المصدر: عادل محمد الراشد
« لايزال الطالب في العالم العربي ينظر إلى المعلم على أنه سلطة وأن الكتاب هو أداة لهذه السلطة ». هكذا وصّف الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس وزراء الأردن الأسبق، خلال مؤتمر التعليم الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حالة التعليم في الوطن العربي، وهو يلقي اللوم على مخططي السياسات التعليمية لتركيزهم على الشق التعليمي وإهمالهم الجانب التربوي، واصفاً التربية بأنها « مقومات وسلوك واستخدام معرفي من أجل الحياة ».
وربما لم يسعف وقت المؤتمر الدكتور المجالي للتفصيل حول الصورة السلطوية التي تكونت عن المعلم في العالم العربي وأسباب حدوثها، ولكن الواقع في الوطن الكبير يشرح بصورة قد لا تحتاج إلى الكثير من الجهد كيف أن السلوك السلطوي نمط سائد وسلوك تراتبي، يبدأ من الأعلى ويتدرج نحو الأسفل كل حسب موقعه، فالمعلم الذي يمثل إرادة سلطوية على الطالب يخضع هو الآخر لإرادة سلطوية أعلى منه، وهكذا حتى تصل إلى المستويات العليا، لذلك يبدو السلوك السلطوي أو التسلطي جزءاً من ثقافة تراكمت واستشرت في كل ميادين العمل، وليس في ميدان التربية والتعليم فحسب، ولكن آثارها في المدرسة تكون أكثر فتكاً وأشد إيلاماً عندما تنتج عنها مخرجات تزرع شعوراً متناقضاً داخل الشخص الواحد؛ شكوى من التسلط ورغبة في ممارسته في الوقت نفسه!
وربما الأكثر بشاعة في هذه الصورة أن يتحول الكتاب المدرسي إلى أداة بغيضة ومكروهة لدى الطلاب باعتبارها تمثل عصا السلطة. وربما لهذا السبب انسحب الشعور من الكتاب المدرسي ليشمل الكتاب بشكل عام، وبالتالي القراءة التي هي مفتاح عالم المعرفة.