نقلا من مدونة وااااااااااااااااتنفس الحياه ,,وأتنفَّسُ الحياة ~,,
“ويلٌ لكل همزةٍ لمزة”
الهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل..
اللماز: الذي يعيبهم بقوله..
إشارة استهزاء أو سخرية تخرج عفوية كأنها حالة اعتياد أن تكون ردة فعل لفعلٍ ما !
كم مرت بي هذه الإشارة، الهمز ! اصطناع ضحكة الاستهزاء !
ولكم أغاظتني !
لكنها لم توقفني مثلما أوقفني أن الله رتب عليها الويل..
(نعوذ بالله من ذلك ونسأله العفو والعافية)
:
لا أتعجب حين تسلط عناية القرآن على ذكر أسس الدين كالصلاة والصيام والزكاة وكيف فصل ذلك..
لكن كثيراً ما أتوقف عند الآيات التي بها نواهي عما يناقض السلوك الإسلامي القويم، أشعر بأننا نحتاج أن قرأها مراراً وتكراراً، أن نعيها، والأهم أن نطبقها..
من ذلك “ولا يسخر قومٌ من قوم ولا نساءٌ من نساء”
“ولا تلمزوا أنفسكم”
“ولا تنابزوا بالألقاب”
“اجتنبوا كثيراً من الظن”
“ولا تجسسوا”
“ولا يغتب بعضكم بعضاً”
ومن سورة النساء: “إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً”
:
النفوس البشرية مجبولة على ذلك.. والقلب البشري يحب ويكره.. وهي ليست دعوة للكمال أو ادعاء المثالية !
لأنها ليست سهلة تلك التي قال عنها عمرو بن العاص (تلك التي نعجز عنها) في حديث الذي بُشر أنه من أهل الجنة..
لكن جاءت التعاليم لتصفية هذا القلب من الشوائب كي يبقى سليماً صافياً نقياً..
وكما ذُكرت العقوبة، ذُكرت المثوبة
“ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور”
“والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”
الصبر وكظم الغيظ قد نفعله، لكن هل نعفو عن المسيء ؟ هل نغفر له ؟
هي هذه الأشياء التي لا تطيقها النفس، لكن الله تعالى رتب عليها أجوراً لنجاهد أنفسنا.. لترقى نفوسنا / قلوبنا عن الحسد والغل والحقد..
لأننا جُبلنا أيضاً على النفور ممن كان فيه شيء من ذلك ولا نريد نفور الآخرين منا !
وكل ذلك لأجل أن نكون (إخوة) !
:
رمضان، فرصة أن نعيد حساباتنا مع نفوسنا، أن نراقب تصرفاتنا التي هي ترجمة لما في القلب.. لأي نظرة تصدر منا لئلّا يكون فيها شيء من الكبر أو الهمز..
لأي تعليق يصدر من أفواهنا قد يكون به شيء من السخرية.. أو الغيبة أو اللمز..
أن نزيل ما يسبب ذلك كله ! وهو في القلب..
أن ننظف قلوبنا من أي شائبة كما ننظف أبداننا..
أن نجاهد أنفسنا وندعو لمن نشعر بشيء من الغل أو الحسد اتجاهه لأي سبب ما..
أن نقول : “اللهم وفق فلان وأسعده في الدنيا والآخرة” مع أنه أساء إلينا في يومٍ ما ولم ننس إساءته !
أن نكون ممن يدعو “ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا” ويصدق دعاءه فعله ومجاهدته لنفسه، فتصفى سريرته وتنقى نفسه..
أن نتذكر الذي بُشر أنه من أهل الجنة لأنه فقط كان يبيت وليس في قلبه شيء على مسلم !
أن نجاهد، ونجاهد، ونجاهد
“والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا”
كل رمضان وأرواحكم أنقى وأصفى.. اللهم بارك لنا فيما تبقى من رمضان واجعلنا من عتقائك من النيران..
لكي اجمل تحيهه ..