إنـــــــــه النجــــــــــــاح

إنه …………..النجاح
علو في قمة …. صمود في همة
طعمه حلو… وطريقه مر
درجاته طموح لا حدود له…ورغبة جامحة لا كابح لها ….
اكسيره تعلم مستمر …ومرافقة كتاب في زاوية … وسؤال استاذ عن اشكالية
وتمرد على الكسل والتعب …………وروح وثابة تتطلع الى عنان السماء …
الطالبين له كثر ……….ولكنهم أنواع ……….
هناك كسول دائما متعب ……. أووووه ما أصعب المشوار وما أطوله أبقى في السفح إنه أسهل ..
وهذا محبط …ماذا يقول … لا…لا لن أصل ،أنا لا أستطيع قدراتي لن تأهلني للصعود غيري أجدر ..
وآخر خائب …ما رأيه ؟! أنا اتمناه.. وأحلم به ليل نهار أحسد الحاصلين عليه لكن كيف الوصول إليه .. لا أعرف ..
وهذا من هذا ؟! إنه مستهتر .. لقد أفسدتم متعتي.. وسلبتم مني بهجتي .. ماذا أفعل بالورقة التي تريدونني أخذها .. لن أعدكم بشيء …ابتعدوا عني..
ومن هذا المتخفي ؟! إنه الغشاش ..سوف أحصل عليه وبأسهل الطرق ..أنتم اسهروا ..اتعبوا أما أنا فسأحجز مكاني في القمة وبطرقي الخاصة ..
وهذا الهارب ! يريده يحدث نفسه به ..لكنه يتشاغل عنه ويهرب منه لا يستطيع أن يواجهه فهو جبان …جبان ..
ومن هذا المنتفخ ؟! إنه المغرور المتكبر …إن ما تطلبونه مني أمر يسير ..سوف أكون أول الواصلين بلا تعب أو جهد
فأنا أكبر ..أنا أعلى ..
ومن هذا المتوقد حماسا الذي يقف بثقة هناك ؟!
إنه الذي يفكر في الصعود إلى القمة فيشد الوثاق ويؤمن الزاد .. ربما تؤلمه لسعات النحل ..ولكن لا يهم ما دام أن الشهد طُعمه المنتظر..
وفي طريقه ربما تعثر في حجارة وجرى الدم على عقيبيه .. ولكن سوف يوقف النزيف ويلف الجراح بضمادات الأمل ومراهم العزيمة والاصرار ..
يسمع من هنا وهناك أصوات المحبطين …الفاشلين …الذين لا هم لهم الا اسقاط فشلهم على الاخرين…لكنه يصم أذنيه عنها..
وأحيانا ..تنتابه نظرة سوداوية ..! …نتيجة خيبة وخسارة وقّتية أو حتى مجاراة جارة تشاؤمية ولم لا
أليس هو مبشر مثل كل البشر فهو لم يكن ملاك منزل ولا رسول مرسل .. لكن هل أستسلم هل قبل الهزيمة ؟!
سرعان ما بدد تلك الأفكار بمبيد ناري فكانت النتيجة فتاكة .
والأن لنرى النتيجة من استطاع الوصول إلى القمة ..
إن الخاطبين كُثر والمهر غالٍ والعروس واحدة
تهون علينا بالمعالي نفوسنا .. ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر !
ماذا نرى في السفح إنها "البغاث" تتطاير وتتساقط في كل مكان لم تقوَ على الصعود لأنها ما زالت زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ..
وحده وصل .. إلى وكره المعهود إنه النسر العظيم ..
كيف وصل من بين كل الزحام ..نعم وصل وطعنات السهام في كل مكان في جسده .. وجراحهُ تنزف دما ..وأنفاسه تنفث هجيرا حرَّى..
اعتلى القمة و استنشق بعمق من هوائها عادت له روحه فجـلجلت منه زعقة نشَّت الآفاق واصاغ لها سمع الزمان
وأحس بنشوة الانتصار ولذة الفوز.
ما أعظم ذلك الشعور وما أجله .
إنه الناجح مكانه دائما في ذرا الجبال مثله مثل النسر .
ويبقى السفح ملعبا تتقاتل فيه " البغاث" على بقايا الجيف . وفي قرارة نفسها تقول:
أيـها النسر هل أعود كم عدت* ** أم الـسفح قـد أمـات شعوري

إنه ….النجاح …أعظم رحلة في الحياة . محفوفة بالمخاطر لكن نتائجها مبهرة .
أمنياتي للجميع بأن يكن نسورا لا ترضى بالهزيمة وتجاهد للوصول للذروة .

"البغاث" " كل طائر ليس من جوارح الطير"