخلاص وتفانٍ. لقد تعبت قبلك في أداء رسالتي، وما مصدر تعبي هذا إلاَّ لحبي الشديد لها ومراقبتي لله.
عفوًا يا زميل المهنة: هل سمعت بتكريم المعلّم؟ لقد عاصرته أنا قبلك، وعانيت من مسمّاه فيما بعد. عاصرته عندما كانت التعاميم تصدر إلينا لتخبرنا بأن هناك يومًا لتكريم المعلم، وللأسف كان حبرًا على ورق، فمُنع أخذ الهدايا وباقات الورود من الاطفال الصغار (ابناؤنا) خوفًا ان تكون من قبل الرشوة. عاصرته عندما تم أخذ غرفة المعلمين وجعلها فصلاً دراسيًّا وزج بالمدرسين في غرفة صغيرة. عاصرته عنا عجزت وعجز غيري ان يسجل او ينقل أحد ابناء جيراته لمدرسة ما، والأدهى من ذلك حتى لو كانت مدرسته. عاصرته عندما كان يذهب راتبي ادارج الرياح لمراجعة المستشفيات بأفراد أسرتي. عانيته بعد تقاعدي فلقد كانت سنوات عمري مع ابنائي الطلبة وافتخر بهم وبمن تخرج منهم على (يديّ) اقول عانيت حيث عجزت أن اجد لابنائي وبناتي مكانًا شاغرًا في الجامعات والكليات الا بشق الأنفس، وبتوفيق من الله ثم عجزت كليا في ايجاد وظيفة لبناتي المتخرجات فلقد اقتصرت علاقاتي مع ابنائي الطلاب ولم تكن هناك علاقات في الوسط الخارجي تشفع لي لكون أني معلم وليس عندي وعندك ما نقدمه للآخرين فالدنيا مصالح.
عفوًا يا زميل المهنة: سينساك الجميع فيما بعد بالرغم أنك منسي الآن من أي مميزات اخرى تشعرك بالتكريم.
وقفة: أحد السودانيين قال لي مساكين أنتم (المتقاعدين)، فنحن عندنا أي شخص يتقاعد سيجد ابنه او ابنته وظيفة ليكمل بها المسيرة.
تعقيب: نحن لا نحتاج لذلك، فكلنا أبناء 9 اشهر نريد فقط أخذ ملفات ابنائنا المتخرجين وبناتنا المتخرجات ومن ثم توظيفهم حسب الأقدمية وذلك ماهو معمول به في بعض الدول المجاورة.
يوم تكريم المعلم | جريدة المدينة