تكثر هذه الأيام همسات وأخرى عن قرب صدور نظام التقاعد بعد تعديله أو لنقل تطويره..
رغم انني اعتقد ان صدور النظام تأخر كثيرا الا انني اتوقع ان يحظى بتعديلات كبيرة تأخذ في الاعتبار الكثير من المتغيرات..
بداية لا بد من الفصل بين حق الزوجين في الراتب التقاعدي بعد الوفاة واعتباره حقاً للورثة وان كان أحد الأبوين يستلم تقاعده لأن ذلك جزء من الارث الشرعي للأبناء وان كان الأب على قيد الحياة باعتبار انه تم استقطاعه من راتب الأم أثناء العمل.. وحقيقة لا أعرف ما هي القاعدة الشرعية أو القانونية التي تم الاعتماد عليها في حجب الراتب التقاعدي للزوجة المتوفاة لمجرد ان زوجها موظف ويستلم راتبه التقاعدي…؟؟ ايضا لا بد من اعادة النظر في سنوات العمل فليس من المنطقي ان تبقى اربعين عاما..؟ هل يعقل ان يبقى المعلم في عملية التدريس بنفس العطاء والانتاج كل تلك السنوات…؟؟ اعتقد ان المدة طويلة ولا تتفق مع معطيات المرحلة بل لا بد من تقليصها بحيث تكون للمعلم خمسة وعشرين عاما والموظف المدني ثلاثين عاما.. مع امكانية فتح باب شراء سنوات الخدمة خاصة في مجالات العمل التي يعاني خريجوها من بطالة.. والتي ترتكز في الانتاجية على الحيوية وليس الخبرة.. بذلك نساعد على توظيف اكبر عدد ممكن من الشباب والحفاظ على حيوية العطاء مع توجيه المتقاعدين لأماكن انتاج اخرى مما يفعل دور القطاع الخاص ويزيد من فرص العمل للشباب مع الاستفادة من خبرات المتقاعدين.. أعتقد ان استمرار الإنسان في عمله مدة اربعين عاما ليحصل على راتب كامل شبه مستحيل لأن الإنسان في الغالب يصاب بالملل خاصة وان بعض الأعمال تتسم بالنمطية والتكرار مما يحول الإنسان من طاقة انتاجية مبدعة الى طاقة انتاجية جامدة والنتيجة ان المؤسسات الحكومية لم تتطور والواقع يؤكد ذلك في الكثير من المؤسسات الحكومية التي باتت اشبه برجل كهل يمارس يومه بنفس النظام دون حراك أو ابداع..
تطوير نظام التقاعد لا بد من العمل عليه وبسرعة فعدد مشاكل الموظفين اعتقد بات يمثل ضغطاً على مسيرة التوظيف محليا حيث الآلاف من الموظفين والموظفات تم تجميد رواتبهم عدة سنوات وللأسف أيضاً لا تتم ترقيتهم مع استحقاقهم خاصة النساء حيث تذهب الترقيات للرجال وكان ذلك تأكيدا لنظرية السيطرة الرجولية على كل شيء في عالم التوظيف والتمكين.. وان كنت لا احبذ النظرة التشاؤمية أو التذمر لأنها جزء من سلبية الانسان وعجزه عن الاصلاح..
النظام المتوقع صدوره قريبا لا بد أن يستوعب واقع التغيرات الاجتماعية النسائية والرجولية ولا بد ان يرتكز في كافة بنوده على منهج شرعي وقانوني وليس اجتماعياً وان يتعامل مع عمل المرأة بنفس تعامله مع عمل الرجل في بنود التقاعد أي لا يحرم الورثة من حقهم القانوني لمجرد عمل الأب أو استحقاقه التقاعدي..
لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
[/read]