من المؤسف حقاً أن نرى تقرير مثل الذي تم نشره في موقع أخبار الخليج قبل أسبوع. نتائج التقرير تبدي بأن 80% من الطلاب الإماراتيين يقوموا بالغش في اختباراتهم. أعلم بأن هذه الظاهرة ليست مقصورة على الإمارات فقط، وإنما لها إنتشار في كافة الدول العربية. مثل هذه التقارير تجعلني أتسأل عن سبب ذهاب الطلاب إلى المدارس والجامعات. هل الدافع هو التعلم أو طاعة الوالدين أو مماشاة المجتمع أو الحصول على الوظيفة.
لا يمكنني أن ألقي باللوم الكامل على الطالب فقط، فقد سبق لي أن سألت نفسي وسألت مدرسي عن سبب ذهابي إلى المدرسة وسبب دراستي لبعض المواد. بدأت في طفولتي الذهاب إلى المدرسة لأني أحببت أن أكون مثل بقية الأطفال، أذكر بأني كنت أبكي كثيراً لكي يتم أخذي إلى المدرسة مثل أخي الكبير. بعد ذلك وصلت إلى مرحلة طاعة الوالدين، وأصبح هدفي هو إرضاء الوالدين والنجاح بنتائج عالية. خلال تلك المرحلة (الإبتدائية والإعدادية) كانت هناك روح التحدي بيني وبين الزملاء وكانت السبب الرئيسي وراء تفوقي. عند دخولي لمرحلة الثانوية أصبح هدفي خليط بين إرضاء الوالدين ومماشاة المجتمع والرغبة في الحصول على وظيفة. للأسف لم أدرك أهمية الدراسة إلا بعد إنتهاء اختبارات المرحلة الثانوية بشهور. فوجئت بالكم الهائل من المعلومات الذي قد قمت بتخزينه في عقلي خلال فترة المذاكرة والاستعداد للاختبارات النهائية، وأدركت بأن جعبتي الفكرية أصبحت مليئة بالكثير من المعلومات عن شتى المجالات. عندها فقط، أدركت قمية وأهمية التعليم.
قد تكون قصت مشواري العلمي حزينة، لكن الجانب المشرق منها أني خضت غمار الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأنا مدرك لأهمية العلم وراغب بإتقان مجال تخصصي. الحزين أني مررت بالعديد من الزملاء والأصدقاء الذين لم يصلوا إلى هذه المرحلة بعد. رأيت الكثير يصل إلى مرحلة الإدارك عندما يتخرج ويحصل على شهادته ولا يجد وظيفة. عندها فقط يعود ليراجع مشواره العلمي ويجد أنه كان مجرد تحدي اجتياز اختبارات وشحن وتفريغ بيانات وليس معلومات. هناك فرق بين البيانات والمعلومات، فالبيانات هي عبارة عن مجموعة نقاط ومواضيع علمية مخزنه في الذاكرة، أما المعلومات فهي عبارة عن بيانات تم فهم سياقها وربطها ببيانات أخرى لكي يقوم الدماغ بفهمها وتحليلها.
عودة إلى عنوان هذه التدوينة، ما هو الهدف وراء الدراسة الجامعية؟
حقيقة، أني أشفق على من يعتبر هذا المشوار الثمين مجرد تأشيرة للحصول على وظيفة. وأحيي كل من أعتبر هذا المشوار فرصة للتعلم وتوسيع المدارك وإتقان حرفة أو علم. إن الاعتماد على الوظائف والتوظيف يفقد أمتنا الحبيبة فرص الإبداع والتجديد. فلو أن جميع شبابنا درس وتعلم ليحصل على وظيفة سينتهي بنا المطاف بملايين تبحث عن عمل دون وجود أي وظيفة. إذاً، من هو صاحب الوظيفة؟ هل هو الحكومة، أم الشركة الأجنبية، أم شركاتنا القديمة التي أنشأها الأباء والأجداد؟ أتمنى أن يكون صاحب الوظيفة هو طالب العلم الحقيقي، فهو الذي أتقن مجاله ووجد طريقة للتجديد فيه، فقام ببناء شركته على الأسس التي توصل لها خلال مرحلة تعليمه.
كفانا بحثاً عن وظائف ووساطات، السوق ممتلئ بالموظفين ولكن مفرغ من الأفكار. نريد أفكار جديدة، نريد خريجيين مبدعين قادرين على تنشيط سوقنا المحلية لكي نستطيع الدخول والتنافس في السوق الدولي. فليشد كل طالب إزاره العلمي، وليجعل مشواره مليئ بالتأمل والتفكير، عسى أن يكون كلاً منا جزء من نهضة علمية عربية.
لا يمكنني أن ألقي باللوم الكامل على الطالب فقط، فقد سبق لي أن سألت نفسي وسألت مدرسي عن سبب ذهابي إلى المدرسة وسبب دراستي لبعض المواد. بدأت في طفولتي الذهاب إلى المدرسة لأني أحببت أن أكون مثل بقية الأطفال، أذكر بأني كنت أبكي كثيراً لكي يتم أخذي إلى المدرسة مثل أخي الكبير. بعد ذلك وصلت إلى مرحلة طاعة الوالدين، وأصبح هدفي هو إرضاء الوالدين والنجاح بنتائج عالية. خلال تلك المرحلة (الإبتدائية والإعدادية) كانت هناك روح التحدي بيني وبين الزملاء وكانت السبب الرئيسي وراء تفوقي. عند دخولي لمرحلة الثانوية أصبح هدفي خليط بين إرضاء الوالدين ومماشاة المجتمع والرغبة في الحصول على وظيفة. للأسف لم أدرك أهمية الدراسة إلا بعد إنتهاء اختبارات المرحلة الثانوية بشهور. فوجئت بالكم الهائل من المعلومات الذي قد قمت بتخزينه في عقلي خلال فترة المذاكرة والاستعداد للاختبارات النهائية، وأدركت بأن جعبتي الفكرية أصبحت مليئة بالكثير من المعلومات عن شتى المجالات. عندها فقط، أدركت قمية وأهمية التعليم.
قد تكون قصت مشواري العلمي حزينة، لكن الجانب المشرق منها أني خضت غمار الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأنا مدرك لأهمية العلم وراغب بإتقان مجال تخصصي. الحزين أني مررت بالعديد من الزملاء والأصدقاء الذين لم يصلوا إلى هذه المرحلة بعد. رأيت الكثير يصل إلى مرحلة الإدارك عندما يتخرج ويحصل على شهادته ولا يجد وظيفة. عندها فقط يعود ليراجع مشواره العلمي ويجد أنه كان مجرد تحدي اجتياز اختبارات وشحن وتفريغ بيانات وليس معلومات. هناك فرق بين البيانات والمعلومات، فالبيانات هي عبارة عن مجموعة نقاط ومواضيع علمية مخزنه في الذاكرة، أما المعلومات فهي عبارة عن بيانات تم فهم سياقها وربطها ببيانات أخرى لكي يقوم الدماغ بفهمها وتحليلها.
عودة إلى عنوان هذه التدوينة، ما هو الهدف وراء الدراسة الجامعية؟
حقيقة، أني أشفق على من يعتبر هذا المشوار الثمين مجرد تأشيرة للحصول على وظيفة. وأحيي كل من أعتبر هذا المشوار فرصة للتعلم وتوسيع المدارك وإتقان حرفة أو علم. إن الاعتماد على الوظائف والتوظيف يفقد أمتنا الحبيبة فرص الإبداع والتجديد. فلو أن جميع شبابنا درس وتعلم ليحصل على وظيفة سينتهي بنا المطاف بملايين تبحث عن عمل دون وجود أي وظيفة. إذاً، من هو صاحب الوظيفة؟ هل هو الحكومة، أم الشركة الأجنبية، أم شركاتنا القديمة التي أنشأها الأباء والأجداد؟ أتمنى أن يكون صاحب الوظيفة هو طالب العلم الحقيقي، فهو الذي أتقن مجاله ووجد طريقة للتجديد فيه، فقام ببناء شركته على الأسس التي توصل لها خلال مرحلة تعليمه.
كفانا بحثاً عن وظائف ووساطات، السوق ممتلئ بالموظفين ولكن مفرغ من الأفكار. نريد أفكار جديدة، نريد خريجيين مبدعين قادرين على تنشيط سوقنا المحلية لكي نستطيع الدخول والتنافس في السوق الدولي. فليشد كل طالب إزاره العلمي، وليجعل مشواره مليئ بالتأمل والتفكير، عسى أن يكون كلاً منا جزء من نهضة علمية عربية.
اتوقع اللي يدرس في الجامعة عشان فقط يقضي وقته
ما يكون فاضي