إن كنت مسؤولاً في وزارة التربية والتعليم فإن أسهل شيء هو أن تصدر قرارا.. ذلك لأن إصدار القرارات فيها لا يستلزم منك أدنى مجهود سوى ورقة وقلم، وفي آخر الصفحة: صورة من هذا القرار "مع التحية" لـ: ثلاثين إدارة في الوزارة.. وخمسين جهة أخرى خارج الوزارة.. ومن باب حسن الجوار في شارع المطار لا بأس من نسخة تذهب لوزارة الزراعة وأخرى للصحة وثالثة للنقل ـ الجار قبل الدار ـ وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير!
قبل أسبوع أخرجت الوزارة قرارا محفوظاً في الأرشيف وطمست التأريخ القديم وكتبت تاريخا جديدا، ثم أعادت تصدير القرار، وتم حفظ الأصل حتى يتم إعادة إصداره مع كل بداية فصل دراسي!
ولو كنت "أمون" على الوزارة ـ كما كنت في السابق ـ لقلت لهم إن قراركم هذا الخاص بعدم تكليف الطلاب بأية أعباء مالية أو طلبات خارجية يدين الوزارة أكثر مما يصب في مصلحتها!
يقول القرار ـ حتى أضعكم في الصورة ـ إن 42 لجنة عمل ميدانية باشرت تنفيذ القرار الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم بعدم تكليف الطلاب بأية (أعباء مالية) أو طلبات خارجية ليست من واجباتهم.. وطالب القرار ـ لاحظوا ـ بـ (وقف) كافة أشكال مطالبة الطلاب وأولياء أمورهم بطلبات (ليست من واجباتهم)، سواء كانت وسائل تعليمية، أو أدوات ومستلزمات مدرسية، أو (طلبات أخرى)!!
الخلاصة: والله لو كانت قرارات الوزارة لها وزنها في الميدان لما تكررت هذه القرارات.. ولو كان لقراراتها صدى لما اضطرت لتشكيل 42 لجنة لمتابعة القرار.. وإلا كيف تفسرون انتشار محلات القرطاسيات في كل زاوية؟!.. مدارس البنين ـ والبنات على وجه الخصوص ـ تحولت إلى ميدان للسباق وكله على حساب الطلبة والطالبات الفقراء.
ولأنني واثق تماما أن الميدان سيضرب بقرار الوزارة عرض الحائط أقول: أعان الله كل مواطن لديه ثلاث بنات في المدرسة!!
جريدة الوطن السعودية :: صالح محمد الشيحي::كل مواطن لديه ثلاث بنات!