تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رويدك يادنيا قصة قصيرة

رويدك يادنيا قصة قصيرة

  • بواسطة
في حي مدينتي القديمة بين أزقتها التي يعيق بها رائحة القهوة ,وعلى جدرانها آثار قدخطتها أناملنا وكأنها لقدمها نقوش فرعونية لن يتمكن الزمان من محوها في تلك الشوارع التي يلعب فيها الماضي الجميل كان العم صالح الذي كال به الدهر وأنزل به كل نكايته حينما تتأمل وجهه ترى آثار الزمان وغدره ,وعيناه الذبلتان قد جفت من كثرة دموعه التي ذرفها حزنا لفراق أهله وذويه حتى يداه لم تسلم من المرض فقد أصيبت بالشلل ’يجلس بجوار منزله يرنو إالى العالم حوله وكأنه من عالم آخر لايمت له بصلة يلقي نظرة على الأطفال الذين يلعبون ونظرة على الباعة المتجولين التي تعج أصواتهم أرجاء المكان ونظرة أخرى على الناس بين جيئة وإيابا ,وهو قابع عند منزله في شرود لاينتهي وفي ذهنه تساؤلات كثيرة .لماذا لايعيش مثلهم ؟
هل غدر الزمان به ؟ كثيرة هي التساؤلات التي تدور في رأسه .فيرتفع صوت الآذان في المسجد المجاور لمنزله ,يحمل العم صالح عصاه بين يديه ليؤدي الصلاة
وليكون في مقدمة المصلين ’فالصلاة هي الوقت الذي يرى فيها الناس ويفر من وحدته التي تكاد تفتك به فيرى الناس ويلتقي بأهل حيه يسلم عليهم باشا وجهه
فحينما يأتي الليل ويغطي الظلام أرجاء الكون الفسيح يدخل لمنزله يدير مذياعه
فهو الأنيس الوحيد له إذ لا أنيس غير ه ,يتنقل من إذاعة إلى أخرى يحاول أن يطارد شبح الوحدة الذي هاجم على حياته ’ولم يعد يشعر بالحياة ’ولم تعد السعادة موجودة في قاموس حياته تمر السنون عليه سنة تلو الأخرى ,وقد دب المرض جسمه براه النحول ولم يعد يستطع الحراك ,فجلس في منزله وعاد وحيد كما خلق وكان وأصبح هشا ضعيفا بقايا إنسان فقط!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.