الوسم: المدينة

يحيي معهد النور للمكفوفين احتفالية يوم الوفاء، التي يرمي من خلالها لتكريم المعلمين المتقاعدين وزملائهم العاملين، الذين ضحوا بالكثير من عصارة فكرهم وأفنوا زهرات شبابهم في سبيل خدمة أبنائهم المكفوفين.
ومهما فعلنا فإننا لن نستطيع أن نوفي هؤلاء حقهم في التكريم والتقدير، فإلى جهودهم وتضحياتهم يعود الفضل الأكبر في بناء مكانة معهد النور وامتداده كمنبر تعليمي في الحياة التربوية والاجتماعية في مدينة النور في المدينة المنورة، وفي دور هذا المعهد في الحركة الثقافية والفكرية في وطننا الغالي، وفي مؤسسات المجتمع التربوية.
لكن هؤلاء المعلمون وهم يضحون بما ضحوا ويقدمون ما قدموا لم يكونوا ينتظرون جزاءا أو شكورا من أحد، إن روح التضحية التي جُبلوا عليها وكرسوها في خدمة هذا الوطن، انسجاما مع قناعاتهم وأفكارهم ومع المثل والمبادئ التي امنوا بها هي التي كانت حافزهم في ذلك.
والتفاتة المعهد لتكريمهم إنما تنطلق من الوفاء للتاريخ الذي صنعه هؤلاء الرجال، ونحن اليوم في أمس الحاجة لكتابة وقائع هذا التراث وتدوينه، بكل ما فيه من تضحيات وصعوبات، ليكون تحت تصرف الأجيال الجديدة من المعلمين .
هذا التاريخ المجيد صنعته تضحيات المئات من أبناء هذا الوطن الذين ناضلوا في صمت ونكران ذات. إن العشرات من معلمي معهد النور ما زالوا أحياء يرزقون، وهؤلاء المعتزون بدورهم وتاريخهم وتضحياتهم، يحفظون في صدورهم وقلوبهم معلومات ثمينة عن أدوارهم تعبرً عن تواضعهم وتفانيهم، وبعدهم عن التباهي بما قدموه لأبنائهم وما ضحوا به من أجلهم.
إن يوم الوفاء الذي نريد له أن يكون يوما سنويا سيوجه نحو هذه الوجهة التي يمكن أن تنبثق عنها مبادرات عدة لتخليد صفحات التاريخ التعليمي للمكفوفين وإبرازه بالصورة اللائقة، لتصبح العودة إليها سهلة وميسرة، وتكون في متناول الباحثين والدارسين الذين يمكن أن ينطلقوا منها نحو كتابة تاريخ التعليم وتقييمه.
ت/048380955