أشتاقُ لتلكَ الأشياء التي لن تخطرَ على قلبي ..
أشتاق لقولكَ : " ادخلوها بسلامٍ آمنين " ..
أشتاقُ لتلكَ الرّاحةُ العظمى ..
أشتاقُ لوطنِ أمنياتنا الحقيقيّة ..
أحبّ اسمهَا كثيراً , أشعرُ أنّ أحلامي تتَنفس منهَا , أشعرُ بأنّها أمنيةٌ تُحب أن تتحقق , أشعرُ بأنّ هَدير أنهَارها يُشبه سعَادة المُتقين .
يَا رفاق لعل الجنة تُزيح مابكم من غمّة ؛ لأن الله قد وَعدنا بسعَادة لاتنضبُ فيها , فَكُل أحلامنا قَد تبدُو هينةً أمَامها .
أنا لا أستطيعُ تخيّل نَفسي من دُونها , أأخبركُم لماذا ؟
لأنّنا لن نكذب فيهَا وَ نقول نحنُ بخير , لأنّ الله سَيكرمنا بلذة النظر إليه
لأنّها تُحقق لنَا حياة الخلُود , حياة ملؤها الطمأنينةُ وَ الوَقار , فيهَا من الأنهَار ما يَروينا , وَ من النعيم مَا يُفرحنا , وَ كَوثرٌ بإذنهِ سَيسقينا
عِندما كُنت صَغيرة , كُنت أطلبُ الجنّة بإلحَاح , كُنت أتخيّلها تحملُ قصراً كَبيراً , وَ لباساً من غيمِ , وَ حذاءِ بلّوري , وَ بُستانٌ تُشرق فيه شمسٌ لاتغرب ,
وَ أغصانٌ تتنَاغم مَع النسيم , وَأغنيَةِ تَصف حَنيني , وَ فرَاشاتِ رَقيقة تكُون بحجمي ؛ لكي أمتطيهَا وَ أطير , أطيرُ عالياً إلى الفردَوس .
والآن أرَى أن الجنّة تضمُ أحلامي , وَ تجعلني أهذي بنعيمِ لايُشبه دنيَانا , تُرغمني على تمزيقي كَي أصل إليها , وَ تُرتل علي كُل صلاة :-
"( وَ جنّة عرضُها السماوات والأرض أعدت للمتقين) " !
الجنّة شيءٌ أرنو إليهِ بحبٌ وَ حنينْ .
بقلم جواهر التركي