مرآة الحياة مائها
وسرها الميسورا
قطرات ماء تسقنا
تنزع الخوف من الصدورا
كل الكون زاهي بألوانة
وأراك بلا لونن فخورا
ينبوع ماء تفجر نبعة
ملىء الحياة ثمارها أغناها
ينساب نبعك في الأراضى
فيسقها كالظمئان يطلب منقذ أيها
في فيضك قدرة مبدعاً
تروي الجنين محولاً بذورها أزهارا
فدمائنا إلاك نضبت
وماكنا وماكان العمار
أحببتك حبً تلئلا ضيه
فسار كالشمس يغزل نورا
وصلت أوتار السماء بأرضها
إذ ما أتى السحاب بدرك المنثور
قطراتك ذراتنا سيلانك
دموعنا بحارك ضفافنا
فصبراً إياك بعدنا
طاعتاً لله كان صومنا
ومن فاز بالخلد كان قرينة
نبعاً من الأنهار ينساب حبة
شكرا على الشعر مره حلو
اتمنى تكتب لينا قصه عن الماء
شكرا
ياريت اذا تقدر ابيها صوت
أهل القلوب القاسية لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة فيصدورهم مكان
إنهم كالحجارة الصماء … جفاف في العطاء والأخذ .. وبخل بأرقالمشاعر والعواطف الإنسانيه
أن من منحه الله عز وجل قلباً رقيقاً وحناناًدافقاً فهو صحاب القلب المثالي الحنون .. تكسوه الرحمة وتحركهالعاطفة
عن أنس رضي الله عنه قال
أن النبي صلى الله عليه وسلمأخذ ولده إبراهيم فقبله وشمّه
وهذه الرحمة ليست خاصة لأقاربه فحسب بل عامةلأبناء المسلمين
قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها
دخلعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمّهم وذرفت عيناه فقلت
يارسول الله .. أبلغك عن جعفر شيء ؟؟ قال نعم قُتل اليوم فقمنا نبكي ورجعفقال .. اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم
ولما كانت عيناه صلىالله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه
يارسول اللهماهذا ؟ فيقول صلى الله عليه وسلم هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم منالله من عباده الرحماء
وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنهإبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
وأنت يارسول الله !!؟
فقال ياابن عوف إنها رحمة ثم اتبعها بأخرى وقال
إن العين تدمعوالقلب يحزن ولانقول إلا مايرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيملمحزونون
وخُلق الرسول العظيم مدعاة إلى الأخذ به والسير على خطاهفي زمن فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم
فهم الآباء غداًوهم رجال الأمة وفجرها المنتظر … بلغ بنا الجهل والكبر وقلة الرأي وقصر النظر إلىأن تركنا مفتاح القلوب مغلقاً ومضيعاً مع الأطفال والناشئة !! أما الرسول صلى اللهعليه وسلم فإن المفتاح بيده وعلى لسانه هاهو يجعل الصبي يُحبه ويُجله ويقدره وهوصلى الله عليه وسلم يُنزل الناشئ منزلة رفيعة
وكما أن الأطفال مشقتهم وتعبهموكثرة حركتهم إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبهكان يأخذ صلى الله عليه وسلم بمجامع الرفق وبخطام وزمامالسكينة
عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان النبي صلى الله عليهوسلم يُؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأ ُوتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياهولم يغسله
أما خطر في بالك أيها القارئ وأنت تتشرف بالجلوس في بيتالنبوة أن تداعب صغارك وتمازح أبناءك وتسمع ضحكاتهم وجميل عباراتهم !!
كاننبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم
عن أبيهريرة رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أمسلمة وهو يقول يازُوينب يازُوينب مراراً
ورحمته تطال الصغار حتى وهو فيعبادة عظيمة فقد كان يُصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليهوسلم لأبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها
وعن محمود بنالربيع رضي الله عنه قال
عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجّةً مجّهافي وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين
وهو عليهالصلاة والسلام يعلّم الكبير والصغير ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال
ياغلام إني أعلمككلمات .. احفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا أستعنتفاستعن بالله
بعد أن عشنا مع بعض شمائله الكريمة وسيرته العطرة لعلنانحيي بها القلوب ونقتفي خلفها الأثر في مسيرة الحياة فبيوتنا تُزهر بالصغاروالأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهمالصغيرة فينشأ الصغير سويّ العاطفة سوي الخُلق يقود الأمة رجلاً .. صنعه الرجالوالأمهات بعد توفيق الله عز وجل