بعد عشرين عاماً من الانتظار، والتهميش، والتجميد، جاءهن الفرج، وتنفسن الأمل بعد تقدير الله تعالى أولاً وآخِراً، ثم بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أمر بتوظيفهن منذ أكثر من عام، ولكن اللجنة الثلاثية (التربية والمالية والمدنية) أخَّرت ذلك كثيراً، حتى تفتقت أذهان مسؤوليها عما سُمّي جوازاً بالحصر في شهر ذي القعدة الماضي، الذي نتج منه المطابقة في يوم الأحد 22/ 12، مطابقة أوراق الخريجات، اللاتي أقل واحدة منهن عاطلة منذ 12 عاماً، وهن ضحايا ـ إن صح التعبير ـ الرئاسة العامة لتعليم البنات، التي افتتحت كلياتهن تلك، وهي تربوية في عدد من مدن السعودية، وعينت بعضهن، وتركت الأخريات بلا بت في أمرهن، ومن تعينت منهن تم فصلها فيما بعد من قِبل مسؤولي التربية، بعدما أُلغيت الرئاسة، وأصبحن في ذمة وزارة التربية والتعليم، التي رأت عدم الحاجة لهن طالما أنهن لا يحملن البكالوريوس، على الرغم من كونهن مؤهلات وتربويات، وعملن سنوات عدة، ولو كن غير صالحات لما بقين طوال تلك السنوات، ولما وُجد بعضهن حتى الآن في التعليم معلمات، ومديرات ومشرفات، فهذا يخالف ما قاله ويقوله مسؤولو التربية سابقاً ولاحقاً!!
ذاك ما سبق، الذي دفعن ثمنه غالياً من عطالة وبطالة استمرت كل تلك السنوات؛ لرؤية قاصرة آنذاك من مسؤولي الرئاسة والتربية على حد سواء!! أما الآن فهن يجرين ما يسمى بالمطابقة في فروع إدارات الخدمة المدنية، ويحدوهن الأمل بتعيينهن دفعة واحدة معلمات لمن مارسن التعليم سنوات عدة، وإداريات لمن لا يملكن الخبرة في التعليم، وفي أقرب وقت، وتعويضهن عن سنوات عطالتهن وبطالتهن الإجبارية، وليست الاختيارية، من قِبل مسؤولي الرئاسة والتربية على حد سواء!! بدرجات وظيفية مناسبة، سواء تم تعيينهن معلمات على المستوى الثالث، أو إداريات على المرتبة الخامسة الدرجة العاشرة، كأقل تعويض لهن لانتظارهن الطويل جداً، استناداً لسنوات بقائهن بلا عمل منذ عشرين عاماً مضت!!
وختاماً.. تتمنى خريجات الكلية المتوسطة أن تكون المطابقة البوابة المقابلة لتعيينهن الفوري، دفعة واحدة، ودون تأخير أو حتى على دفعات، إضافة إلى ضرورة أن يكون تعيينهن – كما نما إلى علمهن – في مقار سكنهن، طالما أنهن سيتعيّنّ في الغالب إداريات، ولاسيما أن مدارس تعليم البنات تعاني عجزاً كبيراً في عدد الإداريات، وهذا واضح، ولا يخفى، بل إن كثيراً من المدارس تفرغ بعض المعلمات بنصاب أقل ككاتبات، أو يتم تعيين كاتبات من قِبل إدارات المدارس، وراتبها يكون بـ"قطة" من رواتب المعلمات!! وهذا عيب – والله – أن يكون في دور التربية!! وعيب أن تتحمل المعلمات مصاريف الكاتبات أو حتى العاملات بالمدارس، في ظل بقاء الخريجات في بيوتهن بلا عمل، وعلى الرغم من الرفع الدائم من قِبل إدارات التربية والتعليم لوزارة التربية بحاجتها الماسة لكاتبات في المدارس، التي تعاني عجزاً كبيراً، لا يمكن السكوت عليه، ومع ذلك وزارة التربية تلتزم الصمت، ولا تلتفت لتلك المطالب، وتضعها في أدراجها. والله المستعان!!
أضف تعليقك
حجز اسمكم المستعار سيحفظ لكم شخصيتكم الاعتبارية ويمنع الآخرين من انتحاله في التعليقات
صباحُكم خير وصِحة وعافية دااااائمه ..
شُكراً للأخت ( غربة مشاعر 1 ) لنقلها لمقال أخيكم هُنا في هذا المنتدى المبُارك ..
وما أتمناه ، أن يكون نافِعَاً لكم ، وفأل خيرٍ عليكم في تعيينكم قريباً إن شاء الله ، ودفعةً واحدة ..
ودمتم بخير ..
أخوكم /
ماجد الحربي .. الجُمعه: 11/ مُحرم/ هـ
15/ نوفمبر / م
مقال معبر من عمق جرح كل دبلومية