المعلم.. عزيز قوم ذل!
أتألم عندما أكتب عن أحوال المعلمين والمعلمات اليوم لأنني في صغري نشأت على أن المعلم شخص رفيع المستوى يؤدي أصعب وأنبل مهمة في المجتمع، فغير ان المعلم اليوم يواجه التحولات الهائلة التي أصابت الأجيال الحديثة والتي انعكست في كثير من جوانبها سلبا على المفاهيم التربوية والأخلاقية داخل المجتمع، وكذلك ارتخاء العلاقة الوثيقة بين البيت والمدرسة التي كانت سندا أساسيا في نجاح مهمة المعلم فإنه أيضا أصبح مجبرا على مواجهة المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها ويفترض أن تكون الداعم الأول له!!
فالخلل الحاصل اليوم في علاقة المعلم بوزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالعلاقة المهنية والادارية بين المعلم والوزارة والذي ينعكس سلبا على العمليتين التربوية والتعليمية أفرغ مهنة التعليم من أهم مقومات نجاها ومكونات قوتها وهو استشعار المعلم للقيمة المعنوية الحقيقة لمهنته وبالتالي مسؤوليته المعرفية تجاه الأجيال الناشئة!!
إن المعلم المُحبط هو معلم سلبي لا يساهم في دفع مسيرة التعليم والتربية وعندما تتوقف أو تتعثر مسيرة التربية والتعليم فإن هذا يعني شيئا واحدا وهو أن المستقبل في خطر!!
إن من المهم على وزارة التربية والتعليم أن تعود إلى جذور العلاقة الصحيحة بين المعلم ومؤسسته التعليمية عندما كانت الصلة صلة شراكة خالصة تتعاضد فيها الجهود لتحقيق أنبل وأهم الاهداف الا وهو نشر المعرفة وبناء عقول الأجيال ورسم معالم المستقبل،وعليها ان تنزع العديد من الألغام التي باعدت بينها وبين معلميها ولعل أكثرها جدلا في اوساط المعلمين اليوم سياسة التعيين على مستويات تقل عن المستويات المستحق للمعلمين فليس أشد على الانسان من ان يُقهر في قوت عياله، وليس أشد على المستقبل من ان يتخلى الحاضر عن مسؤولية بنائه!!
سلمت يداك
وعلى فكرة هذا ثاني مقال له في أقل من أسبوعين يتحدث عن ظلم المعلمين
ولي معه مواقف كثيرة فيما مضى
لايتردد لحظه في الوقوف مع الحق
حفظه الله وبارك فيه
الجهات الخمس
ارحموا المعلم
كيف يتطور مستوى التعليم لدينا وحال المعلم في وزارة التربية والتعليم كالكرة غير المستقرة التي تتقاذفها أقدام المشكلات والقرارات المتقلبة والمحبطة؟!
إذا أردنا تعليما جيدا فإن علينا أن نملك معلما جيدا تتوفر له البيئة المستقرة مهنيا ونفسيا لأداء مهمته بأعلى أهلية وأصفى حضور ذهني، ولكن الحاصل للأسف أن الوزارة بسياساتها الضبابية في التعامل مع المعلمين والمعلمات أشغلت معلميها ومعلماتها عن مهمتهم الأساسية بملاحقة همومهم الوظيفية ومواجهة القرارات المجحفة المتعلقة بتحديد مستويات تعيينهم وبدلاتهم فأصبح المعلم يمارس مهنة التعليم وكأنه آلة مبرمجة تؤدي بقدر ما تُعطى بدلا من أن يهيأ ليمارس مهنته بروح الإحساس بالمسئولية تجاه المعرفة وبناء الأجيال!!
ولا عجب أن تصبح وزارة التربية والتعليم اليوم إحدى أكثر الوزارات التي توجه نحوها سهام النقد مادامت تصر على ممارسة سياسة (لا أسمع لا أرى لا أتكلم) في التعاطي مع المشكلات المثارة من حولها في وسائل الإعلام ومنتديات التربويين والمعلمين!!
إن على الوزارة أن تتوقف عن التعامل مع المعلمين بمنهج «البرتقالة المعصورة» فالمعلم هو روح العملية التربوية وقلب التعليم النابض، وهو الذي يحمل على كاهله عبء تنشئة الأجيال ومسئولية تهيئتهم للانخراط الإيجابي الفاعل في المجتمع ومهمة رسم معالم المستقبل!!
* * *
* أود تصويب خطأ وقع في العنوان الالكتروني لموقع توعية وحماية المستهلكين المنشور في مقال أول أمس، والعنوان الصحيح هو: www.mqataa.com
[email protected]
والله يعطيك العافية اخي المتمكن على النقل
الجهات الخمس
وزارة التربية وابتزاز الأهلية!
لا تخرج الشكاوى في بريدي هذه الأيام عن مسألتين، الأولى ارتفاع أسعار الأرز التي يبدو أنها أصبحت مشكلة وطنية، والثانية لجوء كثير من المدارس الأهلية إلى رفع رسوم تسجيل الطلاب وأقساط الدراسة!!
المشكلة الأولى طرقتها أكثر من مرة ومازال يطرقها العديد من الزملاء، أما المشكلة الثانية فيبدو أن المدارس ستفلت بفعلتها في ظل انشغال الصحافة بمشكلات معيشة المواطن وغياب وزارة التربية والتعليم التام عن الأجواء الربحية للمدارس الأهلية التي بادرت إلى رفع رسوم دراستها دون حسيب أو رقيب يراقب توازن المعادلة بين رفع رسوم وأقساط الدراسة والمستوى التعليمي الذي تقدمه هذه المدارس وعلاقة ذلك بمستوى مرتبات المعلمين والمعلمات في التعليم الأهلي الذي يتخذ طريق الهبوط في نفس الوقت الذي تتخذ الرسوم والأقساط طريق الصعود!!
سأضرب لكم مثلا بما فعلته بعض المدارس الأهلية، كانت المدرسة تفرض رسم تسجيل مالياً يبلغ 500 ريال مقابل تسجيل كل طالب في بداية كل مرحلة دراسية، إلا أن الجديد هذا العام هو أن ولي أمر الطالب بدلا من دفع رسم كل مرحلة على حدة عند انتقال الطالب إلى المرحلة الدراسية التالية فإنه يدفع رسماً شاملاً قيمته ريال عند التسجيل في أية مرحلة لمرة واحدة وهذا الرسم وصل في بعض المدارس إلى 5000 ريال، أين المشكلة هنا؟! المشكلة أنك إذا أردت نقل الطالب إلى مدرسة أهلية أخرى فإنك ستكون مجبراً على خسارة قيمة رسوم تسجيل المراحل التالية وستضطر أيضاً إلى دفع رسم شامل في المدرسة الجديدة لجميع المراحل بما فيها المراحل التي أنجزها في المدرسة السابقة!.
المدارس الأهلية هدفت من وراء ذلك إلى إجبار الطلاب على إكمال الدراسة في جميع مراحلها وهذا يدخل في دائرة الابتزاز الذي يفترض بوزارة التربية والتعليم أن تتصدى له بدلا من التفرج عليه!!
ولا تسألوني لماذا أصلاً يفرض مثل هذا الرسم من أساسه، فولي الأمر هو الذي يحضر إلى المدرسة وهو الذي يتكبد عناء استكمال تعبئة النماذج والمستندات وكل ما يفعله موظف المدرسة هو قبض قيمة التسجيل الباهظ مضافاً إليه بالطبع قيمة قسط الدراسة، ولكن اسألوا وزارة التربية والتعليم!.
أسأل الله أن لا يريه مكروه في أبنائه ومن يحب
أسأل الله أن يجعل عمره سعادة وموته شهادة يبلغ بها الفردوس
قلم نزية ومحترم ومعايش لهموم المواطن حفظه الله