أعتقد أن مناقشة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، من أهم القضايا التي يجب أن يعمل الجميع على طرحها وعرضها، من أجل فئة خاصة عزيزة على قلوبنا، قد لا يستطيعون أن يطرحوها بالشكل الصحيح والمناسب، فلا يصل صوتهم من خلال الطريق الصحيح الذي يمكن أن يحقق مطالبهم الاجتماعية وغيرها، عندما أرى أحدهم يتنقل في أي مرفق حكومي أو تجاري تأخذني عليه الشفقة ليس لوضعه الصحي فهذا قدر الله عز وجل، ومنهم المميز في العديد من العلوم ومبدع في الكثير من الأعمال، المهم أنني أشفق عليه وهو يتحرك في طريق غير مهيئ وصعب للغاية، فحتى بعض ممرات المرور الخاصة بالكراسي المتحركة غير متوفرة، وإن توفرت نجد البعض مع كل أسف قد وضع سيارته دون اكتراث بمن سيحتاجها، لا أدري لما كل هذا الاستهتار من قبل بعض قائدي السيارات في الوقوف أمام تلك الممرات الخاصة أو في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة الموجودة في بعض المجمعات أو المؤسسات، لا يزال المجتمع غير مدرك لخصوصية واحتياجات هذه الفئة بالشكل المرضي، فئة النساء من أخواتنا ذوات الاحتياجات الخاصة يعانين كثيراً وأكثر من الشاب أو الرجل الذي قد يتمكن من الحركة والتنقل أكثر نوعاً ما من المرأة، لكن هل هيئت لهن الفرصة ليعشن ويعتمدن على أنفسهن بالشكل المناسب.
أيضاً نحن نعيش هذه الأيام موسم الإجازة الصيفية، هل المتنزهات وأماكن الترفيه تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الاستمتاع والتنقل داخلها بيسر وسهولة، وهل دورات المياه أعزكم الله مهيأة لهم؟ أسئلة عديدة تدور في الذهن كلما شاهدت أحدهم يجلس في مكانه ينتظر أحد أقربائه ليساعده! ليس لأنه لا يستطيع الحركة والاعتماد على نفسه ولكن لوجود عوائق وصعوبات لا تمكنه من السير بحرية، ولأنهم جزء غالٍ من الوطن ويحتاجون الانطلاق والاستمتاع بتلك الأماكن مثل الأصحاء تماماً، لذا لابد من إعادة النظر في الكثير من المواصفات والتصاميم الخاصة بالمتنزهات وأماكن الترفيه، لتتناسب مع وضع إخواننا وأخواتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وتكون جزءاً من الشروط الواجب توفرها وتتم متابعتها من قبل الجهات الرقابية للتأكد من وجودها أولاً، وصلاحيتها ثانياً، لأن الموضوع ليس مجرد مكان ولكن ليستفاد منه بشكل حقيقي وفعلي.