تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تفاعل جريدة الوئام مع المعلمين

تفاعل جريدة الوئام مع المعلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ وقت ليس بالقصير والمعلمة مهضومة الحق , تعاني من سلب حقوقها ليس لسبب إلا لكونها امرأة , ضعيفة , في الوقت الذي يفترض أن يكون ضعفها شافعا لها ليحفظ لها حقها تمثلا بقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه : ( إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له ، وإن أضعفكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق منه)، ترى هل مرت يوما على وزارتنا هذه القاعدة التي وضعها الخليفة الراشد رضي الله عنه ؟؟!! هل فكرت يوما كم ضعيف سلبته حقه ولم يستطع المطالبة لضعفه وعدم قدرته؟؟

لقد وجدنا خلاف ذلك تماما ، حيث أصبح ضعف المرأة أكثر إغراء للإمعان في ظلمها واغتصاب حقوقها ، فهي تتقاضى أقل من راتب زميلها المعلم ، ويحرم ورثتها من حقهم في راتبها التقاعدي بعد وفاتها حتى وإن ماتت على الطريق من وإلى مكان عملها، وكل هذا فقط لأنها امرأة …

ترى هل ميز الإسلام بين الرجل والمرأة ؟؟

إن الشريعة الغراء جعلت للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث وذلك لحكمة ، كون الشارع الحكيم أوجب نفقة المرأة على أبيها ثم أخيها ثم زوجها ، فهي حين ترث أبيها تأخذ نصف مايأخذه أخوها ، الذي بدوره سينفق بعض ماورثه عليها، وسيؤمن لها السكن والملبس والمأكل، وليست مطالبة البتة في إنفاق شيء من ميراثها..

فهل يكون في ذلك تفضيل للرجل عليها؟؟

لو فكرنا في الأمر كما وضعه الشارع سنجد المرأة قد أخذت من الميراث أكثر مما أخذ أخوها الذكر ، كونه المنفق عليها ، وبهذا حفظ لحق المرأة لتبقى معززة مكرمة يأتيها رزقها رغدا دونما كد أو تعب.

أما في مجال العمل فإننا نجد الشارع الحكيم لايفرق بين ذكر أو أنثى , يقول تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (195) آل عمران. ففي التكليف المرأة كالرجل تماما مأموران كلاهما بالعبادة وموعودان بذات الجزاء، الجنة . لم يقل الشارع أن المرأة إن عملت فستلقى نصف أجر الرجل، بل قال لايضيع عمل عامل منكم.

وفي هذا مايثبت ألا عنصرية في الإسلام ، ولا مرتبة أقل في معاملة الإسلام لها, فكيف تأتي الوزارة الآن وتطبق على المرأة أحكام المواريث التي هي هبة من منفق إلى منفق عليه ، وتتناسى أحكام العمل الإسلامية التي تجعل الجزاء بناءً على العمل ، فكما تكلف الوزارة المعلم والمعلمة بذات العمل ، وكما أنها تغض الطرف عن ضعف النساء وعدم قدرتهن على السفر فتقوم بتعيين المعلمات في مناطق نائية وتطلب منهن السفر وتحمل الصعاب في سبيل الوظيفة فإن عليها أن تعطيها نفس الجزاء الذي تعطيه للمعلم دون تفريق.وان تتقي الله فيما حملت من أمانة وألا تستغل ضعف النساء فتأكل حقوقهن في حياتهن وبعد الوفاة ..

ومضة : عن أبى شريح بن خويلد بن عمر الخزاعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنى أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة" سنن النسائي..

موقف: معلمة تعمل في منطقة نائية لا تستطيع السفر لها يوميا ، فتسكن فيها تاركة طفليها لدى والدتها، ودعتهم يوم الجمعة على أمل اللقاء بهم يوم الأربعاء، ضمتهم بقوة ألمها لفراقهم، سافرت لقريتها لتؤدي مهمتها في التعليم ، في يوم الأربعاء سابقت الريح لتصل إليهم وتضعهم في حضنها ، وعلى الطريق تقطع جسدها المشحون بالأشواق ، حرم الطفلين من أمهم وحرمتهم الوزارة من راتب أمهم التقاعدي، حرمتهم الوزارة من الأمن في حياة أمهم بإبعادها عنهم ، وبعد مماتها بفقد الدخل الشهري الذي هو حقهم في ميراث أمهم..


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.