تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » منهج القرآن في اثبات وحدانية الله تعالى

منهج القرآن في اثبات وحدانية الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


منهجُ القرآن في إثبات وجود الخالق ووحدانيته:

هو المنهج الذي يتمشّى مع الفطر المستقيمة، والعقول السليمة، وذلك بإقامة البراهين الصحيحة، التي تقتنع بها العقول، وتسلم بها الخصوم، ومن ذلك‏:‏
1 ـ من المعلوم بالضرورة أن الحادث لابد له من محدث
هذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة؛ حتى للصبيان؛ فإنَّ الصَّبيَّ لو ضربَهُ ضاربٌ، وهو غافلٌ لا يُبصره، لقال‏:‏ من ضربني‏؟‏ فلو قيل له‏:‏ لم يضربكَ أحدٌ؛ لم يقبل عقلُهُ أن تكونَ الضَّربةُ حدثت من غير محدث؛ فإذا قيل‏:‏ فلان ضربَكَ، بكى حتى يُضرَبَ ضاربُهُ؛ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ‏**‏ ‏[‏الطور/35‏]‏‏.‏
وهذا تقسيم حاصر، ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري؛ ليبيّن أنَّ هذه المقدمات معلومة بالضرورة، لا يمكن جحدها، يقول‏:‏ ‏{‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ‏**‏ أي‏:‏ من غير خالق خلقهم، أم هم خَلَقوا أنفسهم‏؟‏ وكلا الأمرين باطلٌ؛ فتعين أن لهم خالقًا خلقهم، وهو الله سبحانه، ليسَ هُناك خالق غيره، قال تعالى‏:‏ ‏{‏هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ‏**‏ ‏[‏لقمان/11‏]‏‏.‏
‏{‏أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ‏**‏ ‏[‏الأحقاف/4‏]‏‏.‏
‏‏أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّا‏ر ‏[‏الرعد/16‏]‏، ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ‏**‏ ‏[‏الحج/73‏]‏‏.‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ‏**‏ ‏[‏النحل/20‏]‏‏.‏ ‏{‏أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ‏**‏ ‏[‏النحل/17‏]‏‏.‏
ومع هذا التحدي المتكرِّر لم يدَّع أحدٌ أنه خلقَ شيئًا، ولا مجرد دعوى – فضلًا عن إثبات ذلك -، فتعيَّنَ أن الله سُبحانه هو الخالقُ وحدَهُ لا شريك له‏.‏
[color="rgb(255, 140, 0)"]
2 ـ انتظام أمر العالم كله وإحكامه
[/color]
أدلُّ دليل على أنَّ مدبره إلهٌ واحد، وربٌّ واحدٌ لا شريك له ولا مُنازع‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ‏**‏ ‏[‏المؤمنون/91‏]‏‏.‏
فالإله الحق لابد أن يكون خالقًا فاعلًا، فلو كان معه سبحانه إله آخر، يُشاركه في مُلكه – تعالى الله عن ذلك – لكان له خلق وفعل، وحينئذٍ فلا يرضى شِركَةَ الإله الآخر معه؛ بل إن قدر على قهر شريكه وتفرَّد بالملك والإلهية دونَهُ؛ فعل‏.‏ وإن لم يقدر على ذلك، انفرد بنصيبه في الملك والخلق؛ كما ينفرد ملوكُ الدنيا بعضهم عن بعض بملكه، فيحصل الانقسام‏.‏ فلا بُدَّ من أحد ثلاثة أمور‏:‏
أ ـ إما أن يقهر أحدهما الآخر وينفردَ بالملك دونه‏.‏
ب ـ وإما أن ينفردَ كُلُّ واحد منهما عن الآخر بملكه وخلقه؛ فيحصل الانقسام‏.‏
جـ ـ وإما أن يكونا تحت مَلِكٍ واحدٍ يتصرّفُ فيهما كيف يشاء؛ فيكون هو الإله الحق وهم عَبيدُه‏.‏
وهذا هو الواقعُ، فإنه لم يحصل في العالم انقسام ولا خلل؛ مما يَدُلُّ على أنَّ مدبره واحدٌ، لا منازع له، وأن مالكه واحد لا شريك له‏.‏

[color="rgb(255, 140, 0)"][u]

3 ـ تسخيرُ المخلوقاتِ لأداء وظائفها، والقيام بخصائصه
فليسَ هُناك مخلوق يستعصي ويمتنع عن أداء مهمته في هذا الكون، وهذا ما استدل به موسى – عليه السلام – حين سأله فرعون‏:‏ ‏{‏قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى‏**‏ أجاب موسى بجواب شافٍ كافٍ فقال‏:‏ ‏{‏رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى‏**‏ ‏[‏طه/49، 50‏]‏ أي‏:‏ ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به؛ من كبر الجسم وصغره وتوسطه وجميع صفاته، ثم هدى كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهدايةُ هي هداية الدلالة والإلهام وهي الهدايةُ الكاملةُ المشاهدَةُ في جميع المخلوقات، فكلُّ مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضَارِّ عنه، حتى إنَّ الله أعطى الحيوان البهيم من الإدراك؛ ما يتمكن به من فعل ما ينفعه، ودفع ما يضره، وما به يؤدي مهمته في الحياة، وهذا كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ‏**‏ ‏[‏السجدة/7‏]‏‏.‏
فالذي خلق جميعَ المخلوقات، وأعطاها خلقَها الحسنَ – الذي لا تقترح العقول فوق حسنه – وهداها لمصالحها، هو الرب على الحقيقة، فإنكارُهُ إنكارٌ لأعظم الأشياء وجودًا، وهو مكابرة ومُجاهرة بالكذب، فالله أعطَى الخلق كل شيء يحتاجون إليه في الدنيا، ثم هداهم إلى طريق الانتفاع به، ولاشك أنه أعطى كل صنف شكلَه وصورتَهُ المناسبة له، وأعطى كل ذكر وأنثى الشّكلَ المناسبَ له من جنسه، في المناكحة والألفة والاجتماع، وأعطى كل عضو شكله الملائم للمنفعة المنوطة به، وفي هذا براهين قاطعة على أنه جل وعلا رَبُّ كُلِّ شيء، وهو المستحقُّ للعبادةِ دون سواه‏.‏‏.‏‏.‏
وفي كُـلِّ شـيءٍ لَـهُ آيـةٌ ** تَدلُّ على أنّه الواحدُ

ومما لا شك فيه أنَّ المقصودَ من إثبات ربوبيته – سبحانه – لخلقه وانفراده لذلك‏:‏ هو الاستدلال به على وجوب عبادته وحده لا شريك له؛ الذي هو توحيد الألوهية، فلو أن الإنسان أقر بتوحيد الربوبية ولم يقر بتوحيد الألوهية أو لم يَقُمْ به على الوجه الصحيح؛ لم يكن مسلمًا، ولا موحدًا؛ بل يكون كافرًا جاحدًا
من كتاب عقدية التوحيد للشيخ الفوزان


منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت.

ملخص الموضوعات
سلك القرآن في ذلك عدة مسالك تجمع بين الجوانب الفطرية والعقلية والحسية كما يلي:

1- الاستدلال على البعث بالنشأة الأولى: الحج: 5-7، يس: 78، 79، الإسراء: 49-51، الروم: 27، مريم: 66، 67.
2- الاستدلال بخلق السموات والأرض وما فيهما: الإسراء: 98، 99، يس: 81، الأحقاف: 33.
3- الاستدلال بخروج النبات من الأرض: الأعراف: 57، فاطر: 9، فصلت: 39.
4- الاستدلال بوقائع حصل فيها الإحياء بعد الموت:
أ- صاحب القرية: البقرة: 259.
ب- إحياء الطيور لإبراهيم عليه السلام: البقرة: 260.
ج- الملأ من بني إسرائيل: البقرة: 243.
د- قو م موسى عليه السلام السبعون الذين اختارهم: البقرة: 55، 56.
هـ- القتيل الذي ضرب بعضو من أعضاء البقرة: 72، 73.
5- الاستدلال بإخراج النار من الشجر الأخضر: يس: 80.
6- الاستدلال بحصول اليقظة بعد النوم: الأنعام: 60-62، الزمر: 42.
7- الاستدلال بأن حكمة الله وعدله يقتضيان البعث والجزاء: المؤمنون: 115، القيامة: 36.

منقول للفائدة

وفقكم الله لما يحب ويرضا
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اشكر لكم المرور

واتمنى لكم الفائدة

الله يجزاك خير
اشكر لكم المرور

واتمنى لكم عموم الفائـــــــــــــــــدة

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.