لقمة العيش مغمّسة بالخطر
ثامر سودي قمقوم ـ عرعر، فليح الشمري، رفحاء
<a rel="nofollow" href="http://javascript:void(0);” target=”_blank”> <a rel="nofollow" href="http://javascript:void(0);” target=”_blank”>
تمتد منطقة الحدود الشمالية لأكثر من 800 كيلومتر ويمر بها الطريق الدولي الذي يربط المملكة بدول الخليج العربي ودول الشام وتركيا وأوروبا، الأمر الذي يجعل معلمات القرى والهجر النائية هناك يقطعن مسافات طويلة بعيدة عن مقار إقامتهن بسبب عدم توافر وسائل الحياة الحديثة في تلك القرى والهجر، ولطاما شهد ذلك الطريق، حتى بعد ازدواجه، حوادث مأساوية راح ضحيتها فتيات وسيدات كابدن من أجل العيش الكريم. تتجه «عكاظ» نحو المنطقة الشمالية هذه المرة لتستنطق الأسفلت من جديد. فإلى التفاصيل:
تقطع مها العنزي 300كم كل يوم منطلقة من منزلها في عرعر حتى تصل إلى مدرستها في مدينة العويقيلة شرقا، وتبدأ رحلتها من الاستيقاظ بعيد منتصف الليل وتؤدي صلاة الفجر، وهي وعشر معلمات في سيارة واحدة متراصات، «مع انتهاء اليوم الدراسي نعود أدراجنا وسط الضيق نفسه في رحلة تستمر لأكثر من ساعة ونصف وسط ترقب وانتظار من أطفالنا وأسرنا».
وترى المعلمة (س، ص) أن سرعة وتهور السائقين الذين يقلون المعلمات بمبالغ مرهقة، هم من يزرع الخوف في القلوب، بينما تتذمر المعلمة(ن، ع) من ارتفاع تكاليف إيجار النقل للمدارس النائية «أدفع شهريا نحو 1500ريال، بالإضافة إلى الإرهاق، حيث إنني أقطع مايقارب 500 كيلو يوميا ذهابا وإيابا، كما أننا نعاني من المشاكل والمخاطرة في حالة هطول الأمطار، مما يضطرنا إلى التوجه للإشراف التربوي للتحضير هناك، كما أن مأساة البحث عن سائق كل سنة تتجدد ونطالب المسؤولين بإيجاد حل لهذه المشكلة، كما أننا نطالب بمعاملتنا وإعطائنا وضعا خاصا أثناء نهاية فترة التقويم».
فيما تقول المعلمة (ح، ر، ر) أن وعورة الطريق المؤدية إلى هجرة حدقة أدت إلى حدوث حالات إجهاض لعدد من المعلمات.
في المقابل، فإن سائقي حافلات المعلمات لهم رأي آخر في الموضوع، فهم يؤكدون أن الالتزام بتعليمات الطرق يسهل من المهمة الصعبة، إذ يؤكد ثروي بن خلف المضياني الذي يعمل منذ أكثر من خمس سنوات، «لا مشاكل إطلاقا ولا يوجد صعوبات ولكن ما يزعجنا هو وجود سائقين دخلاء على المهنة دون الحصول على تراخيص داخل وخارج المدن وهم أحيانا يسعون إلى تشويه السمعة للسائقين المرخص لهم».
من جانبه، يشير السائق عوض بن مزعل الصقري إلى أن بين السائقين تعاونا كبيرا وتفاهما مطلقا حيث يتناوبون أثناء الاختبارات على نقل معلمات. ويضيف الصقري «نضطر إلى إحداث تغيير في كراسي السيارة بسبب أن الكثير من المعلمات لا يستطعن الجلوس بسبب الضيق فيتم إزاحة الكراسي وفرش أرضية السيارة لكي ترتاح المعلمات أثناء جلستهن لان المسافة طويلة».
فيما رفض مندوب التربية والتعليم في رفحاء زيد العنزي التعليق على الموضوع، مؤكدا أن ذلك ليس من مهمات مندوبية التربية والتعليم وإنما يعود إلى قسم الإشراف التربوي النسوي والإدارة العامة.
بينما أوضح مدير عام الطرق والنقل في منطقة الحدود الشمالية المهندس مطلق الأسمر الشراري أن هناك ضوابط واشتراطات يجب توافرها لممارسة نشاط نقل المعلمات كاجتياز المركبة للفحص الدوري، وأن لا يزيد العمر الافتراضي للمركبة عن عشر سنوات وضرورة أن يحمل قائد المركبة رخصة قيادة عامة وأن تكون الحافلة مخصصة للنقل العام ومؤمنا عليها من قبل شركات التأمين المعتمدة، وأبان المهندس الشراري أنه وحرصا على أهمية الالتزام بالضوابط والاشتراطات «هناك تنسيق مستمر مع الجهات الأمنية ذات العلاقة من خلال جولات ميدانية على مداخل مدينة عرعر والمحافظات التابعة لها في أوقات متفاوتة».
وطالب مدير عام الطرق والنقل في الحدود الشمالية الجميع بأهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تكفل سلامة المستفيدين من هذا النشاط ورفع مستوى السلامة المرورية على الطريق، وعن عدد السيارات المرخص لها بنقل المعلمات في منطقة الحدود الشمالية أوضح المهندس الشراري أن عددها 14 سيارة موزعة ما بين عرعر بواقع ست سيارات ورفحاء بواقع ثماني سيارات.
والله انهم مسؤلين عن هذا اللي يحصل
الله لا يسامحهم لا دنيا ولا اخرة
خلهم يذوقون النار وسعيرها