إن المعلم أصبح مستباحُ الدم . فمن هبَّ ودبَّ قفز جداره القصير . ومن أمسك القلم أضرم نيرانه في جلد المعلم . اليوم طالعتُ مقالاً لهذا الذي يسمى " التميمي " أعوج المضمون , هزيل الحجة , مغلوط المعلومة .
إن المعلم من بين كل الموظفين هو الوحيد الذي لا إجازة اختيارية له . فكل موظفي الدولة يقررون وقت إجازاتهم , بل يجزئونها كما يشاءون بدءاً من خمسة أيام إلى العدد النهائي 35يوماً . ومايتركون منها يحتسب لهم كرصيد للسنة المقبلة . إجازتهم الإضطرارية , فوق الـ35 يوماً إذن فهم يتمتعون بـ 40 يوماً قابلة للتجزئة , وقابلة للترحيل إلى العام القادم كرصيد , ويحق للموظف تحديدها في أي وقت شاء .
القول إن المعلم هذا الكائن الموسوم ظلما بالأكثر إجازات , والأريح عملاً . قول جانب الصواب . فإجازة المعلم , لارأي له بها , ولاخيار له , ولاقرار له عليها فهي تأتي فضلة أو طردة حينما ينتهي جهد عام كامل ويصبح وجوده لاحاجة له يقال له اذهب 40 يوماً ثم تعود . إن إجازة المعلم في السنوات الماضية , لم تتجاوز ال 40 يوماً بل إن ماحدث العام الماضي وهذا العام حيث لن تتعدى الإجازة 60 يوماً ! ثلاثون يوماً في شهر شعبان وعشرون يوماً من رمضان فالحسبة الحقيقية 50 يوماً أما مابعد العشرين إلى بداية الدوام في شوال فهي إجازة شاملة لكل موظفي الدولة !
كما أن أي موظف في الدنيا لو خيرته لن يختار أن تكون إجازته السنوية في رمضان فماذا يستفيد منها فلا هي وقت سفر حتى على الصعيد المالي فالناس تتسعد للإعداد لشهر رمضان مادياً ونفسياً !
بقية العطل الرسمية فكلنا شركاء فيها معلمين وموظفين . عطلة الأعياد وعطلة اليوم الوطني . المعلم يستميت حتى يحصل على إجازته الإضطرارية لصعوبة مهنة ومن يسد مكانه بينما الموظف لاتفوته تلك الإجازة . المعلم حينما تلم به ظروف لايستطيع أخذ شيء من إجازته السنوية المزعومة . ويضطر إلى الإجازة الاستثنائية بدون راتب . وهذا أهم ماأشار إليه تقرير ديوان المراقة العامة حول كثرة العلمين والمعلممات الذين يطلبوا إجازات استثنائية .
المعلم كانت إجازته الإضطرارية عشرة أيام خمس في الفصل الأول وأخرى في الفصل الثاني لكن يد الرقيب قصت تلك العشرة وحولتها إلى خمس أيام . لأن عين العدل ونظرة الموضوعية مفقودة عند ذلك الرقيب ولأن المعلم العنصر الأضعف والاضطهاد نصيب الضعفاء دوماً .
المعلم يقوم بأشق المهن , بل وأتعسها على وجه الأرض . هذا المعلم مضطهد مسلوب الحق , وحينما طالب بحقه انتقص حقه وعاد مسلوباً بأمر ملكي . ومع ذلك لازال الشرفاء يقفون وراء عدالة القضية بدءاً من مسؤولي الدولة والكتاب والصحفيين والإعلاميين ولم يخرج عن هذا لانتظام سوى نزق من نشاز لايجد سلوته ولايستشعر وجوده سوى بنشازه وتقيؤه لما في جوفه من عفن .
أعرف يقينا أن من يجدف بهذا التجديف ويعاكس إنما مقصده البحث عن الشهرة وأن نلتفت إليه . فالكويتب الذي يمضي سنين يكتب ولايجد أثراً ولا سمعة ولا حساً يعمد إلى هذا الالتواء وهذا النباح ليلفت الانتباه . ولكن القافلة تسير ..وأنتم تعرفون الباقي …
أنشروا وفقكم الله !!
هذا يبحـــث عن الشــهرة بأقصر السبــل
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمــــته فـرجت عنه *** وإن خليته كمدا يمـــوت
صدقت والله وإنني أفكر هل أستطيع الصبر لسنوات طويلة قادمة ؟
صدقت والله وإنني أفكر هل أستطيع الصبر لسنوات طويلة قادمة ؟