إذا كنت من الأشخاص العصبيين، الذين يغضبون بسرعة، ويتحسسون من الكلمات، ويتضجرون من التصرفات، ويثورون لأتفه الأسباب، وأبسط الأفعال، فهذه جملة من التوجيهات التي ستعينك بتوفيق الله تعالى على تهدئة الموقف، وعلى ضبط النفس، وعلى خفض التوتر، وتذكر اولاً ان العصبية تؤدي بك الى اضطرابات في الجسم عديدة، كارتفاع السكر والضغط، وزيادة في نبضات القلب، وانغلاق الفكر والتفكير، وهذا يؤثر على حيويتك ونشاطك وإقبالك على الحياة.
ثم اعمل حساباً لعوائق يمكن ان تعترضك، وتعكر مزاجك، فطوع نفسك على تقبلها برحابة صدر، وطيبة خاطر، وسهل على نفسك الامور، ولا تَغْتَظْ من اجل امور تافهة، وتذكر انه حتى لو انفجرت عصبيتك، فإنك لن تتمكن من تبديل مجريات الاحداث، او تغيير الامور، او التحكم في سلوك الاخرين، ويستحسن ان تبتعد عن الاشخاص الذين يغيظونك، او يثيرون اعصابك، اما اذا كان عليك رؤيتهم باستمرار فلا تُعْطِهم اهمية كبرى، وارجو الا تتوقع الكمال في تصرفات من حولك، لأنك إن توقعت هذا فستكون تصرفاتهم مصدر إزعاج لك، وخذ الأمور ببساطة، واعلم أن من يعقّد المسائل ويُعْطِها حجماً أكبر من حجمها هو الخاسر دائماً.
ولكن إذا حل عليك الغضب، فعليك الاستعانة بالله تعالى، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم، ذلك ان الغضب من الشيطان، كما في الحديث النبوي الصحيح، وإذا كنت قائماً فبادر بالجلوس، وإذا كنت جالساً فاسرع بالاضطجاع، وتوضأ بالماء، أو اغتسل، حتى تهدأ أعصابك، ويخمد انفعالك. وخذ نفساً عميقاً من الأنف إلى داخلك، ثم اكظمه فترة، واخرجه من الفم بهدوء وتؤدة، واحرص بين فترة وأخرى على الراحة والاستجمام، حتى ترتاح نفسك، ويزول عنها مشاعر التوتر والقلق.
يعجز اللسان عن الشكر لك مني الدعاء في ظهر الغيب والله ولي التوفيق
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .