اختي المعلمة : قبل سنوات كانت الآمال تتطلع للحصول بسرعة على وظيفة " معلمة " تصاحبها الجهود المضنية للفوز بهذه " النعمة "
التي قد لا تتهيأ للجميع …
و عندما ظفرت إحدانا بهذه المهمة الرائعة و أصبحت " معلمة " لم تسعها الدنيا من الفرحة ، و كأنها ظفرت بتاج مرصع يزهو بها في سماء الأمجاد…
لن اتحدث عن " الغاية " من هذه الوظيفة ،،، فالغايات و الأهداف متفاوتة و مختلفة و على حسب هدف المعلمة من وظيفتها يتفاوت
" جودة " عملها و إتقانه .
و لا شك أنه عند الانضمام إلى عقد هذه الوظيفة تحملت الكثيرات أنواعا عدة من المشاق ، و وتكبدن مصاعب إن تذكرنها بعد سنوات ،، يتعجبن كثيرا كيف مضت تلك الأيام ، و كيف أمتلكن القدرة على التكيف مع تلك الصعاب …
ثم ماذا بعد ….!!
بعد 12 سنة أو ما يفوقها تبدأ بالظهور في محيط المعلمات
عبارات الشكوى و التضجر من هذه المهنة ..
و تبرز التطلعات إلى التقاعد المبكر …
و تعقد المقارنات " البائسة " بين المعلمة و ربة المنزل .
و تتبادل المعلمات رسائل سلبية لا فائدة منها
إلا مزيد من الإحباط و الملل و النفور من هذه المهمة " التفاعلية " التي تحتاج بطبيعتها إلى :
روح معنوية عالية ،، و طاقة نفسية جيدة … و انفعال منضبط …
هذه الرسائل السلبية في نظري " رسائل مدمرة "
تبدأ آثارها السلبية على من ترددها ثم تنتشر إلى من حولها ،،، و كما قلت رسائل لا جدوى منها ..
فلا من ترددها استقالت و تركت وظيفتها أو غيرتها و لا تقاعدت حتى إن حق لها …و لا هي سكتت و تكيفت على هذه المهنة و صبرت …
من الطبيعي أن هناك عوامل كثيرة تولد في نفس بعض المعلمات مثل هذه الرسائل السلبية و بعضها عوامل خارج عن يد المعلمة و لا تستطيع أن تغيرها ..
و لكن لنتبع المقولة المشهورة :
اصنع من " الحامض " شرابا حلوا
و :
انطر إلى النصف الممتلئ من الكأس
و ابعثي لنفسك و لمن حولك من زميلاتك رسائل جميلة حول مهنة " سيد البشر " و " معلم الإنسانية "
تذكري الأجر و المثوبة التي قد يشوبهما التضجر و الشكوى …
وتذكري أنك عندما تدفعي طالباتك و أولادك و بناتك إلى الجد و المثابرة و حب التعلم فإن هذه النصائح إن لم تكن صادرة من قلب صادق فلن تصل إلى النفوس..
تذكري أن هناك العشرات من الخريجات من تتمنى إحداهن الخروج إلى العمل و الالتحاق بهذه المهنة و لو براتب نزر يسير …
تذكري أن هناك من الشعوب من تعمل المرأة فيها حتى بعد سن الستين و تشعر بروح الشباب و لو من خلال تجاعيد الزمن …
" العمل " في حد ذاته قيمة لها معانيها الجميلة التي لا يشعر بها إلا فاقدوها… و بالطبع لن يستشعرها أصحاب الهمم الضعيفة الواهنة …
أختي المعلمة : أحبي عملك و عبري عن هذا الحب لنفسك و لمن حولك و بالأخص زميلاتك …
أو على الأقل تظاهري بحب هذا العمل و خاطبي نفسك و من حولك بعبارات تظهر هذا الحب حتى يكون ..
أو فليكن أضعف الإيمان " التضجر بالقلب " و بالسر دون الإعلان ..
فإن لم تستطيعي : فاتركي الميدان … و لا تحملي نفسك ما لا طاقة لها باحتماله ،،، و اسألي العوض من عند الله !!
حصة الراشد
بارك الله فيك
وجعل الله هذه الرسالة في موازين حسناتك
بصراحة رسالة قمة في الروعة وتدل على ثقافة عالية قل تواجدها في هذه الأيام
[/align]
جزااااااااااااااااااك الله خير اللهم احسن نياتنااللهم صلى على محمد صلى الله عليه وسلم