حركة النقل الخارجي تخيب الآمال وتعاكس التوقعات
محمد الزهراني- سبق- الرياض: ولدت حركة النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات بعد أن تعسرت ولادتها لتخرج عكس التوقعات بنسبة لم تصل إلى ٢١٪ من أعداد المتقدمين في الحركة الذين كان عددهم ١١٩١٢٠ معلماً ومعلمة، وقد تكون نتيجة الحركة هذا العام هي الأسوأ على مدى الأعوام الماضية إذا ما استثنيت سنة ٢٠١١ للمعلمات، فأرقام المتقدمين لأفضلهم تمشي كالسلحفاة والبعض منهم ثابتة لم تتغير والأسوأ فيهم من تراجعت أرقامهم للخلف بدلاً من تقدمها لتذكرنا هذه الحركة بالمثل "تمخض الجبل فولد فأراً".
ويرجع البعض إلى أن من الأسباب التي قد يكون لها تأثير في هذه الحركة هي العقول التي تدار بها فالأسماء المسؤولة في الوزارة هي نفس الأسماء منذ سنوات لم تتغير، والآلية لم يطرأ عليها كثير من التغير لتتحسن بل العكس، فمنذ السنة التي أقرت فيها سنة التقديم والتي يدور عليها الكثير من التعتيم والحركة من سوء إلى أسوأ فنظام سنة التقديم يتيح بأن يبقى المتقدم على أرقامه لمدة سنة ولو لم يدخل في الحركة مما لا يتيح النظرة الكاملة في الأرقام المتقدمة، وكذلك وجودها يحرم المتقدم من إضافة أي رغبات جديدة وإلا فسيعود للترتيب من جديد ما يفقده الأهلية في النقل، ما عده المعنيون بالأمر أنه نوع من أنواع التضييق في الحركة.
وكانت الوزارة قد قامت بإجراء استبيان حول هذا العنصر وذهبت نتيجته إلى إلغاء هذا العنصر في الحركة إلا أن الوزارة ضربت بنتيجة الاستبيان عرض الحائط.
"سبق" تناولت ردة فعل بعض المعنيين الذين لم يحالفهم الحظ هذا العام في النقل فيقول المعلم (م. ص. ق): "أنا متعين من عام ١٤٢١ وخدمتي ١٥ عاماً وسنة تقديمي على القطاع الذي أرغبه كانت عام ١٤٣٢ه ولا يوجد لدي غياب بعذر ولا بدون عذر وأدائي الوظيفي ٩٨٪ ".
وأضاف: "لم أنقل هذا العام وما أدهشني في حركة نقل هذا العام هو أنه كان ترتيبي السنة الماضية الأول على القطاع الذي أرغبه، وقد تراجع هذا العام إلى الثاني، فيما أن الأرقام التي يفترض أن تكون بعدي وهي خمسة وستة قد نقلوا على نفس الرغبة التي أنا طلبتها منذ ٤ أعوام، ولم أجد لذلك تفسيراً وسأبعث بشكوى وببرقيات إلى الوزارة للنظر في أمري".
من جانبه قال المعلم ( ع. م ): "ترتيبي على اثنتين من الرغبات التي طلبتها قد تراجعت للخلف وتقدمت في رغبة واحدة تقدماً ضئيلاً مع العلم أنني كنت متفائلاً بالنقل هذا العام وصدمت من نتيجتها".
وقال المعلم ( م.أ. ز ) إنه كان يرغب في إضافة رغبات أخرى إلى رغباته القديمة التي لم تخوله في النقل من المنطقة النائية التي يدرس فيها إلا أن نظام سنة التقديم حرمه من ذلك، ليضطر في الاستمرار على نفس رغباته القديمة التي لا تتحرك ويبقى في منطقته النائية عاماً جديداً.
وأضاف: "إذا استمرت نفس الآلية وبقي النظام كما هو، فلا أتوقع النقل الخارجي ولو بعد ١٠ سنوات، حيث إن السنة الماضية تقدمت ٥ أرقام وهذه السنة ٣ أرقام فأصبح ترتيبي ٢٢ على المدينة التي أنوي الاستقرار فيها".
وكانت كثير من علامات التفاؤل مرسومة على وجوه راغبي النقل هذا العام لأن تخرج بنقلة نوعية وذلك على المعطيات التي حدثت، منها تصريح الوزير الجديد الدكتور عزام الدخيل إبان توليه الوزارة بأن حركة النقل الخارجي من أولوياته في الوزارة وكذلك الحوادث التي وقعت للمعلمات وراح ضحيتها الكثير منهن، وتأخر صدور نتيجة حركة النقل ما فسره البعض بأن التأخير لنقل أكبر عدد ممكن من المتقدمين، إلا أنه سرعان ما تلاشت تلك النظرة المفرحة وانقلبت بصورة عكسية.
وكانت حركة النقل الخارجي السنة الماضية صدرت بمؤتمر صحفي فيما لم يكن كذلك هذه السنة، ليُفسّر ذلك بعدم رضى وزير التعليم عنها واتخاذه قراراً بإشراك المعلمين والمعلمات "المعنيين في الأمر"، والأخذ بمقترحاتهم لتطوير آلية النقل الخارجي في العام القادم، فيما اعتبروا أن إعلان الوزارة لعقد مؤتمر صحفي الأسبوع القادم لطرح ومناقشة أبرز النقاط بشأن الاستعانة بالمعلمين والمعلمات في تحديد آلية حركة النقل الخارجي لهو اعتراف منهم بضعف الحركة هذا العام وعدم رضى المتقدمين عنها.