حذر الخبير النفسي الدكتور عبدالرحمن الصبيحي، من النتائج العكسية السلبية لما أسماه بـ"القنابل" في وجوه المعلمين والمعلمات، عقب إعلان وزارة التربية والتعليم عن آلية تحسين المستويات الوظيفية لهم يوم الاثنين المنصرم، متمنياً ألاّ تقدم الوزارة على تحسين مستويات المعلمين والمعلمات بآليتها التي أعلنتها بـ"أقرب درجة للراتب"، وأن تركهم على الأمل أفضل من هذه الآلية.
وأشار إلى أن هناك تذمراً من المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي، يكمن في أن تحسين مستوياتهم على المستوى المستحق دون الدرجة المستحقة سوف يزيد من إحباطهم ويصيبهم بـ"شيء من الاكتئاب"، ولاسيما أنهم أصلاً أكثر الموظفين المعرضين للضغط والجهد البدني والنفسي بشكل يومي، محذراً من أن هذه الأوضاع قد تزيد من تعرض الطلاب للإيذاء النفسي والبدني من قبل معلميهم، أو تزيد من التلاعب بالأداء الوظيفي من زيادة في الغياب، والمحاولة لخلق الأعذار وشراء التقارير الطبية المزيفة.
وتخوف الصبيحي خلال حديثه لـ"الوطن" أمس من تدني مستوى الأداء الوظيفي لدى المعلمين، مؤكداً أنهم يشعرون بأنهم لم يأخذوا حقوقهم كاملة، حيث إن الآلية التي أعلنتها الوزارة يوم الاثنين المنصرم بأقرب درجة للراتب في المستوى المستحق، سوف تضع المعلم الذي أمضى سنوات خبرة طويلة في محل "الشفقة" بالنسبة للمعلم الجديد والمجتمع، ولاسيما أنه كما ذكر على ألسنة المعلمين أن هذه الآلية لن تفرق كثيراً في الرواتب بين المعلم القديم وحديث التعيين، وهذا يدعو للقلق من تدني مستوى الأداء الوظيفي لدى المعلمين والمعلمات والتي ربما يتوقع وصولها إلى 10 %.
وأرجع تصريح أحد مسؤولي الوزارة يوم الاثنين المنصرم، والذي وصف تذمر المعلمين من آلية تحسين المستويات بأنهم "ناكرون للجميل"، بأنه ربما "زلة لسان" أو أنها متعمدة، مطالباً هذا المسؤول بالاعتذار للمعلمين، ورفع معنوياتهم النفسية، وإشعارهم بأن مسؤولي وزارتهم يعملون لصالحهم وحمايتهم وإعطائهم حقوقهم.
وقال" إذا نظر المجتمع لهذه الكلمات من المسؤولين، فماذا ننتظر من المجتمع حيال المعلمين والمعلمات".
وطالب الصبيحي وهو أحد الذين مارسوا العملية التعليمة بالمدارس على مدى تسع سنوات، وزارة التربية والتعليم بإعطاء المعلمين والمعلمات مستوياتهم المستحقة مع الفروقات المادية، ورفع معنوياتهم لتتمكن الوزارة من رفع الأداء الوظيفي لهم وتزويدهم بالخبرات الجديدة في ظل التطور الذي يشهده الميدان التعليمي حالياً.
من جانب آخر، دعا عميد كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور علي بن عبدالله العفنان، المعلمين والمعلمات إلى مخافة الله في أداء رسالتهم التربوية، وعدم ربط القرارات والتوجيهات بأداء رسالتهم التربوية، مشيراً إلى أن مهنة المعلمين والمعلمات لا تقارن بأي مهنة أخرى، وأنه لابد من تحفيزهم من خلال تعويضات أخرى، مثل التأمين الطبي والأندية الخاصة لهم .
وطالب العفنان بإنشاء جمعية للمعلمين والمعلمات، مماثلة للجمعيات الأخرى مثل "هيئة الصحفيين" و"جمعية المهندسين" وغيرهما، لتكون هي الوسيلة لسعي المعلمين والمعلمات للحصول على حقوقهم، ومن ثم يتفرغون لمهنتهم الأساسية وهي "التدريس".
وكانت قضية تحسين المستويات للمعلمين والمعلمات مازالت مفتوحة مع وزارة التربية والتعليم.
وأبدى عدد من المعلمين رغبتهم في استئناف قضية المطالبة بحقوقهم عبر ديوان المظالم, في محاولة منهم للحصول على الدرجة المستحقة لهم والفروقات المالية المتعلقة بذلك.
وقال المعلم علي سعيد آل فال إن آلية "التربية" لحل مشكلة تحسين مستويات المعلمين والمعلمات قد أدخلتهم في مشكلة أخرى، حيث تساوي هذه الآلية "مادياً" بين عدد من دفعات المعلمين والمعلمات، حيث تم تسكينهم على الدرجة الأولى من المستوى الخامس دون مراعاة سنوات الخدمة بين المعينين.
ويضيف زميله عبدالله سالم القحطاني أن هذه الآلية مخيبة للآمال، وأن ما يحدث الآن من امتعاض وغضب المعلمين كردة فعل عليها، سيدفعهم للبحث وراء قضيتهم من جديد، مستغرباً من حرص الوزارة على تحسين أوضاع المعلمين والمعلمات، مع العلم أن هناك دفعات تم تعيينهم عام 26، 27،28،29 متساوين بالدرجة الأولى، والفارق المادي بينهم لا يتجاوز150 ريالاً، مشيراً إلى أن الهدف من تحسين مستوياتهم ليس الترقية وإنما الحصول على الدرجة المستحقة، كون المستوى لا يؤثر في الوضع المادي الشهري للمعلم والمعلمة كثيراً