عندما استوقفتني طالبتي !!!

موقف حصل معي .. أسْكَبَ عباراتي على الورق .. ثم وزعتها على الزميلات … وها أنا
أضعها بين يدي أخواتي للفائدة .. ولنعلم أن ربَّ كلمة لا ألقي لها بالاً .. ينفع الله بها !!
ــــــــــــــــــــ
الموقع … في أحد ممرات مدرستي …

كنت أسير في أحد ممرات المدرسة .. فإذا صوتها ينساب إلى أذني ….. معلمتي!!
• التفت إليها مجيبةً … نعم . تريدين شيئاً ؟
• أجابتني .. أريدك في موضوع … موضوعٌ يحرق قلبي !!
• قلت لها .. تكلمي !.. أي موضوع تعنين ؟.
• ردَّت قائلةً…. المعلمات !!
• سألتها … المعلمات؟؟ ماذا بهنّ ؟!! أفصحي ، ماذا تعنين ؟!
• أجابتني وعلامات الجدِّ والألم تنبعث من نظرات عينيها وقسمات وجهها… ألا ترين يا معلمتي!!
… ألا ترين إلى بعضهن .. ألا ترين كيف يلبسن الضيِّق الذي لا يُبقي من الجسد شيئاً إلا جسَّمه وأظهره ؟!!
ألا ترين إلى فتحات الصدر الواسعة التي تُظهر كل شيء بمجرد انحناء المعلمة ؟!! وتلك الفتحات التي تشق
جوانب التنورة وإن كانت قليلة ـــــ على حدّ قولها ــــ ، .. معلمتي! .. ألا تعلمن أن الطالبات يقلدنكن في مثل
هذه الألبسة ؟!! ألا تعلمن أنكنّ قدوةٌ لنا في أفعالكن؟!!

• أخيراً قالت مُلقيةً آخر سهم في جعبتها … ألا يستطعن أن يتركن هذه الألبسة في المدرسة وبين
الطالبات على الأقل !! على الأقل !! – كأقل حل توصَّلت له صغيرتي!!! –

كنتُ أنظر إلى حماسها .. وغيرتها على زميلاتها .. كنت أتساءل في نفسي … كيف استشعرت طالبتي على
صغر سنها مسئوليتنا كقدوات بينما نحن غفلنا كثيرا عن هذه المسئولية … غفلنا كثيراً … كثيراً !!!
ــــــــــــــــــــــــ
** وقفة …
في يوم القيامة … يوم يُؤتى كل إنسان كتاب أعماله ليرى كلُ عملٍ عمله في الدنيا مُسجلاً ..
لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها …يرى أُناسٌ سيئاتٍ ما عملوها فإذا هم يحملون أوزارهم وأوزار
غيرهم فيُحاسبون عن أنفسهم وعن غيرهم ، إما لأنهم دلّوا أناساً على معصية ، أو كانوا قدوة سيئة … حثوا
الناس بمظهرهم على المنكر !!

قال النبي عليه الصلاة والسلام : { من سنّ في الإسلام سُنّةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم
القيامة ، ومن سنّ في الإسلام سُنَّةً سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة }

كلمة لكل معلمة .. قدوة .. في أي مكان كانت ..[/color]