السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم تعبيرعن قصة وياليت تكون مش طويلة ثاني ثانوي
أريد منكم تعبيرعن قصة وياليت تكون مش طويلة ثاني ثانوي
[align=center]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأراح إبراهيم رأسه على كفه وسرح ببصره بعيدا :
لقد كافحت طويلا ومشيت فوق الشوك وعلى الصخور أتعثر وأمشي ، أقفز وأتسلق حتى صرت ما أنا عليه: إبراهيم صاحب شركة الاستيراد والتصدير ، يعمل تحت إمرتي عشرات الموظفين كلهم ذوو شهادات عالية ، أنا لا أوظف عندي إلا ذوي الشهادات العالية ، مع أنني لم أحصل حتى على الابتدائية ، ليس مهما حصولك على الشهادة لكي تنفذ في الحياة ، المهم أن تكون لديك العزيمة القوية والرغبة في أن تكون شيئا ، لقد كنت كذلك ، قطع والدي رحلة حياته فجأة وأنا في الخامسة من عمري وتركتني أمي بعد شهور في بيت جدتي وذهبت لتجرب حظها مرة أخرى في زواج جديد، تألمت كثيرا لذلك ، لم أكن أتصور أن يحل رجل آخر محل أبي ، وكنت أتمنى أن تعتمد أمي علي أنا ، أنا رجلها الصغير ، ولكنها سخرت مني ، وأردت أن أثبت لها أني أستطيع أن أكون شيئا فاندفعت للعمل على كل شيء ولا أستنكف من شيء ما دام يضمن لي مالا، وتعلمت ، تعلمت الكثير في مدرسة الحياة ، هكذا يسمونها ، لا بد أن أصحاب التسمية مثلي ممن لم ينالوا شهادة قط، ولم يدخلوا مدرسة ، وكنت أدخر معظم ما كان يتجمع في يدي من مال ، ولا أنفِق إلا أقل القليل ، ولكنه كان كافيا بالنسبة لمطالبي المتواضعة ، ومطالب جدتي التي كانت دون مطالبي بكثير .
وتنقلت من بلد إلى بلد بعد وفاة جدتي ، وأحسست أني أريد الهروب من الماضي بكل ما فيه من أسباب تشدني إلى القاع ، وتشعرني بالخجل ! يتمي وفقري وجهلي . الحياة فسيحة أمامي ، والمال يتدفق بين يدي . كل شيء أصبح ميسورا لي وفي متناولي ، ولكني لم أكن سعيدا ، كنت دائم الحزن في أعماقي ، وكان العمل سلوتي الوحيدة أغرق فيه همومي ، كان لذتي ويومي وغدي ، لم أسترح يوما ، حتى يوم الجمعة كنت أذهب فيه وحدي لأغرق في العمل ؛ فما بالي اليوم ؟ أتراني مريضا ؟!
ونهض إبراهيم من فراشه واتجه إلى المرآة في ركن الغرفة الفسيحة الفاخرة الأثاث ، وتطلع إلى وجهه طويلا :لا ، لا ، لست مريضا ، في وجهي شيء من الاصفرار والذبول ، لا بأس لعله إرهاق العمل ، ولكن ما بال هذه التجاعيد التي بدأت ترسم على صفحة وجهي ؟ إنني لم أرها من قبل ذلك .
ويْحِي ، لقد تغيرت كثيرا ! لم أشاهد نفسي في المرآة منذ وقت بعيد ، لا وقت عندي للتطلع في المرآة ، هذا عمل النساء ، النساء نعم ، ولم أفكر في الزواج قط ، كنت أخاف أن أموت صغيرا كوالدي وتذهب زوجتي إلى رجل آخر ، ويقاسي أولادي ما قاسيت . عجبا ! ما هذا البياض الذي بدأ يخالط شعري ؟ إنني لم أكبر حتى أشيب . إنني لم أتجاوز … لم أتجاوز ماذا ؟ ما تاريخ اليوم ؟ العاشر من فبراير! عجيب إنه يوم ولادتي ، لقد نسيت ذلك تماما ، كم يبلغ عمري اليوم ؟عشرون ، ثلاثون ، أربعون ، خمسون، نعم بالضبط ، هذا هو عامي الخمسون في الحياة ! خمسون ؟ نصف قرن ؟! وأظن أني لم أكبر وأن الشيب أسرع إلي ؟ما أشد غفلتي ! أعمل وأعمل وأعمل .. وأجمع المال والمال ، ثم ماذا ؟ ما الهدف بعد ذلك ؟ عندي كل شيء وليس عندي شيء . عندي الكثير ولا أرى منه إلا القليل . لقد ظلمت نفسي وظلمت أمي ، ماذا فعلت أمي غير أنها ما رست حقها في الحياة وأنا طول الوقت أعيش بمخاوفي الصبيانية ؟! ليتني تزوجت ! ليتني أنجبت ! لو أنني مارست حقي في الحياة لكان أولادي الآن قد تخرجوا ، أو هم على الأقل في الجامعة ، الجامعة الحقيقية وليست جامعة الحياة ! ليتني ، ليتني ،وهل تنفع ليت ؟ ولماذا لا تنفع ؟
وسمع إبراهيم طرقا على الباب ، فصاح قائلا : ادخل .
وفتح الباب ، وظهر خادمه العجوز إسماعيل وعلى وجهه علامات الدهشة والاستغراب:
سيدي ، لقد قلقت عليك ، تأخرت كثيرا في النوم على غير عادتك ، لقد أعددت طعام الإفطار منذ الصباح الباكر ، واتصل موظفو الشركة عن طريق الهاتف عدة مرات للاطمئنان عليك .
قال إبراهيم في هدوء :
– قل لهم لا عمل اليوم ، اليوم عطلة !
– ورد إسماعيل وقد اتسعت دهشته : عطلة ؟ أي عطلة يا سيدي ؟
– قال إبراهيم وهو يبتسم : أعطيت نفسي هذه العطلة ، أليس ذلك من حقي يا إسماعيل ؟
– نعم ، نعم يا سيدي ، ولا شك في ذلك ، ولكن …
ووضع إبراهيم يده على كتف خادمه وهو يقول :
– ولكن ماذا أيها العجوز ؟ أسرع إلي بالطعام ، فاليوم ، اليوم تبدأ الحياة !
[/align]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل أخي هذه القصة وتقدر تلخص منها لأنها نموذجية
وأي خدمة أبشر
………….
اليوم تبدأ الحياة
للدكتور / محمد مصطفى هدارة .
فتح إبراهيم عينيه في تثاقل ، وتثاءب في فتور ، ثم استوى في فراشه قاعدا ، وكأنما لـمع في ذهنه خاطر فُجائي . وألقى نظرة سريعة على ساعته فوجدها تشير إلى التاسعة ، التاسعة ! لقد تأخرت كثيرا هذا الصباح ، ماذا سيقول عني الموظفون في مكتبي وقد تعودوا أن يضبطوا ساعاتهم على موعد حضوري في تمام الساعة السابعة والنصف ! لا يهم ، يوم واحد أتأخر فيه منذ خمسة وعشرين عاما ، لا يهم خمسة وعشرون عاما ؟ يا لها من مدة طويلة ، ربع قرن من الزمان ! كيف مرت كل هذه السنين وأنا لا أكاد أحسها ؟ كيف لم أحسها ؟
وأراح إبراهيم رأسه على كفه وسرح ببصره بعيدا :
لقد كافحت طويلا ومشيت فوق الشوك وعلى الصخور أتعثر وأمشي ، أقفز وأتسلق حتى صرت ما أنا عليه: إبراهيم صاحب شركة الاستيراد والتصدير ، يعمل تحت إمرتي عشرات الموظفين كلهم ذوو شهادات عالية ، أنا لا أوظف عندي إلا ذوي الشهادات العالية ، مع أنني لم أحصل حتى على الابتدائية ، ليس مهما حصولك على الشهادة لكي تنفذ في الحياة ، المهم أن تكون لديك العزيمة القوية والرغبة في أن تكون شيئا ، لقد كنت كذلك ، قطع والدي رحلة حياته فجأة وأنا في الخامسة من عمري وتركتني أمي بعد شهور في بيت جدتي وذهبت لتجرب حظها مرة أخرى في زواج جديد، تألمت كثيرا لذلك ، لم أكن أتصور أن يحل رجل آخر محل أبي ، وكنت أتمنى أن تعتمد أمي علي أنا ، أنا رجلها الصغير ، ولكنها سخرت مني ، وأردت أن أثبت لها أني أستطيع أن أكون شيئا فاندفعت للعمل على كل شيء ولا أستنكف من شيء ما دام يضمن لي مالا، وتعلمت ، تعلمت الكثير في مدرسة الحياة ، هكذا يسمونها ، لا بد أن أصحاب التسمية مثلي ممن لم ينالوا شهادة قط، ولم يدخلوا مدرسة ، وكنت أدخر معظم ما كان يتجمع في يدي من مال ، ولا أنفِق إلا أقل القليل ، ولكنه كان كافيا بالنسبة لمطالبي المتواضعة ، ومطالب جدتي التي كانت دون مطالبي بكثير .
وتنقلت من بلد إلى بلد بعد وفاة جدتي ، وأحسست أني أريد الهروب من الماضي بكل ما فيه من أسباب تشدني إلى القاع ، وتشعرني بالخجل ! يتمي وفقري وجهلي . الحياة فسيحة أمامي ، والمال يتدفق بين يدي . كل شيء أصبح ميسورا لي وفي متناولي ، ولكني لم أكن سعيدا ، كنت دائم الحزن في أعماقي ، وكان العمل سلوتي الوحيدة أغرق فيه همومي ، كان لذتي ويومي وغدي ، لم أسترح يوما ، حتى يوم الجمعة كنت أذهب فيه وحدي لأغرق في العمل ؛ فما بالي اليوم ؟ أتراني مريضا ؟!
ونهض إبراهيم من فراشه واتجه إلى المرآة في ركن الغرفة الفسيحة الفاخرة الأثاث ، وتطلع إلى وجهه طويلا :لا ، لا ، لست مريضا ، في وجهي شيء من الاصفرار والذبول ، لا بأس لعله إرهاق العمل ، ولكن ما بال هذه التجاعيد التي بدأت ترسم على صفحة وجهي ؟ إنني لم أرها من قبل ذلك .
ويْحِي ، لقد تغيرت كثيرا ! لم أشاهد نفسي في المرآة منذ وقت بعيد ، لا وقت عندي للتطلع في المرآة ، هذا عمل النساء ، النساء نعم ، ولم أفكر في الزواج قط ، كنت أخاف أن أموت صغيرا كوالدي وتذهب زوجتي إلى رجل آخر ، ويقاسي أولادي ما قاسيت . عجبا ! ما هذا البياض الذي بدأ يخالط شعري ؟ إنني لم أكبر حتى أشيب . إنني لم أتجاوز … لم أتجاوز ماذا ؟ ما تاريخ اليوم ؟ العاشر من فبراير! عجيب إنه يوم ولادتي ، لقد نسيت ذلك تماما ، كم يبلغ عمري اليوم ؟عشرون ، ثلاثون ، أربعون ، خمسون، نعم بالضبط ، هذا هو عامي الخمسون في الحياة ! خمسون ؟ نصف قرن ؟! وأظن أني لم أكبر وأن الشيب أسرع إلي ؟ما أشد غفلتي ! أعمل وأعمل وأعمل .. وأجمع المال والمال ، ثم ماذا ؟ ما الهدف بعد ذلك ؟ عندي كل شيء وليس عندي شيء . عندي الكثير ولا أرى منه إلا القليل . لقد ظلمت نفسي وظلمت أمي ، ماذا فعلت أمي غير أنها ما رست حقها في الحياة وأنا طول الوقت أعيش بمخاوفي الصبيانية ؟! ليتني تزوجت ! ليتني أنجبت ! لو أنني مارست حقي في الحياة لكان أولادي الآن قد تخرجوا ، أو هم على الأقل في الجامعة ، الجامعة الحقيقية وليست جامعة الحياة ! ليتني ، ليتني ،وهل تنفع ليت ؟ ولماذا لا تنفع ؟
وسمع إبراهيم طرقا على الباب ، فصاح قائلا : ادخل .
وفتح الباب ، وظهر خادمه العجوز إسماعيل وعلى وجهه علامات الدهشة والاستغراب:
سيدي ، لقد قلقت عليك ، تأخرت كثيرا في النوم على غير عادتك ، لقد أعددت طعام الإفطار منذ الصباح الباكر ، واتصل موظفو الشركة عن طريق الهاتف عدة مرات للاطمئنان عليك .
قال إبراهيم في هدوء :
– قل لهم لا عمل اليوم ، اليوم عطلة !
– ورد إسماعيل وقد اتسعت دهشته : عطلة ؟ أي عطلة يا سيدي ؟
– قال إبراهيم وهو يبتسم : أعطيت نفسي هذه العطلة ، أليس ذلك من حقي يا إسماعيل ؟
– نعم ، نعم يا سيدي ، ولا شك في ذلك ، ولكن …
ووضع إبراهيم يده على كتف خادمه وهو يقول :
– ولكن ماذا أيها العجوز ؟ أسرع إلي بالطعام ، فاليوم ، اليوم تبدأ الحياة !
[/align]