أحب الارض التي امشي عليها
لانها تحتمل السفيه والبذيء، وتحمل الثقيل والخفيف، ولا يضيق صدرها بالبخيل، وتفرح لكرم الكريم، ويبتسم وجهها للسماء بعد هدوء الأمطار وسكون العاصفة.
أحب الارض التى امشي عليها
لانها وُجدتْ قبل وجودنا، فهي تعرف أكثر منا، وترى بجبالها وأشجارها ووديانها أبعد مما نرى، وتسمع كل ما لا يسمعه مخلوق، تريد مصلحتنا دائماً، فهي تختزن لنا في بطنها الماء والمعادن, لا تفرط بحبة مطر تسقط عليها من السماء.
أحب الارض التى امشي عليها
لانها قوية وصامدة فمهما هبت العواصف تبقى مكانها، رجالها البراكين والزلازل، وإذا اشتعلت الحرائق فوق جسدها، فقد تأكل أشجارها، لكنها أبداً لن تقوى على أكل ترابها، وهضم حجارتها.
أحب الارض التي امشي عليه
لانا تذكرني بالام العظيمة التي مهما شققنا نشق صدرها بالخناجر والأزاميل والمعاول، فتخرج لنا الورد والزيتون والتفاح، وإذا زدنا الحفر في قلبها أكثر وأكثر، فلن يكون ردّها سوى منحنا المزيد من الينابيع والألماس والياقوت.
أحب الارض التي امشي عليها
لان جوفها ممتلئ بالخيرات والثروات والقوة والطاقة، مثل الألماس والذهب والياقوت والزمرد والمرجان، والزلازل، والبراكين، والعواصف.
أحب الارض التي امشي عليها
لانها أمنا التي تكشف عن نفسها فتخرج من بطنها الينابيع، وتلد من رحمها الأشجار والبراكين دون عمليات قيصرية.
وقد يحتاج بعض الناس إلى مثل تلك العمليات، فيأتي أحد ما ليفجّر ثرواتهم، ويفتح أبواب قلوبهم لتظهر كنوزهم المدفونة، والموجودة أصلاً في عتمة كهوفهم ومغاورهم العميقة. فكم من مناطق كثيرة فوق سطح الأرض وتحتها ما زال غير معروف، وبحاجة إلى الكشف عنه، وإظهاره إلى النور، وربما تغيرت حياة البشر لو حدث مثلاً أن اكتشف ثروة جديدة وطاقة مذهلة لم تكن معروفة لسكان الأرض من قبل!
أحب الارض التى امشي عليها
لانها دائما تذكرني بقولة تعالى : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ( 55 ) )
يقول تعالى ذكره : من الأرض خلقناكم أيها الناس ، فأنشأناكم أجساما ناطقة ( وفيها نعيدكم ) يقول : وفي الأرض نعيدكم بعد مماتكم ، فنصيركم ترابا ، كما كنتم قبل إنشائنا لكم بشرا سويا ( ومنها نخرجكم ) يقول : ومن الأرض نخرجكم كما كنتم قبل مماتكم أحياء ، فننشئكم منها ، كما أنشأناكم أول مرة . .
ودي لكي يآقمر ^^