اسامة بن حمزة عجلان الحازمي
نشرت جريدة المدينة يوم الأربعاء 20 شوال ه في صفحتها الأولى خبر عنوانه 35 يوما اجازة المعلمين والمعلمات ومضمونه ان اجازة المعلمين والمعلمات سوف تصبح 35 يوما لأنهم يخضعون لنظام الخدمة المدنية وأقول كانت الاجازة من الحوافز للالتحاق بمهنة التدريس وقد تكون الحافز الوحيد الآن.
وها هو يباد ويوأد ويقضى عليه ونسى اصحاب القرار في الوزارة ان المعلم والمعلمة يحملون اعبائهم اليومية من تصحيح واجبات وكتابة تحضير الدروس وتصحيح اختبارات دورية وترتيب أوراق وكتابة أسماء إلى منازلهم يوميا وتأخذ منهم تلك المهام ما لا يقل عن ساعتين يوميا وكانت الاجازة تعوض والآن هل تدفع لهم الوزارة خارج دوام وإلا في نظرها إن العمل هو ما يتم خلال ساعات الدوام وإن قال قائل لماذا لا تتم هذه المهام في المدرسة فأقول أين المكاتب التي يستطيع المعلم استخدامها وهم كالطلبة على ماصات صغيرة متكدسين في غرف اصغر وليس كموظفين الخدمة المدنية في مكاتب مستقلة وغرف تساعد على العمل وأين الوقت للمعلمة أو المعلم وهو مكلف ب 24 حصة واشراف وحصص احتياط ومشاركات في النشاط وكل ذلك محسوب عليه وليس محسوب له واتساءل لماذا تقرر وزارة التربية هذا الإجراء في الاجازة دون الجامعات والكليات والا معلم الوزارة غير.
يا عالم لو قضى المعلم حياته الوظيفية في مراتب الخدمة المدنية يصل بسنواته العشرين والثلاثين إلى المرتبة الثانية عشرة والثالثة عشر ووقتها يكون وضعه الاجتماعي والمادي والمهني غير. أميز من ألف معلم ومعلمة أفنوا حياتهم في رسالة مقدسة تصر وزارة التربية والتعليم على التكريه فيها بدلا من إيجاد وسيلة للشد إليها وأما الدورات التدريبية التي تتعلل بها الوزارة وتريد أن تقيمها في الفترة الميتة التي تريد إحضار المعلمين والمعلمات فيها قصرا يمكن إقامتها خلال العام الدراسي على شرط أن تكون نافعة مهمة ينتفع بها المعلمون والمعلمات وبأسلوب لائق يتوافق مع أعمار وخبرة المعلمين والمعلمات وليست تحصيل حاصل من أجل قطع ميزة الاجازة عنهم بدون تفكير صحيح سليم من لجنة أو أشخاص في الوزارة لم يجربوا مهنة التعليم أو جربوها لفترة معينة قصيرة وبعدها ترقوا في مهام إدارية ومسماهم مدرس ومن ثم انتقلوا إلى المراتب المدنية ليكملوا مشوارهم في المناصب الإدارية بمميزاتها.
مكة المكرمة – خالد محمد الحسيني
خمسة وثلاثون يوما… حددت وزارة التربية والتعليم ان تكون اجازة للمعلم رغم الجهد الذي يبذله بحجة اتاحة الفرصة للدورات قبل العام الدراسي. . لماذا؟
لا يعرف الشوق
تهمة التعليم لا يعرف اسرارها وما تحتاجه من جهد وصبر وتضحية إلا من المباشرين لها فقط.. وكل من يتحدث في أيامنا هذه عن المعلم ربما يركز على الجوانب السلبية النادرة والتي تنشر "بعناية" في اكثر الصحف سواء اقدام بعض المعلمين على "العقاب البدني" او الوقوع في سلوكيات محظورة من البعض الاخر وهؤلاء لا يمثلون 2% من عدد المعلمين الذي يزيد عن 50 ألف معلم في المملكة. لكن معاناة المعلم والمسؤوليات التي ينفذها خلال اليوم الدراسي لا يعلم بها احد بل حتى القائمين على جهاز التربية يعد بعضهم "منظرون" ويتعاملون مع اوراق ومعاملات تخص المعلم لكن لا يعرفون شيئاً عن "الفصل الدراسي" ومعاناته ومعاناة المعلم مع الطلاب ومشاكلهم واولياء امورهم وما هو مفروض على المعلم من واجبات عدا اداء الحصة تنال من صحته وشبابه وأيامه.. إذا لا يعرف هذه المهنة إلا من يعمل فيها فقط!!
إجازة مفروضة
لمن لا يعلم فإن المعلم "تفرض" عليه الاجازة السنوية في ايام تحددها الجهة حاجة العلاقة ولا يسمح له بغيرها إلا " 5" أيام اضطرارية او الاجازة المرضية بتقرير طبي وما عدا ذلك لا يمكن له التمتع بأي اجازة عدا الاجازات الرسمية التي يتمتع بها كافة الموظفين في الدولة.. حتى ان اجازته لا يمكن تجزئتها بل عليه ان يتمتع بها في وقتها وقد كانت قبل ان تُعلن هذه الدراسة حوالي شهرين والآن اذا حققت الدراسة رغبة الوزارة فستعود الى 35 يوما بمعنى تخفيضها للنصف .
أية دورات هذه ؟
وقد نشرت الصحف أن الأسباب تعود لاعطاء وقت لتنفيذ الادارات التعليمية دورات للمعلم تسبق العام الدراسي وبحكم الاقتراب من الميدان لأكثر من ثلاثة عقود فقد وجدنا أن الدورات التي تسبق بداية العام الدراسي وتنفذ بشكل "سريع" مشوب بالعشوائية لاتعود على المدرس بأي نفع خاصة وأن بعض المعلمين الذين يتم اختيارهم لهذه الدورات تفوق تجربته وحصيلته .. حصيلة وتجربة "المحاضر" أو منفذ الدورة والتي ينفذها بعض "المشرفين التربويين" في بعض التخصصات لاسبوع او اسبوعين لساعات قليلة وليس لها أي برنامج مُسبق او استعداد وتجد اثر هذه الدورات على اداء المعلم في الحصة الدراسية .. والسؤال متى كانت دورة الاسبوع او العشرة ايام ولثلاث أو أربع ساعات تكفي في تزويد المتلقي معلومات تعود عليه بأداء مختلف او تطور في المعلومة او طريقة تدريس المادة ؟
أي تميز يدعونه
واذا كانت الوزارة تنادي بأنها تسعى لعمل ما يؤدي لتميز المعلم عن بقية زملائه في الاجهزة الأخرى فأي تميز هذا الذي تدعيه الوزارة إن هي "صادرت" نصف اجازة المعلم التي هو واسرته في امس الحاجة لها بعد عناء عام دراسي طويل جدا من فصلين دراسيين.
دورات مدفوعة
وإن أرادت الوزارة أن تحقق نجاحا لهذه الدورات فالواجب ان تسبق هذه الدورات العام الدراسي وتكون في الشهرين الآخيرين قبل انتهاء العام الدراسي في الفترة المسائية مثلا من السادسة للعاشرة ولا يمنع أن يمنح المعلم مقابلها مكافأة مادية تشجعه على الحضور مع الحرص على اختيار متخصصين في المناهج وطرق التدريس من الجامعات في كل منطقة لتنفيذ الدورات بإشراف الادارة التعليمية وتنفذ في العديد من المراكز التعليمية المنتشره في كل المناطق خاصة أن بعض المعلمين يعملون في مدارس قروية بعيدةعن مكان الدورات..
التوجه للمهنة
ثم كيف يتوجه الشباب لمهنة التدريس التي نحتاج التوجه اليها واختيارها بشكل دائم ان كانت هذه بوادر اهتمام الوزارة بالمعلم؟ وكيف يقبل معلم ان يعمل أشهراً طويلة ثم يُكافأ بشهر واحد اجازة لايكفيه لتنفيذ ما أرجأه من مشاغل لأسرته وخصوصياته لأسباب العلاقة بالعمل التربوي التعليمي بل وحاجته للراحة "الفريدة" مع مشاغل العام الدراسي المتواصلة والدوام المبكر ومعاناة العمل في الفصول وإعداد الاختبارات والتصحيح والمراقبة والنشاط والتحضير وغير ذلك من الاعمال التي يكلف بها داخل المدرسة..
نهاية الخدمة
لابد من الاشارة الى امر هام جداً "يغيب" عن بعض من ليست لهم علاقة بالعمل التعليمي وهو امر نهاية الخدمة ومكافأتها "المزعومة" والتي لا تزيد عن 3000 ريال للعام الواحد في حالة خدمة المعلم اكثر من 31 عاماً بمعنى ان المعلم الذي خدم 31 عاماً يتقاضى مكافأة 93 الف ريال فقط هي ما يناله بعد كل هذه السنوات تسمى "مكافآت" تميز عن بقية الوظائف.. هل هذه مكافأة للمعلم ؟ ومع ذلك هناك من ينظر الى اجازة المعلم ويحاول أن يقلصها.
حقيقة يجب أن تُقال
حقيقة يجب أن تقال إن هناك من "العاملين" في المدارس من "ضلوا" طريقهم الى المدارس وكان الأولى أن يختاروا مجالاً آخر فهم لا يمكن ان يكونوا "معلمين" وهذه الحقيقة اوردها هنا حتى لا نجد من يقول ويسأل وهل هؤلاء المعلمون يستحق جميعهم التضحية والتقدير والتميز؟ أقول لا.. ففي المدرسة الواحدة يوجد للأسف من لا يصلح للعملية التعليمية التربوية وبنسبة تصل الى 3% في كل مدرة لكنهم يحملون المؤهل المطلوب وتنطبق عليهم الشروط المعلنة اما شرط "القدرة" اما شرط "الصلاحية" للعمل التعليمي فلا يتوفر فيهم وتعلم الوزارة والمنطقة التعليمية بهؤلاء وبعضهم مازال يعمل من سنوات طويلة بأداء ضعيف وشخصيات مضطربة وحصيلة "منعدمة" أوأنها تركز على مادة التخصص فقط.
مستقبل التعليم
ان المستقبل في "التعليم" وشؤونه غير واضح المعالم ان نحن لم نعط للمعلم قدره من الراتب والمكافأة ومزايا العلاج ونهاية الخدمة والتقدير و"التميز" عن أية مهنة أخرى.. فالمعلم عليه دور التربية والتعليم وان عرف الناس "نماذج" لا تنطبق عليها هذه الشروط من المعلمين فنقول إنها موجودة لكن النسبة الكبرى نسبة ال 90 % وتزيد يحتاجون للكثير من الدراسات التي تعمل على الرقي بهم وأوضاعهم وشؤونهم لا "اقتطاع" إجازاتهم.. لا تبخلوا على المدرس حتى يزداد عطاؤه وتألقه وتضحيته.