تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » امجاد زائله,."

امجاد زائله,."


إنَّ من لوازم السعادة الحقـة أن تكـون دائمةً تامةً, فدوامها أن تكون في الدنيا والآخرة,
في الغيب والشهادة, اليوم وغداً.

وتمامها أن لا ينغصها نكدٌ’ وأن لا يخدش وجه محاسنها بسخطٍ.

جلس النعمان بن المنذر- ملك العراق – تحت شجرة متنزِّهاً يشرب الخمر
فأراد عديُّ بن زيد- وكان حكيماً- أن يعظه بلفظ فقال له: أيها الملك, أتدري ماذا تقول هذه الشجرة؟
قال الملك: ماذا تقول؟ قال عدي: تقول:

رُبَّ ركــــبٍ قـــدْ أنــــاخُـوا حــــولنـــا … يمـــــزجــونَ الخمــــرَ بالمــــاءِ الـــزُّلالْ
ثـــــم صـــــاروا لَعِــــبَ الـــدهـرُ بهـــمْ … وكـــــذاك الـــدهر حـــالاً بعـــدَ حـــــالْ


فتنغص النعمان, وترك الخمر, وبقي متكدراً حتى ماتَ.

وهذا شاهُ إيران الذي احتفل بمرور ألفين وخمسمائة سنة على قيام الدولة الفارسية, وكان
يخطط لتوسيع نفوذه, وبسط ملكه على بقعة أكبر من بلده, ثم يُسلب سلطانه بين عشيةٍ وضحاها
][
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ][
ويُطـرد من قصوره ودُوره ودنياه طرداً, ويموتُ مشرداً بعيداً محروماً مفلساً,
ولا يبكي عليه أحدٌ

][
كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ][

وكذلك شاوشيسكو رئيس رومانيا, الذي حكًم أثنتين وعشرين سنة,
وكان حرسه الخاص سبعين ألفاً, ثم يحيط شعبه بقصره, فيمزقونه وجنوده إرباً إرباً
][ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِين ][
لقد ذهب, فلا دنيا ولا آخرة.

وذاك رئيس الفلبين ماركوس: جمع الرئاسة والمال, ولكنَّه أذاق أمته أصناف الذُّلّ
وأسقاها كأس الهوان, فأذاقه الله غُصص التعاسة والشقاء, فإذا هو مشرَّدٌ
من بلاده ومن أهله وسلطانه لا يملك مأوى يأوي إليه, ويموت شقياً
يرفض شعبه أن يُدفن في بلده:
][ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ][
][ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ][ ][فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ][


~ عـائض القـرنـي ~

تسلمين ع الموضوع صراحه في قمة الروعه,,.
سلمتي ع الموضوع الاكثر من رائع
نأمل منك المزيد
في هذة الايات اشارةا لمصارع الغابرين المتجبرين : ( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد . إرم ذات العماد . التي لم يخلق مثلها في البلاد . وثمود الذين جابوا الصخر بالواد . وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد . فصب عليهم ربك سوط عذاب . إن ربك لبالمرصاد )
جزاك الله خير على النقل المفيد
يعطيكم الف عافيه ع المرووور جميعا
يسلمووو ع الموضوع الراااااائع
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.