(تشويه وطــــــــــن )
آه لو أن لي سلطة على هؤلاء الذين يشوهون بلدي.
هذا البلد يشوه بتصرفات لامسئولة والكل يغمض عينه وكأن شيئا لم يكن.
التشويه الذي يطال الوطن ليته اقتصر على سلوك واحد لكن من يلطخ جدرانه كثر حتى يعجز ابهامك أن يشير في اتجاه واحد.
والكارثة أن تشويه الوطن يتم في عيون شبابنا ومواطنينا وكذلك يشوه في عيون من يعيشون بيننا..
لن أتعب كثيرا لو أردت ضرب الامثلة الا أن قراءة رسائل القراء ومهاتفاتهم جعلتني أيقن أن هناك غفلة عن هذا التشويه، غفلة تجعل الوطن ممسحة لكل الاخطاء التي يرتكبها من لا تعنيه سمعة البلد ولايعنيه تعميق روح المواطنة..
وكل صورة تحمل في وجهها علامة حزن على ماتجد من تلك القرارات التي تحرمه حقه الذي كفله النظام أيضا ولكي لايكون الكلام (عمياني) سأضرب مثلا
بالمعلم الذي يستحق المستوى الخامس لكنه يوضع في المستوى الثاني،
وسأضرب مثالا بطبيب الامتياز الذي يحرم من راتبه 10400 ريال ليعطى 6200 ريال،
وسأضرب مثالا بالموظف الذي يتجمد في وظيفته عشر سنوات بينما (الحريفة) يتسلقون السلم الوظيفي كما تتسلقه حرباء مدربة،
وسأضرب مثلا بطالب يحصل على تقدير امتياز ولايقبل في الجامعة لأن الواسطة أدخلت (تنبل) بتقدير مقبول أو جيد،
سأترك لكم مهمة اكمال تشويه الوطن في عيون مواطنيه لتكملوا ما تشاؤون..وسأنتقل الى تشويه الوطن في عيون الاخوة غير السعوديين وأبدأ بمنظر تزاحم الناس على أشياب جدة للحصول على الماء، هذا التزاحم كان خليطا من السعوديين وغير السعوديين، فقام مسئول (لاأدري هل هو المتعهد أو نائبه أو أحد موظفيه) صائحاً في المتجمهرين:
-الماء للسعوديين أما الأجانب فليأتوا في الفجر.!!
هل تريدون بعد هذا الأمر تشويهاً للبلد وأهله وأنظمته..
ويتواصل تشويه الوطن في عيون غير السعوديين من قبل سعوديين حينما يرفض المتعهد برجال النظافة إعطاءهم حقوقهم لستة أشهر أو سنة، أو أن يمتنع السعودي عن إعطاء العمالة المنزلية حقوقها، أو يتعامل الكفيل بصورة سيئة مع مكفوله.. أو أو أو.