وهذه الخصائص تخضع إلى عملية الإدراك النفسي والحسي.. فإذا كان الطفل سويًا عقليًا وسليمًا عضليًا فإنه يمر بتلك المراحل حسب تسلسلها بل وينتقل من مرحلة إلى أخرى بشكل واضح. وتتأثر تلك الخصائص كلما كان الطفل أقل نضجًا عقليًا أو عضليًا.
أما مميزات رسوم الأطفال التي تميزها عن غيرها والتي تتضح جليًا بعد مرحلة تحضير المدرك الشكلي فإنها ـ أي المميزات ـ جميلة وممتعة ومرحة في ذات الوقت.. فالطفل يرسم حسب ما يدركه.. لا ما يراه بالضرورة.
ومن المميزات التي تميز رسوم الأطفال:
– المبالغة والحذف: كأن يرسم والده وهو يجري وأرجله طويلة جدًا أو أن يرسم نفسه يقطف ثمرة تفاح بيدين طويلتين، وفي الرسمين بالغ برسم ما يدركه بأن الأرجل للركض فتكون طويلة وأهمل اليدين، واليدان في قطاف الثمار طويلتان بينما الرجلان قصيرتان.
– الشفافية: فالطفل يرسم الأشياء حسب مدركاته فيرى الحبوب السوداء داخل البطيخة الكاملة، ويرسم الحب في بطن الدجاجة، ويرسم البيت من الخارج ويرسم أمه وأباه وأخاه وما يحب داخل ذلك الرسم.
– التسطيح: فالطفل يدرك شكلاً واحدًا لأي شيء فيرسم السيارات بالشارع مكررة بشكل واحد ومسطح ويرسم البطات في الماء بشكل واحد، وكذلك السمكات.
ولو رجعنا إلى مميزات رسوم الأطفال نجدها جميلة، ذكية، بريئة، فهل نستطيع إدراك أهمية هذه الثقافة العالية لدى الطفل الذي بدأ لتوه تلمس معالم الطريق الطويل؟ إن أهمية هذه المرحلة في حياة أبنائنا تتطلب الاهتمام بهم نفسيًا ومعنويًا مثلما نهتم بهم صحيًا وثقافيًا واجتماعيًا.
كثيرًا ما نلجأ إلى تزيين غرف أبنائنا برسوم ونقوش نختارها نحن الكبار ونفرض عليهم ذوقنا، متسلحين بأن ما نختاره لا يصلح إلا لهم. بل إن ما نختاره يناسبهم بالضرورة.. لماذا؟ لأنها من وجهة نظرنا خاصة للصغار، ولكن ألا يمكن أن نقتطع جزءًا من هذه (البيروقراطية أو الديكتاتورية) ونمنح أطفالنا في ديكور غرفهم جزءًا من شخصيتهم.
يمكن أن نستخدم جزءًا كبيرًا مما تبدعه ألوانهم وأناملهم وعقولهم، ونقوم بتأطير أعمالهم بمساعدتهم في عمل فني يزين غرفهم ويؤكد انتماءهم ويظهر إبداعهم.