في كل عام دراسي يتخرج من الصف الثالث ثانوي مئآت الألوف من الطلاب والطالبات ، هؤلاء جميعهم يتجهون إلى الدراسة الجامعية كمرحلة أخيرة في حياتهم الدراسية ، والمشكلة الحقيقية التي تواجه هؤلاء الطلاب والطالبات إلى أين يتجهون ؟ البعض قد حدد هدفه قبل تخرجه من الثانوية وحدد الكلية التي يريد الالتحاق بها ، وصار يركز في نشاطه في المدرسة على المواد التي تتفق مع ميوله وقدراته أعرف طلابا أنشأوا في منازلهم مختبرات علمية خاصة بهم فصاروا يطبقون ماتعلموه في المدرسة في المنزل ، على العموم نوعية هؤلاء الطلاب لاخوف عليهم –بإذن الله – لكن هناك أعداد ا كبيرة وكبيرة جدا من الطلاب لايدرون أين يتجهون ؟ هل يتجهون إلى السلك العسكري أو الكلية التي حددها لهم آباؤهم ومع احترامي لبعض الآباء أنهم يريدون أن يحققوا في أبنائهم ماعجزوا هم عن تحقيقة لما كانوا في سن الدراسة ، فصاروا يوجهون أبناءهم إلى نوعية من الدراسة لاتتناسب مع قدرات أبنائهم أو مع ميولهم وفي الغالب أن نوعية هؤلاء الطلاب في الغالب يفشلون في دراستهم الجامعية ، لأن توجيههم في الأصل كان خطأ ، وهناك بعض الطلاب لايدرون إلى أين يتجهون؟ بل ينقادون وراء زملائهم فالكلية التي يسجل فيها زملاؤهم يسجلون فيها ، ولكنهم لايستمرون لعدم مناسبة هذه الكلية لقدراتهم وميولهم ، والبعض يبقى في المنزل لأن الجامعة لم تقبله لتدني درجاته العلمية ويصبح وبالا على أسرته ومجتمعة فتزيد نسبة البطالة مع الأسف في المجتمع وتنشأ مشكلة إجتماعية خطيرة سببها رفض الجامعات لطلاب الثانوية العامة ، وعدم قبول الشركات لتوظيف مثل هؤلاء الطلاب لأن المهارة التي تطلبها هذه الشركات لاتتوفر فيهم ، كما أنه ليس لديهم خبرة للعمل المتقدمين إليه ، ونوعية من الطلاب يقبلون في الجامعة ولكنهم يرمون في أقسام لاتتناسب مع ميولهم فنجدهم يتركون الجامعة لينظموا إلى فئة العاطلين 0
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما العمل ونحن أمام مشكلة حقيقية يذهب ضحيتها أبناءنا ، الحل في التوجيه والإرشاد ، لو كان التوجيه والإرشاد قويا في مدارسنا لما تخبط الطلاب ولما تاهوا بعد تخرجهم من الثانوية العامة ، إذا أردنا لأبنائنا مستقبلا زاهرا وحياة سعيدة فعلينا أن نهتم بالتوجيه والإرشاد في المدرسة قبل أن يتخرج الطالب من الثانوية فيجب أن يعرف أين يتجه ؟ قبل تخرجه 0
الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد لم تقصر في هذه الناحية بل إنها وضعت دليلا خاصا للإرشاد التعليمي و المهني في كل مدرسة ووضحت الطريق الذي سيسلكه أي طالب ، ولكن بقي شيء مهم لم يتحقق وهو وجود اختبار خاص للقدرات والميول يطبق على كل طالب ونتيجة لتحليله يعرف الطالب قدراته وميوله وما الذي يناسبه من دراسة فيوجه للكلية التي تناسبه ، هذا الاختبار لايوجد الآن مع أهميته القصوى 0
بغياب اختبار القدرات والميول ، يمكن الاستعاضة عنه بعدة أمور ، الأمر الأول : تقييم الطالب لنفسه ومدى قدرته مواصلة الدراسة في تخصص معين فهو أدرى الناس بنفسه ، الأمر الثاني : نقييم من حوله لقدراته واستعداداته والمقصود بمن حوله الآباء والمدرسون وزملاؤه المجتهدون ، الأمر الثالث معدله الدراسي في المواد العلمية مثلا من الصف الأول إتدائي ومدى تفوقه في هذه المواد إلى جانب ميوله لمواصلة الدراسة في هذا التخصص ورغبته الملحة 0
إن المشكلة التى يواجهها كثير من الطلاب والطالبات ، أنهم يلتحقون بكليات تفوق قدراتم العقلية لمجرد رغبتهم أو إغراء الغير لم ، بأن مستقبل هذه الكلية أفضل من غيرها ، فحبك أبني الطالب لمهنة الطب أو الهندسة لايتيح لك النجاح فيها بل لابد أن يكون لديك القدرة عل مواصلة الدراسة في مثل هذه التخصصات ، والمشكلة الأخرى التي تواجه الطالب بعد تخرجه من الثانوية / إجباره على الالتحاق بالعسكرية ، مع أنه لايرغب ذلك ولكن إرضاء لوالده فعل ذلك فإذا به يمنى بالفشل ولكن بعد فوات الأوان 0
إن اختيار نوع الدراسة هو الذي يحدد مهنة المستقبل فإذا كان اختيارا صائبا فسيؤدي ذلك – بإذن الله – إلى نجاح الطالب في مهنة المستقبل ، أما إذا كان اختيار التخصص خاضعا لظروف الطالب أو اختيارا عشوائيا فسيكون مصير الطالب الفشل –لاقدر الله –
( إن التعرف على قدراتك هو أساس التفكير في المستقبل ، خصوصا إذا نظرت بعين الاعتبار –أيضا-إلى سماتك الشخصية من حيث التعاون مع الناس والاختلاط بهم 00 وكذلك صحتك من حيث القدرة العضلية والسمعية والبصرية والحركية وغيرها 00 فمن خلالها سوف تتعرف على المجالات والوظائف المناسبة لك ) ( كتيب ماذا بعد الثانوية؟ للدكتور /أحمد بن صالح الخليفة ص 20 0
إذا خلاصة الأمر أن الطالب أو الطالبة يجب الا يلتحقا بدراسة ما إلا عندما يكونا على ثقة بتناسب قدراتهما مع ميولهما فالقدرات وحدها لاتكفي والميول وحدها- أيضا- لاتكفي ، حتى يضمن الطالب أو الطالبة نجاحهما ولكن ذلك يجب أن يكون قبل تخرجهما من الثانوية العامة والله يوفق أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم
————————————————————————————–0
أحب أن أشير إلى أن هناك مقياس تحديد التخصص للمتخرجين من الثانوية العامة وضعه الاستاذ/ ياسر الحزيمي وفي اعتقادي أنه مقياس جيد لأنني اطلعت عليه فلابأس أن يجربه الطالب ويستنير به بدلا من الحيرة التي تتعبه نفسيا ، فإذا لم يفد فإنه لن يضر بإذن الله ، المقياس موجود في مدونة سدير / المنتدى التربوي 0
بقلم الأستاذ ابراهيم الدريعي
فعلاً طلابنا محبطون ونأمل من الوزارة مراعات هموم طلاب الثانوية
وبورك فيك
وجزى الله خيرا الكاتب إبراهيم الدريعي