الإجازة هي انقطاع عن العمل اليومي المتكرر، يتغير من خلالها المكان المألوف، وتمارس فيها بعض الأعمال المحببة إلى النفس. ذلكم الانقطاع يهيئ النفس البشرية للعمل التي كما ورد (إذا كلّت عميت).
لكن الملاحظ أن الإجازة التي يتصورها منسوبو جهة ما تقوم الوزارة بتغيير ذلك التصور بما يتفق وهوى المسؤول، وهذا يشكّل ضغطا نفسيا وعصبيا على المنتسبين لتلك الجهة؛ فيظهر وكيل وزارة ليخالف ويذكر أن هناك دراسة للإجازة، وهذا ما وقع في وزارة التربية والتعليم، إذا نشرت الصحف المحلية يوم الأربعاء الماضي خبرين كان لهما وقع الصاعقة على المعلمين والمعلمات، يذكر الأول عن وكيل الوزارة للشؤون المدرسية أن الإجازة 35 يوما وتشغل بقية أيام الصيف بدورات تدريبية، والثاني يذكر فيه المسؤول ذاته أن الإجازة ستبدأ بعد انتهاء الدراسة بخمسة أسابيع؟ّ!. ومع هذين الخبرين تدور رؤى اليوم:
* كم كان يتمنى الجميع أن يصدر مع التقويم الدراسي تحديد لإجازة المعلمين والمعلمات؛ وحينها يتلقى هؤلاء الفضلاء الخبر دفعة واحدة حتى ولو لم يكن كما تصوروه.بدلا من التلاعب بأعصابهم بمثل هذه التصريحات ذات المردود السلبي.
* عجبت للتحديد (35 يوما) وكأني به يساوي تماما بين المعلم والموظف؛ فالتعديل الذي طرأ على إجازة الموظفين جعلها 35 يوما بدلا من ثلاثين، ويبدو أن ذلك المسؤول الإداري أراد تطبيق ذات اللائحة على المعلمين، وهو ما ينبغي تصحيحه، فالمساواة هنا نوع من الظلم البيّن!.
* جاء في سياق الخبر (تُقضى بقية الإجازة الصيفية في الدورات التدريبية)، لتظهر تساؤلات منها:
– هل هذا يصب في إراحة المعلم نفسيا، كونه يقضي الإجازة الصيفية في دورات تدريبية؟
– هل الوزارة قادرة على توفير هذا الكم الهائل من الدورات للمعلمين والمعلمات؟
– ما هو المردود الذي تتوقعه الوزارة من هذه الدورات على العملية التربوية ؟.
* تتسع دائرة التعجب حتى تصل إلى التصدع ويتملك المرء الاندهاش عندما يطالع في اليوم التالي خبرا مفاده أن إجازة المعلمين ستكون بعد إجازة الطلاب بخمسة أسابيع، والعجيب أن جميع العاملين في الوزارة يعلمون انه بمجرد خروج النتائج وتسليمها للطلاب فإن وجود المعلم في المدرسة لا قيمة له. والمعلمون يعانون من مكوثهم أسبوعا،فكيف بهم وهم يجبرون على البقاء خمسة أسابيع بعد الطلاب؟
* نشرت هذه الجريدة وفي اليوم ذاته تحقيقا موسعا حول معاناة بعض المدرسين من عدم إعطائهم ما يستحقون من المستويات ، ومطالبة بعض أعضاء مجلس الشورى بإيقاف التعيين على المستوى الأول والثاني وإحداث وظائف على المستويين الرابع والخامس، والعجيب أن الوزارة تقف موقف المتفرج ولم يدل احد من المسؤولين في الوزارة برأي الوزارة في ذلك التحقيق!.
* بدلا من أن تسعى الوزارة لحل المشاكل الملحة والمزمنة، تأتي هذه التصريحات التي اجزم أنها ستكون محبطة للمعلمين.وفي الوقت الذي تطالب فيه الوزارة المعلم بالإخلاص والتفاني، لا تقوم الوزارة بتقديم ما يكون حافزا للإخلاص، فمتى يأتي حل المعادلة؟ أم أنها مستحيلة الحل؟!.
إن هذه الصفوة (من معلمين ومعلمات) هم الذين تعوّل عليهم الأمة في التربية لإخراج جيل تتباهى به بين الأمم، ولذا كان لزاما منحه كل حقوقه وجعله يتمتع بإجازته مهما كانت طويلة، فحينها يعمل بإبداع ليخرج جيلا مبدعا، فهل تفعل وزارة التربية والتعليم؟
وزارة التربية والجزاء الرادع؟!
في صورة مأساوية نشرت هذه الصحيفة يوم الخميس الماضي وفي صفحتها الأولى قصة الشبان الثلاثة الذين اقتحموا المدرسة وهاجموا المعلم والقي القبض عليهم. واكتفت إدارة التربية والتعليم (بنين) بالمدينة بأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة. وحتى كتابة هذا المقال لم يصدر شيء. ومن المتوقع أن تلحق الحادثة بمن سبقها من حوادث. ليبقى السؤال حائرا: أين العقوبة الرادعة لمثل هذه التصرفات المشينة؟
التعليق :
لله در هذا الصحفي الذي أشار بقلمه الحر الى
بعض من معاناة المعلمين وليت وزارتنا التي تجاهلت
كل المطالب والنداءات تعي خطورة هضم حقوق
المعلمين والمعلمات
فالموضوع منقول من منتدى تعليمي مع جزيل الشكر لكاتبه وناقله الأصلي
والشكر موصول لكاتب المقال الصحفي عبد الغني القش وبارك الله فيه
الذي أخذ من وقته ليكتب عن معاناة المعلمين من سلب حقوقهم كاملة .
تحياتي للجميع
ثانيا الاستاذ / عبدالغني القش من رجالات التعليم وأعرفه جيدا وكان لي الشرف أن تخرجت من تحت يديه ووالله الرجل فيه خير كثير
وهو أيضا ينظر بمنظور المعلمين للمارسته هذه المهنة
أسأل الله التوفيق لك أخي وله في الدنيا والآخرة
قلم حررررررررررررررررررر