عزيزي المعلم عزيزتي المعلمة
أيُ ثقة أكبر من ائتمان الناس لكما على عقول أولادهم , تصنعان وتصيغان العقول كما تشاءان؟
وأيُ شرف لكما هذا الإرث ؟
إرث الأنبياء والمرسلين – عليهم الصلاة والسلام – , لأنهم لم يورّثوا ديناراً ولادرهما, وإنماورّثوا العلم ,فمن أخذه أخذ بحظ وافر , يواجهكما ويقف في طريقكما عقبات ومثبطات كثيرة لكنها لاتثني من عزمكما وإصراركما على حمل هذه الرسالة العظيمة والإرث الكبير , ولعل ما يصادفكما مما يعكّر صفو كما من قيمة المعلم والمعلمة وقلة هيبتهما في هذه الأزمان بالذات , ابتلاء قدّره الله تعالى لكما ليمتحن صبركما على ذلك
ألم تعلما أن الله وملائكته حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير , وأنتما ممن يعلم الناس الخير , والكل يغبطكما على ذلك لكنهم لايفصحون , لذة النهاية تقطفانها يوم أن يقف الجيل من أبنائنا وبناتنا إكباراً ووفاءً لكما جزاء صنيعكما وصبركما , وإننا لنرى عدداً من معلمين سابقين متقاعدين في بعض الأماكن فنقف لهم إجلالاً فضلا عن طبع قبلة حارّ على جبينهم , صبروا على طيشنا وسفهنا , يتقاعد عدد لايحصى من الموظفين غيركما فلا يجدون ماتجدان
بمجرد تقاعدهم وتركهم للعمل ينتهي كل شئ إلا أنتما فقد طبعتما في الذاكرة , وقد سئل عدد كبير ممن تقلدوا مناصب وظيفية عليا ونجحوا في حياتهم, من تتذكّر ممن كان له أكبر الأثر عليك ؟ فجاءت الإجابات متواترة على معلم أو معلمين كانت لهم بصمات وبصمات , عزيزي المعلم عزيزتي المعلمة : تذكّرا أن بين أيديكما الآن من سيكون أوتكون لها شأن كبير في قابل الأيام , فياترى ماالرسالة التي تريدان أن توصلاها إلى الجيل من الآن
عزيزي المعلم عزيزتي المعلمة : لاتعبأا بنظرة المجتمع لمكانتكما عن ذي قبل , فأنتما بعتما واشتريتما مع الله تعالى ومن باع واشترى مع الله أفلح وسعد , لأنه يؤمن بالخلف العاجل من ربه لامن الخلق , فأنتما تقبضان أجركما من ذي الفضل والإحسان لامن فلان وعلاّن , فسيرا وفقكما الله ولاتلتفتا لما يقال , فإن الغزالة إذا التفتت أدركها الصيّاد , ولتجرِ رسالة التعليم في عروقكما , ولتصل الحال بكما أن تترقبا دخول الصف بكل شوق ولهفة , وكلي أمل أن نصل بمعلمينا ومعلماتنا إلى هذا الطموح في عشق رسالة التربية والتعليم , ووجود الأنس والبهجة والسرور بها , فنعم الاختيار اختياركما , بينما اختار غيركما سوى ذلك , سددكما الله وأعانكما , وبارك فيكما … آمين
منقوله مع بعض التعديل
ثواب الآخرة
بالفعل لابد من تجديد النية كل يوم وإخلاص النية في العمل حتى يكتب لنا الكريم المنان الثواب وهذا بالطبع لا يتنافى مع الأجر المادي
فيتحصل بذلك أجر الفانية والباقية.