هذا العالم الجليل كان يقول: انا حجة من حجج الباري يوم القيامة على طلاب العلوم
ثم يشرح ذلك بقوله: قد يؤتى ببعض الطلاب يو القيامة فيقال لهم: لماذا لم تواصلوا التعلم الى مراتب عليا في الحياة الدنيا؟ فيعتذرون بالفقر و قلة ذات اليد فيطلب مني ملائكة الحساب أن أدلي بشهادتي , فأقول : يا رب كنت فقيراً الى درجة انني لم أكن املك من المال بمقدار ان اشتري شيئا بسيطاً من الزيت لأستضيء به , فكنت أخذ الكتب الى حمام المدرسة , و أقرأها في مختلف فصول العام, بما فيها فصل الشتاء
ثم يؤتى بطلاب آخرين فيسألونهم عن سبب تخلفهم في الدراسة فيقولون: لقد أبتدأنا التعلم متأخرين فيؤتى بي فأقول: يا رب انا بدأت تعلم القراءة و الكتابة وعمري ثلاثون عاما
ثم يؤتى بأناس آخرين و يسألون كما سؤل من سبقهم فيقولون: كانت مشكلتنا انا لم نزود بذكاء وقاد فقد كنا دون غيرنا في الفهم والادراك فيؤتى بي فأقول: يا رب انا كنت ضعيفاً جداً في الفطنة فكنت أحتاج الى مراجعة كل درس ثلاث أو أربع مرات حتى أدرك مغزاه و معناه و كنت أضل عن بيتي و أنسى أسماء أولادي
فكيف لا يستطيع من هو أفضل مني فهما و اكثر غنا و احفظ ذاكرة ان يواصل تعلمه حتى يحقق مأربه؟؟