لقد اعجبني المقال الذي يتحدث وبكل وضوح عما يحتاجه التعليم في بلادنا
كم تمنيت ان يطلع وزيرنا على هذا المقال الذي "يختصر" كل ما يحتاجه التعليم في بلادي
"التربية والتعليم".. أفتونا مأجورين..!!
التعليم، وما أدراك ما التعليم، الحديث عنه ذو شجون؛ هو عصب التطور، ومكمن الأمن، وكنز الوطن، وذخر الأُمَّة، مَنْ لامس احتياجاته فقد قطع نصف الطريق، ومَنْ عالج مشاكله أتم الطريق، ولا عذر للمتعلمين بعد ذلك؛ الدولة تبذل المليارات لتطوير البنى التحتية للتعليم من مبانٍ وتقنيات وكُتُب وغيرها، وبقي بناء الإنسان، وهو في التعليم "المعلِّم"، بأن يوفَّر له أفضل ما يوفَّر لموظف يقوم بوظيفة، وأن تكون وظيفته مهنته، ومحل إبداعه، ومكمن تقديره واحترامه.. يقول شوقي: "قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا كاد المعلِّم أن يكون رسولاً".
كان المعلّم مكان الهيبة والاحترام في زمن مضى! وكان منبع المعرفة والقدوة، وكان مصدر المعرفة الرئيس.
لكن الزمن يتغير بالتطور، وأصبحت المعرفة لها مصادر متعددة، في تقنياتها ومنابعها وطرائق الوصول لها.
فبعد أن كان المعلّم والأب والمسجد والرفاق مصدر المعلومة أصبح مصدر المعلومة التقنية بتعدد قنواتها، وأصبح المعلّم مصدر معلومة ضعيفاً من حيث تأهيله ومن حرصه على المعلومة والبحث عنها ومن تقديمها بإحباط وهزيمة.. فبعد أن كان الأب مسانداً للمدرسة، وبعد أن كان النظام في صف المعلّم، أصبح الآن – للأسف – أضعف من قبل!
أما حال التعليم الآن فهو متهم! وكل مَنْ يعمل في التعليم متهم! نعم، أصبح منتسب التعليم متهماً في مجالس الناس، يسأل المجتمع أسئلة عدة، ولا يملك المنتسب للتعليم إجابة شافية وكافية!!
مثلاً: ما حال التعليم العام اليوم؟
– ما الذي يُثار حول قضايا الاختلاط في التعليم؟!
– ماذا عن نتائج تجارب دمج الصفوف الأولية "بنين وبنات" التي تطبق في بعض المدارس منذ سنوات؟
– ماذا عن نتائج الدمج الإدراي بين إدارات البنين والبنات؟
– لماذا المعلّم يئن من وظيفته دائماً؟
– طُبعت الكتب الفاخرة ووُفِّرت الوسائل التعليمية الثمينة وبُنيت المباني المتينة ولم يرضَ المجتمع عن التعليم!
– تجتهد الوزارة في التعليم، لكن سوق العمل مزدحم بالعمالة الأجنبية التي تتعلم في سوقنا! أين المهنيون والمهندسون وغيرهم في سوق العمل عندنا؟
– هل يملك المعلّم المقدرة على تربية وتعليم الطالب بمفهوم التعلم الحديث؟
– هل تختار المدرسة أهدافها في دائرة صغيرة ضمن الإطار الكبير لسياسة وأهداف التعليم في بلادنا؟
– لماذا كثير من مدارسنا بيئة طاردة وليست جاذبة؟
– لماذا عندما نضرب مثلاً لمدرسة مميزة تكون مدرسة أهلية غالباً؟ ألا يكفل النظام منح صلاحيات للمدرسة الحكومية للتميز؟
– لماذا السنة التحضيرية في بعض الجامعات؟ ألا يكفي المواد الأساسية في التعليم العام؟ هل هي فقدان ثقة بالتعليم العام؟
– كيف نستفيد من مناهج التعليم في العالم بما يوافق ثوابت وخصوصية هذا البلد؟
– ماذا أُعطي المعلّم من حقوق ومن تقدير وإكرام؟
-العالم يتغير فهل تغيرت مناهج وطرائق التدريس عندنا؟
– لماذا الضعف في مخرجات التعليم؟
– لماذا اختبار القياس والتقويم! حتى يُقبل الطالب في الجامعة؟ هل فُقدت الثقة باختبارات التعليم العام؟
– أين الدراسات والبحوث المُحْكمة لجودة التعليم من خارج وزارة التربية والتعليم، وحتى من داخلها؟
– ما رؤية التعليم في السعودية في الوقت الحالي والمستقبلي؟
– هل يكفي تأهيل المعلّم عملياً في الجامعات لمدة فصل دراسي واحد بل ساعات محدودة؛ ليصبح معلّماً قادراً على الإبداع والتميز؟
– إلى أين تتوجه بوصلة التعليم؟
أتصور أنه لا يملك الإجابات إلا سمو وزير التربية؛ فهو صاحب القرار الأول في الوزارة.
وكما أننا نحاكي تطوُّر الدول المتقدِّمة في العالم فليكن في تقييمها وتقويمها للتعليم، واقترح أننا بحاجة إلى تقرير "أُمّة في خطر" آخر لكن بنسخة سعودية، وتكون تساؤلاتها مثل تساؤلات لجنة تقرير الولايات المتحدة الأمريكية في تقريرها "أُمّة في خطر"، وهي:
ثلاثة أهداف كبرى لإعداد التقرير:
1- القيام بعملية تقييم موضوعية شاملة من جميع الأوجه للنظام التعليمي في بلادنا في جميع مراحله.
2 – إجراء مقارنة أمينة بين مستوى ودرجة تقدم التعليم في المدارس والجامعات السعودية مع مثيلتها في الدول المتقدمة الأخرى.
3 – اقتراح التوصيات الضرورية الكفيلة بالنهوض بالنظام التعليمي في جميع المجالات ومعالجة أوجه التخلف.
لكن هل يتجرأ المسؤولون في وزارة التربية والتعليم بتكليف جهة محايدة لتقييم وضع التعليم في بلادنا! ووضع اليد على الجروح؟ وهل سننقذ التعليم كما أُنقذ في الولايات المتحدة عام 1982م، وكما أُنقذ في اليابان بعد الحرب، وكما أُنقذ في ماليزيا وغير ذلك من الدول؟.. ننتظر.
خالد بن محمد الشبانة
"التربية والتعليم".. أفتونا مأجورين..!! – صحيفة سبق الإلكترونية