وتأتي الأم المسكينة…وجلة…خجلة..محرجة من تصرفات ابنتها….
لكن بعض مشكلات الطالبات تتطلب تعاونا من الأسرة مع إدارة المدرسة…
ولأن هذا الموقف يحمل في العادة شيئا من الألم لوالدة الطالبة لذلك لا نفعله إلا في أقسى الظروف….
ما أجمل أن أرى أمامي والدة طالبة محترمة لأشكرها من كل قلبي…فأشعر أن هذه الطالبة قد أكرمت والدتها بحسن أدبها وأخلاقها….فجاءت أمها مفتخرة مبتسمة مرفوعة الرأس…
أتذكر أني هاتفت والدة إحدى الطالبات لمناقشة أمر خطير …وحاولت قدر الإمكان إخبارها بطريقة هادئة حتى لاأثير خوفها…ورغم ذلك لا أنسى صوت الخوف والرهبة من الأم المسكينة قبل أن أبدأ بحديثي…
قبل أيام ….وبين موقفين شتان بينهما…..حضرت والدة طالبتين…
الأولى: تكررت الشكوى عليها من عدد من المعلمات بالإضافة لتأخرها عن الحصص …ومخالفة السلوك…وحضرت الأم لتسمع وابلا من الشكوى …في حين بدا عليها الحزن والحرج من تصرفات ابنتها…حتى أصبحت ترجو المعلمة أن لا تعاقب ابنتها…هذا الموقف رأيته أمامي..وكان محزنا…كانت الأم تبدو عليها الطيبة…والبساطة…
في اليوم التالي لمحت الطالبة متأخرة وبلامبالاة عن حصتها…وكانت تضحك (بقلب يكاد يكون ميتا من الإحساس )…يا للأسف…وكأن تكلف والدتها للحضور بالأمس لم يؤثر فيها ..وهذا الحرج الذي وضعتها فيه ليس له عندها أي قيمة…بل وسمعت نفس الشكوى تتكرر أكثر من مرة…
الثانية: كان تكرر الشكوى عليها من طريقة تعاملها مع بعض المعلمات…وطريقة حديثها أحيانا…ولما تم إستدعاء الوالدة الرآئعة التي بدت مثالا يفتخر به في الأدب والطيبة وحسن التربيةوالأخلاق الرفيعة والعالية..بصورة أذهلت الجميع…وقد بدا عليها التأثر من سلوك ابنتها بطريقة أثرت فيها في جميع من حضر اللقاء…
وجاء اليوم التالي…وكانت المفآجئة…تبدل سلوك الطالبة بطريقة عجيبة…حتى في مظهرها وتسريحة شعرها…هادئة…ولمحتها من بعيد ممسكة بكتابها وصامتة..في الوقت الذي كنت أراها دوما (تقهقه بصوت عال )!.ولديها بعض الكتابات (الغير هادفة )في المنتدى …
ولم أكن الوحيدة الذي لاحظت ذلك..بل حتى أن إحدى المعلمات كانت تخشى أن تكون الطالبة مريضة متعجبة من هدوئها المفاجئ…وحدثت معلمة أخرى..أنها انتبهت أن طريقتها تغيرت في الحديث واستأذنت في الدخول بل وذكرت أنها قالت :شكرا !..في نهاية حديثها….
شكرا يا (أ) ل أنك قدرت حضور والدتك…وتغير سلوكك فوراً..
هذه دعوة من القلب لك ((جعلك الله قرة عين لوالديك ووفقك في حياتك ….))
لم يكن الغرض من القصة (التشهير)…بل كانت الفآئدة….
………………………….وقد وصلت الفائدة…….كما أظن ولله الحمد والفضل……..
مازالت (أ)…ثابتة على سلوكها الحسن…وهي حديثي اليومي…تقريبا…ولازلت كلما رأيتها دعوت لها بقلبي…
أما أنتِ…