وأما الإنسان المتكبر فهو من يتقعر في كلامه، ويتبختر في مشيته، ويتعجرف في جلسته ، ويشمخ بأنفه، وينفخ صدره على من حوله، ولا يأبه بقول غيره.
المتكبر يتعفف من لقاء الناس، ويتقزز من ملامستهم، ولا يأخذ الحق منهم ، ولا يعطيه لهم.
المتكبر يرى نفسه في برج عاجي،لديه العقل الكامل، والصحة السليمة، والفكر الثاقب، واللسان الطليق، والمال الوفير.
والناس حتى قيام الساعة ؛ يمجون المتكبر، وينفرون من اللقاء به، ويبغضون رؤيته، ويكرهون محادثته، والجلوس معه .
فمتى يعالج المتكبر ما تأصل في نفسه؟
متى يصلح فكره ، ويعالج تفكيره، ويعدل سلوكه؟
أنظر أيها المتكبر إلى الجبابرة في المقابر؛ مامنعتهم الحصون ولا القصور، ولا نفعتهم المناصب، ولا حمتهم الأموال.
تأمل في أصل خلقتك ، ومايخرج من بطنك، وماهي نهايتك.
طهر قلبك وعالج مافي صدرك من التعالي والطغيان ،وعود نفسك على اللطافة والتواضع واللين والرحمة ،وادع الله أن يقيك من شر نفسك.
وانظر إلى الحديث التالي، الذي تقشعر منه الأبدان:
عن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" لا يدخُلُ الجنَّة من كان في قلبهِ مِثقالُ ذرَّةٍ مِن كِبرٍ " أخرجه مسلم.
ولكن مصيبتنا فيمن يمارس دور المتواضع والكبرياء داخل جوفه
فلا تأخذ منه حق ولا باطل
من هولاء …………………………….
:: ((واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير))
اللهم ابعدنا عن الكبر وكل متكبر ياحي ياقيوم
جزاك الله خير