العز والمجد لابن عثيمين
==============
معاني الكلمات:
=========
القضب : القاطعة
أوتار : ثأر وقتال
الهيجاء : الحرب
مضرمها : مشعلها
السيّد : هو كل من افترضت طاعنه كالملك
المنجب : الذي يلد النجباء
الشرح
========
العــز والمجــد في الهنديـــة القضب **** لافي الرسائل والتنميق للخطب
تقضي المواضي فيمضي حكمها أمما **** إن خالج الشك رأي الحاذق الأرب
يقول الشاعر : إن العز والمجد والعزم في الأمور وحل المشكلات لاتكون بتنميق الكلام وإلقاء الخطب وإنما تكون بالسيف القاطع , ثم يؤكد هذه الحقيقة في البيت الثاني فيقول :إن داخل الشك رأي الذكي البصير فإن السيوف هي الفصل فإذا حكمت مضى حكمها قدما , وتذكرنا هذه الأبيات بمطلع قصيدة الشاعر أبي تمام" في مدحه للمعتصم بعد انتصاره في فتح عمورية والتي منها
السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لاسود الصحائف *** في متونهن جلاء الشك والريب
وليــس يبنـــي العـــلا إلا نــــدى ووغــى **** هما المعارج للأسنى من الرتب
المعالي لا تُبنى إلاّ بأمرين مهمين , الكرم والشجاعة فهما السلم الموصل لأعلى المراتب و هنا تشبيه بليغ حيث شبه الكرم والشجاعة بالسلم الذي يصعد عليه >
ومـشـمــعـل أخــــو عـــزم يـشيــــعــــه **** قلب صروم إذا ما هـم لم يهب
لله طـــلاب أوتـــار أعـــد لهـــــــــــا **** سيرا حثيثا بعزم غير مؤ تشب
ذاك الإمــام الــذي كادت عــزائمــه **** تسمو به فوق هام النسر والقطب
عبدالعزيــز الــذي ذلـــت لسطـوتـــــه **** شوس الجبابر من عجم ومن عرب
ليث الليــوث أخــو الهيجاء مضرمها **** السيد المنجب ابن السادة النجب
قــوم هــم زينــة الدنيــــا وبهجــتــهـــا **** وهم لها عمد ممدودة الطنب
لكــن شمس مــلــوك الأرض قاطـبـة **** عبدالعـزيز بــلا ميـن ولا كـذب
يمدح الشعر الملك عبد العزيز فيقول ومشمعل , والمشمعل هو الطويل النشيط وهو ما تميز به الملك عبد العزيز يرحمه الله فهو طويل نشيط صاحب عزيمة وإقدام يصاحبه قلب قوي شجاع إذا هم بأمر لا يتهيب أو يتردد فمن شجاعته تسييره الجيوش السريعة لمقاتلة ومنازلة من يريد القتال, ثم أصبغ عليه صفة الإمامة وهي من محامد عصره فهو الإمام الذي عزائمه كادت من قوتها وعلوها أن ترتفع فوق قمة ورأس النسر والقطب وهما نجمان في السماء وهنا كناية عن علو همة وعزيمة الملك عبد العزيز الذي ذلت لسطوته وحكمته جميع الجبابرة المتسلطين القاهرين المتكبرين من عجم ومن عرب ولا عجب في ذلك فهو أسد الأسود صاحب الحرب و قائدها أمام هؤلاء المتكبرين الجبابرة المتسلطين , وهو السيّد الذي لايلد إلاّ النجباء وهو ابن السادة الأفاضل الذين هم زينة الدنيا وبهجتها وهم عمد ممدودة الطنب وهي الحبال التي تشد بها الخيمة فشبه الدنيا بالخيمة وهم عمدها وحبالها التي تشد بها كما شبه الملوك في البيت الأخير بالنجوم وشمسها عبد العزيز بلا كذب ولا خداع ولا نفاق وبحق تعد هذه القصيدة هي أفضل ما قيل في مدح الملك عبد العزيز .
تحليل النص أدبيا :
================
الفكرة : تدور حول معنى واحد وهو مدح الملك عبد العزيز فجاءت الأفكار متسلسلة قوية معبرة عمّا أراد الشاعر
الأسلوب :
=====
جمع الشاعرفي هذه القصيدة بين اتجاهين : الاتجاه التقليدي والاتجاه التجديدي فالتقليدي في اشتمالها على الصفات التقليدية للممدوح وكذلك في وحدة الوزن القافية لذا فاسلوبه غلب عليه الطابع العباسي ذلك الأسلوب القوي الجزل الرصين , أمّا التجديد فظاهر ذلك في وحدة الموضوع وتسلسل الأفكار وتلقيب الملك بلقب الإمامة .
الألفاظ :
=====
الفاظه قوية , رصينة , ضخمة , فصيحة ذات صدى موسيقي ضخم أعادتنا للعصر العباسي .
العبارات والتراكيب :
==============
عباراته قوية سليمة التراكيب ولا غرابة في ذلك فهو قريب في شعره إلى فحول الشعراء القدماء .
العاطفة :
=======
عاطفة إعجاب وتقدير للملك عبد العزيز بما تميز به من صفات الرجل العربي فجاءت صادقة ولا غرابة في ذلك فهو شاعر الملك عبد العزيز, وكما لقب " حسان صاحب الجلالة .
الخيال :
=======
لاتخلو القصيدة من الصور الجمالية والخيالية التي أضافت للمعنى رونقا وقوة كالتشخيص في البيت الثالث في قوله " ليس يبني العلا إلا ندى ووغى "
والتشبيه في الشطر الثاتي من البيت الثالث " هما المارج للأسنى من الرتب " والترادف المعنوي في قوله " العز والمجد " والطباق والمقابلة في البيت الأول
والكناية في قوله " أخو الهيجاء " والتشبيه البليغ في البيت الأخير وقس على ذلك ما بيقي من صور في القصيدة .