تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مقال رائع في جريدة المدينة لايفوتكم

مقال رائع في جريدة المدينة لايفوتكم

محمد بتاع البلادي

• لو استطلعت آراء طلاب أي مدرسة سعودية حول مشاعرهم تجاه مدرستهم، فستكون النتيجة سلبية في الغالب، حيث ستجيبك الأغلبية أنها لا تحب المدرسة!‏‏.‏. هذا متوقع.. لكن لو أعدت طرح السؤال نفسه على معلمي المدرسة نفسها؟ لأتتك الإجابة سلبية أيضا وبنفس النسبة المئوية!.. مما يؤكد ضرورة وجود علاقة طردية بين الحالة النفسية للمعلم و درجة رضا طلابه عن المدرسة!.. جرب أن تقف أمام أبواب مدرسة حكومية وقت الانصراف لترى بعينك تدافع المعلمين والطلاب.. وكأنهم ينفرون من الجحيم.. في مشهد اقرب إلى عمليات الإخلاء منه إلى الانصراف من مكان يحبهم و يحبونه.
• لماذا يكرهون المدرسة؟.. تساؤل قُتل بحثاً من قبل خبراء التربية.. و حتى اللحظة لم تظهر أي بوادر للنجاح في تخفيف حدة كره التلاميذ للمدرسة!.. ربما لأن بوصلة الرؤيا للمشكلة كانت تتجه دوماً صوب منظور طلابي بحت.. فقد صار التربويون إلى تفنيد الأسباب والعلل المؤدية لهذا الكره في نفوس الطلاب.. وخرجوا بالكثير من التوصيات التي تركز على تحسين البيئة التربوية للطالب، و إدخال عوامل الجذب بها وهذا أمرٌ جيد ولاشك.. لكن قلة قليلة هي من تنبهت إلى أهمية العلاقة بين مدى الرضا الوظيفي للمعلم وحالته النفسية من جهة.. وبين شعور طلابه بالكره/ الرضا للمدرسة من جهة أخرى.
• توتّر المعلمين ليس مشكلة سعودية أو عربية فقط.. ففي بريطانيا -بحسب بحث اطلعت عليه مؤخرا- أصبح التوتّر التعليمي يمثل مشكلة عامة،‏ لدرجة قيام معلم برفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية بسبب المشاكل الصحية التي ألمت به جراء التوتّر التعليمي،‏ فكان أن حكمت له المحكمة بتعويض‏ مالي كبير.. يتساءل الباحث: “لماذا ينوي ‏45%‏ من المعلمين في بريطانيا ترك وظائفهم”؟!‏..‏ ويخلص إلى أن السيل الذي لا ينتهي من التعليمات،‏ وتغيير الأنظمة.. بالإضافة إلى التفتيش الضاغط للجهات الرسمية‏، يؤديان بالمعلم إلى القلق و الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس‏ مما ينعكس سلبا على طلابه.‏
• محلياً.. و دون الدخول في دهاليز مشاكل المعلمين المهنية و المالية و الوظيفية التي يعلمها الجميع.. والتي لا شك أنها من الأسباب الضاغطة.. نجد أن مدارسنا تفتقر لأبسط مقومات جذب المعلمين و راحتهم النفسية.. فالمعلم الذي لا يتوفر له في الأساس تأمين صحي رغم أن وظيفته تأتي في المركز الثاني كأكثر الأعمال إجهادا‏ ومشقة.. و لا نوادٍ ترفيهية ينفس فيها عن ضغوطه.. لا يجد في مدرسته مكاناً ملائما للراحة والتقاط الأنفاس بعد عناء درسٍ مجهد.. ولا حتى ركنًا صغيرًا لتناول وجبة بسيطة بشكل لائق!.
• قد يتساءل البعض لماذا يتعرض المعلمون للتوتّر والإجهاد؟ رغم أن عملهم أقصر من أي عمل آخر،‏ كما أن إجازاتهم الطويلة لا يتمتع بها من هم في أعمال أخرى‏.. الإجابة تأتي على ألسنة خبراء علم النفس الذين وضعوا قطاع التعليم في مقدمة القطاعات الخمسة الأولى المسببة للتوتّر الوظيفي‏،‏ ويؤكد ذلك جملة النتائج الصحية و الأعراض الجسدية والنفسية، مثل القلق والاكتئاب والأرق،‏ و الإنهاكات النفسية التي تؤدي أحياناً إلى انهيارات عصبية.‏. وتذهب التقارير إلى أن سبعة من كل عشرة معلمين ساءت صحتهم بسبب ضغوط المهنة‏،‏ وأن ثلث المعلمين يأخذون إجازات مرضية كل عام بسبب الضغوط التي لا تنتهي‏.
• التعليم أيها السادة رسالة عظيمة لكنها متحدية.. و المدرسة جسد واحد،‏ إن توتّر منه جزء، تداعى له سائر الجسد بالقلق والاكتئاب.. لذلك.. و لكي يحب أبناؤكم مدارسهم.. اعملوا على أن يحبها معلموهم أولاً.. ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه.


بيض الله وجهك يا عادل انت وكاتب الموضوع ….
لا إلـه إلا أنـت سـبـحـانـك إنـي كـنـت مـن الـظـالـمـيـن

مقال رائع جدا
كل الشكر له ، فلمثله يكون الامتنان
راااااااااااااااااااااااائع.
مقال رائع بروعة كاتبة لانه يعكس الواقع المرير الذي نعيشة.
بارك اللة فيك وجزاك اللة كل الخير يالبلادي.
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.