قبل أيام قرأت قصة غليص وتمنيت لو أني لم اقرأها
غليص هذا , ضرب مثلا في الغدر والخيانة والخسة, بل هو احد أحلام إبليس اللتي تحققت
غليص أو سموه إبليس إن أردتم , راود (حمده)عن نفسها , وحمدة هذه هي المرأة اللتي لقطته من الصحراء وربته حتى كبر,
ذنب يجعلك تحتار أيهما اشر وأخبث (إبليس) أو (غليص)
وتخليدا لمثل هذا الفعل الشنيع أطلقت العرب الرحل على كل خائن ناكر للمعروف بــ ((زمة غليص ))
بعيدا عن هذا كله الذي لم يكن لذكره أي قصد ,, نأتي لموضوعنا
لا اعرف ما السر الذي يجعل المليص لا يفكر إلا بما هو كفيل بتطفيش المعلم
معالي الدكتور حصل على البكالوريس عام 1388هـ ليبتعث بعد ذلك إلى أمريكا ثم يرجع إلى المملكة عام 1400هـ بعد حصوله على الدكتوراه
فإن كانت 12 سنة تعني للمليص بكالوريس ثم وظيفة ثم ابتعاث ثم دكتوراه
فإن الـ 12 سنة لا تعني للكثير منا إلا مجرد مستوى ثاني أو بند وربما للبعض عطاله وبطالة
وإن كانت الـ12 سنة تعني للمليص أمريكا وأنديانا ومتنزه ماكورميك كريك في بلومنجتون
فإنها لا تعني للكثير منا إلا دعاء سفر يردده كل صباح قبل ذهابه إلى مدرسته
وان كان المليص يرى في سيرته الممهدة بدأ من حصوله على الابتعاث إلى رجوعه بشهادة الدكتوراه (قصة كفاح)
فإن منا من كان مجرد حصوله على العمل أقوى قصص الكفاح,
وإن كان المليص يعتقد بأن درجاته ومعدلاته جعلته جديرا بشهاداته كلها
فإن منا من درجاته ومعدلاته تفوق المليص إلا أن سياسة المليص حرمت عليه إكمال دراسته
جيلك يا معالي الدكتور جيل ولد على ارض فُرشت بالورد, وتحت سماء تمطر فرصا, حصلتم على كل شيء بسهولة, ثم رجعتم إلى الوطن لتحتلوا الكراسي إلى الأبد,
وعلى طاولات مكاتبكم الفخمة بدأتم بإصدار قرارات التنغيص على هذا الجيل
معاليه الذي يعشق إصدار التعاميم فاز مؤخرا بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو
ليختال بعدها فرحا فيمسك قلمه لا ليكتب تعميما كعادته بل ليقدم مقترحا يتضمن
تقليص إجازة المعلمين إلى 35 يوم
فكرة لم يسبقه بها من احد
فحتى ألد أعداء المعلم لن يخطر في باله تحويل إجازة المعلم إلى إجازة (نفساء)
لكنها إبداعات الشر , وذكاء الحقد
فهنيئا لليونسكو بك أو بالأصح هنيئا لك باليونسكو اللتي لن استغرب لو غُير اسمها الى تعاميمكو بدلا من اليونسكو
أما أنت أيها المعلم
فلا تنسى (دعاء السفر)
وردد كثيرا (( حبر وورق صارت حياتي كلها حبر وورق))
فهذا هو زمن (( زمة غليص))
دمتم بخير أخوكم دكتر كيف
أحس وأنا أقرأ مواضيعك أنني أشاهد أحدى لوحات الفنان إيمان ملكي
ما أقول إلا جبتها على الجرح وكنك ما دريت
دمت لنا مبدعا
اذا كانت الدكتوراه وامريكا تصدر لنا مثل هكذا عقول فبئس التعليم في امريكا وبئس الجامعات فانا لااستغرب ان يضع فلسفة الضد من كل شئ عربي وكل شئ وطني والا فما بالهم يضيقون في كل شئ الرزق والاجازات وخلافه مع العلم ان لمريكا التي تخرج منها لم تؤثر فيه الا بالسالب تجاه بلده وابناء بلده لم يستقدم لنا الا اسوء التجارب ويريد التجديد في التنغيص على المعلم وتقليص الاجازات و المستويات يحاولون السير بالاتجاه الخطئ فهو كالغراب الذي اضاع مشيته عندما اراد ان يقلد غيره للاسف انهم يعبثون بالتعليم فكل من ذهب اتى بنظره لاتتناسب مع وطننا وطبيعة المواطن وطبيعة المجتمع المسلم
هنيئآ للمعلمين بك … وبارك الله فيك
المصيبة أننا لا زلنا وأعني بذلك شريحة كبيرة من المثقفين والمتعلّمين لا يعتبرون الشهادة إلاّ إذا كانت من أمريكا بغض النظر عمّن يحملها وعن الأفكار الشيطانية التي يفكّر بها …. حُرمنا حتى من مواصلة تعليمنا في بلادنا … نغّص علينا هو وأمثاله من المتشدّقين بشهادات أمريكية وأوربية حتى في لقمة عيشنا … والله لم أسمع به ولم يسمع به الكثير إلاّ عندما تولّى هذا المنصب فأي ثمارٍ آتتها شهاداته ودوراته لهذا البلد وأبنائه … مثله كما قلت أخي المبدع خدمته الفرصة والظروف في زمنٍ كانت الفرص متاحةً للمجتهد والبليد …… لكن من علامات الساعة أن يوكل الأمر إلى غير أهله كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ….
ووالله لن نسامحهم في يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم … وعند الله تجتمع الخصوم