فهو يعرف أن دوامه يبدأ عادة قبل دوام ذلك الديك
قام مسرعا وجهز نفسه وخرج وعند باب بيته وجد صاحب البيت بانتظاره وقبل أن يسلم عليه بادره صاحب البيت قائلاً((والله مالقاها إلا انتم يالمدرسين))
هذه الجملة اللتي أصبحت تقال للمعلم قبل أن يلقى عليه السلام فهي أصبحت افتتاحية حديث مع أي معلم
وبعد هذه الافتتاحية انزل حاجبا ورفع الآخر وقال (ترى حل الإيجار ) رد عليه صاحبنا
(إن شاء الله هاليومين يا أبو محمد)
ثم ودعه وركب سيارته, ادخل مفتاحه وهو يدعو ربه أن تعمل سيارته. ثم ضحك .
ضحك عندما تذكر أن سيارته قبل تعيينه كانت أفضل من سيارته بعد التعيين
أدار سيارته فدارت
ثم قرأ دعاء السفر وتحرك .. قطع طريقه وهو يفكر في حاله . أينما يولي وجهه فثم دين عليه..
في كل شهر وبعد أن يضرب أخماسا بأسداس يجد أن
عجز ميزانيته يقارب ما تنهبه منه وزارته شهريا
فيقتله القهر ويصمت .
بعد ذلك اخذ جواله واتصل بأمه ليطمئن عليها فقد تركها بالأمس مريضة
كلمها واخبرها بأنه سيزورها بعد خروجه من المدرسة ليأخذها للمستشفى فردت عليه بأن أخاه الذي يصغره سيأخذها لمستشفى القوات المسلحة الذي سمح له تأمينه بالعلاج به هو وأفراد أسرته
حينها تذكر أن أخاه ليس معه إلا الشهادة الثانوية وبضع دورات وواسطة أهلته للعمل في القطاع العسكري والحصول على الامتيازات الكثيرة لذلك القطاع
وصل مدرسته بعد أن أعياه تعب الطريق ,, حمل تحاضيره وأدواته وخرج مسرعا قبل أن يقفل مديره التوقيع
دخل مكتب المدير وساعته تشير إلى الـ6 و44 دقيقة و57ثانية
بينه وبين سجل الحضور خطوات
وصل للسجل وانحنى ليوقع , فتفاجأ بيد المدير حاملة مسطرة وقلم احمر ليخط خطا معلنا قفل التوقيع ومعلنا للمعلم تأخره
لم يناقش مديره فقد اخبروه بأن أي مدير مدرسة عادة يرسل ولا يستقبل وأن عقله قد تخطى الحد الائتماني, فمن العبث مناقشته
ثم ذهب إلى الطابور الصباحي .
دائما ما كان الطابور الصباحي يذكره بدكتاتورية الصين. فهو حصة عسكرية إجبارية
لا يعرف لهذا الطابور فائدةً إلا ترسيخ مبدأ الانضباط الغبائي تحت أشعة الشمس الحارقة
كان يجول بين الطلاب الذين أعيتهم حرارة الشمس , ويتسائل ما الفرق بين الطالب والمعلم
ضحك عندما لم يجد إلا فارقا واحدا: العقال
نعم المعلم يلبس عقالا والطالب لا يلبس .. هذا هو الفارق الوحيد
انتهت الحصة العسكرية اقصد الطابور الصباحي
فحمل أدواته وتوجه إلى فصله وفي الطريق اخرج كبسولة مص لحلقه. فيومه اليوم شاق ولابد من التجهيز له .. فبالإضافة إلى امتلاء جدوله لهذا اليوم كٌلف بالأشراف على الطلاب أثناء الفسح والصلاة وأثناء الخروج
دخل فصله ذا الأربعين طالبا .أراد أن يغلق الباب بسبب رداءة التكييف فتذكر انه بالأمس وقع على تعميم يمنع غلق أبواب الفصل
فتحمل الحر وبدأ عمله
في منتصف الحصة قاطعه (ابوحسين) مستخدم المدرسة حاملا معه بعض التعاميم
اخرج قلمه وبدأ مسلسل التوقيع
تعميم (ياويل اللي يتأخر)
تعميم(ياويل اللي يطلع)
تعميم(ياويل اللي يجلس)
تعميم(يا ويل اللي يتنفس)
وتعميم….. وتعميم….. حتى تعتمت الرؤية فأصبح يوقع دون أن يقرأ حرفا
أثناء توقيعه تساءل في نفسه , ماذا لو اخذ (المليص) ريالا واحدا عن كل تعميم . ألن يصبح أغنى رجل بالعالم في ظرف يومين
ثم هل يصرف لكاتبه بدل كتابة تعاميم ..أو هل يصرف له بدل استخدام فقس ليديه
تحدث إلى أبا حسين مازحا.. الله يعينك يا أبو حسين على طلوع ونزول هالدرج
رد عليه أبو حسين : والله ما خفف وزني إلا هالتعاميم ولو كل (دب) اشتغل مستخدم لأغلق (بودي ماستر) جميع فروعه
ضحك ثم رجع إلى حصته وأكمل
بعد انتهاء حصته حمل معه أربعين دفتر حتى يصححها .., إن وجد وقتا لذلك
وتوجه إلى فصل آخر وحصة أخرى
وقبل دخوله قابله مرة أخرى (ابوحسين) فأشار إليه بأنه سبق وان وقع
إلا أن أبو حسين اخبره أنها تعاميم داخليه من الاداره
فأخرج قلمه وبدا يوقع
تعميم الإشراف
تعميم نشاط
تعاميم طابور
تعاميم مصلى
تعاميم اجتماع
ثم أكمل جدوله
حصة بعد حصة.. لم يجلس أبدا .. فالمعلم هو الموظف الجامعي الوحيد الذي يؤدي عمله واقفا وكل حواسه وعضلاته تعمل طوال اليوم
أخيرا وجد حصة فراغ .. حمل دفاتر طلابه ودفاتر تحاضيره وأدواته وظهره المتقوس إلى غرفة المعلمين ليرتاح
وعند وصوله قابله وكيل المدرسة حاملا له ورقة تكليف بحصة انتظار بسبب غياب احد المعلمين
وقع عليها وتوجه لذلك الفصل, ولان حصة الانتظار تعامل كما تعامل به أي حصة رئيسيه فكان لزاما عليه أن يفعلها بالشرح والتدريس
انتهت حصة الانتظار فحمل أدواته وتوجه إلى فصله . في الطريق شاهد مدير المدرسة ومعه شخص يبدو انه مشرف من إدارة التعليم
فهو يمشي على حبه ونص على نغمة يا ارض أتهدي ما عليك أدي
نظر إليه فتذكره وعرفه .., زميل سابق, يا إلهي كيف أصبح مشرفا
إذن لقد صدق من قال أن شروط العمل كمشرف بإدارة التعليم هي
1_كثرة الغياب
2_كره التدريس
3_حب التسلط والترزز
4_واسطة
تبسم ودخل فصله . وبعد قليل دخل عليه المشرف . أراد المعلم أن يخبره بأنه زميله السابق إلا إن
المشرف قاطعه أن تفضل أكمل شرحك, ففهم الرسالة. المشرف تجاهل معرفته
فأكمل شرحه
بعد ذلك جلس مع المشرف وإذ به قد اعد ورقة كاملة من الملاحظات. وبدأ يناقش فيها المعلم
تبسم صاحبنا . وفي داخله كان يقول.. أأنت من ينتقدني
إلا انه تقبل النقد مرغما
خرج المشرف ليدخل عليه وكيل المدرسة ليخبره أن هناك ولي أمر غاضب عند المرشد يريده
توجه إليه . وقبل أن يسلم وجه له ولي الأمر سيل من الكلمات الجارحة
كل ذلك كان لان المعلم قال للطالب اسكت وإلا اطلع برا ,لم يستطع قول شيء ,
فالوزارة تركت لولي الأمر الحرية في قول ما يشاء ومنعت المعلم من أن يقول أي شيء
أخيرا انتهى يومه الحافل
توجه إلى مكتب المدير ليوقع انصرافه وليخبر مديره بأنه سيتغيب غدا بسبب ظرف طارئ يستدعي سفره ويريد اجازة اضطرارية
دخل على المدير وكلمه عن الإجازة وبدون تقديم اي مبرر رفض المدير ثم اخرج ورقة مسائلة عن تأخره صباح هذا ليوم , فالمدير لم ينسى تأخره
استلمها المعلم مرغما ودون أسباب تأخره وسلمها لمديره
حمل دفاتر طلابه وتحاضيره وأدواته وهم بالخروج
وعند وصوله للبيت وقبل دخول منزله رأى جاره (صاحب الديك) وقبل أن يسلم عليه بادره جاره ((والله مالقاها إلا انتم يالمدرسين)) ثم سلم ودخل بيته
وضع جسده المنهك على فراشه ونام ..
وعندما كان يغط في نومه قام فزعا صارخا
معلم معلم معلم لا لا لا لا لا
قام والعرق يتصبب منه .. وبعد أن هدأ روعه قليلا بدأ يتذكر
. تذكر أنه يعمل في القطاع الخاص . فهو ليس بمعلم, كان كل ذلك حلما !!
لا كان كابوسا
فصرخ قائلا الحمد لله الحمد لله الحمد لله لست بمعلم الحمد لله
ثم رجع إلى نومه مبتسما وهو يقول
(والله ما أكلها الا انتم يالمدرسين)
اخوكم دكتر كيف
دائماً يقال ( يا بخت المعلمات )…
والواقع يقول ( يا بخت أزواجنا ) !!
واتشرف بالرد على ابداعكـ
وانا اشهد انك جبتها على الجرح
والله يصبرنا ويجعلها في رقابهمـ .. راعين الترزز في المؤتمرات والدول ومراكز الاشراف ايضاً
ودمتَ سعيداً .. رائعاً
فقد صغت مايعانيه الكثير من المعلمين باسلوب متميز
بارك الله فيك اخي الكريم [/align]
دكتر كيف
معلم معلم معلم لا لا لا لا لا
قام والعرق يتصبب منه .. وبعد أن هدأ روعه قليلا بدأ يتذكر فصرخ قائلا الحمد لله الحمد لله الحمد لله لست بمعلم الحمد لله ثم رجع إلى نومه مبتسما وهو يقول (والله ما أكلها الا انتم يالمدرسين) اخوكم دكتر كيف |
سلمت أناملك يادكتر كيف
بيض الله وجهك اخي دكتر كيف
مبدع دائماً وهذا غيض من فيض
والله جتني روعة شكيت إني أنا وهاذي حركات مديرتي قبل أربع سنين!