تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » شرح قصيدة شرف العلم وفضله للشاعر ابن مشرف شرح بالتفصيل

شرح قصيدة شرف العلم وفضله للشاعر ابن مشرف شرح بالتفصيل

  • بواسطة
وإليكم شرحا متواضعا لقصيدة" شرف العلم وفضله " للشاعر ابن مشرف لمن يريدها وآمل ممن لديه ملاحظة الاّ يبخل بها فالمؤمن مرآة أخيه ويسعدني النقد البناء .

أولا : التعريف بالشاعر
=============
هو أحمد بن علي بن حسن بن مشرف الوهيبي التميمي من مواليد مدينة الأحساء ولد في القرن الثالث عشر هجري وتوفي سنة 1285هـ
شاعر سعودي غلب على شعرة الصفة التعليمية فشعره عبارة عن علم منظوم ليس فيه فنا تصويريا إلا في النادر تميز شعره بالجزالة والرصانة له ديوان سمي باسمه " ديوان ابن مشرف " .

الفكرة العامة " شرف العلم وفضله

الأفكار الرئيسة
========
1- العلم الحقيقي هو الغلم الذي يورث طاعة الله والخوف منه
2- النصيحة أمرها عظيم في الإسلام واجبة في حق العالم ومستحبة في حق العامة .
4- النصيحة تكون لله ولكتابه ولرسوله ولعامة الناس
5- القرآن شفاء للقلوب والأبدان بإذن الله
6- من اتبع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسل حشر تحت لوائه يوم القيامة .

شرح الأبيات :
========
وما أحسن العلم الذي يورث التُقى …. به يرتقى في المجد أعلىسمائِه
ومن لم يــزدهُ العـلم تقــــوى لربـــهِ …. فلـــم يؤتـهُ إلا لأجلِ شقائهِ
وما العلم عند العالمين بحدّه ….. سوى خشيةِ الباري وحسن لقائهِ

يقول الشاعر ابن مشرف مستعظما العلم المراد تعلمه وهو العلم الذي يورث أي : يبقي التقى ويبعث في النفس خشية الله ويعدّها للقائه تعالى بأحسن لقاء وذلك بمعرفة دين الله عقيدة وعبادة وشريعة فمن لم يكن علمه باعثا في نفسه هذه التقى فهذا العلم يكون سببا في شقائه في الدنيا والآخره .

ومن أعظم التقوى النصيحةُ إنها …. من الدين أضحت مثل أُس بنائهِ

النصيحة مكانتها عظيمة في الإسلام ومنزلتها عالية رفيعة وجاحة الإنسان إليها لاتقل عن حاجته للأكل والشرب لذا شبهها بالأساس الذي يقوم عليه البناء , كأنه بذلك يشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة قالها ثلاثا , قلنا لمن يارسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ."

فلله فانصح بالدعاء لدينه ……. وطاعته مع خوفه ورجائهِ

فالنصيحة لله في طاعته والخوف منه والرجاء فيما عنده والدعوة إلى دينه .

فكن تالياً آي الكتاب مداوياً …… بها كل داءٍ فهي أرجى دوائهِ
فمنه ينابيعُ العلوم تفجرت ….. وما فاض من علم فمن عذب مائهِ
هُدىوشفاءً للقلوب ورحمةً ….. من الله يُشفى ذُو العمى بِشِفائِهِ

أمّا النصيحة لكتابه فتكون بتلاوته وعدم هجره والتداوي به فآياته شفاء للقلوب والأبدان يُشفى بشفائه وهديه أهل العمى والضلالة من أراد الهدى قال تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "
وكل العلوم وتلك المخترعات متدفقة من هذا النبع العذب الذي لايقف جريانه فشبه القران بماء عذب لايتوقف عن جريانه

وكن ناصحاً للمصطفى باتِّباعهِ….. ونصرته مع حُب أهل ولائه
ألا إن هدي المصطفى خيرُ مقتفى …. وكل صلاح للورى في اقتفائهِ
فالبسنة الغرّا تمسَّك فإنها ……. هي الذخر عند الله يوم لقائِه
ومن يتبع رايات سُنّةِ أحمد ….. يكن يوم حشرِ الناسِ تحت لوائهِ

أمّالنصيحة لرسوله فتكون باتباع سنته ونصرته ومجبته ومحبة أهل ولائه أي : من كان على سنته , فهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم خير متبع ولنعلم أن صلاح الناس هو في اقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم فعليك بسنته تمسك بها فهي الذخر والباقي عند الله يوم القيامة فمن تبع سنته صلى الله عليه وسلم فسيكون تحت لوائه يوم الحشر يوم لاينفع مال ولا بنون . والنصيحة لأئمة الناس وعامتهم تكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب المحب لغيره ما يحب لنفسه لا بأسلوب المستنصر لنفسه و هواه .

تحليل النص أدبيا:
=========
أولا : الفكرة " سهلة واضحة تناول فيها فضل العلم وشرفه وما يحدثه هذا العلم في النفس من التقى والخوف وبالتالي يغرس فيه طاعة الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم .

ثانيا : الألفاظ " عبر عن هذه الفكرة بألفاظ قوية جزلة بعيدة عن التعقيد اللفظي فصيحة ذكرتنا بموضوعات الحكمة في الشعر القديم كما جاءت مستمدة من ألفاظ القرآن الكريم مثل " هدى وشفا " تفجرت "

ثالثا: الأسلوب والعبارات : " أسلوب الشاعر جزل قوي ورصين تمسك بالصياغة العربية القديمة , كما أن تراكيبه وعباراته جاءت سهلة سليمة بعيدة عن التراكيب المعقدة لأنه حقيقة لم يكن يشغل نفسه بالصياغة الشعرية بقدر ما كان يريد أن يبين عناصر موضوعاته في أفكار متسلسلة واضحة .

رابعا:الخيال : " الشاعر ابن مشرف يميل في شعره إلى الصفة التعليمية كما قلنا فهو يريد أن يبين عناصر موضوعاته في أفكار متسلسلة واضحة فهو لايهتم بالخيال وبعيد عن التلفيق البديعي , ولكن لايعني ذلك أن شعره يخلو من الصور البلاغية التي تقرب المغنى ويكون لها الأثر القوي في المعنى ومن ذلك أسلوب القصر في قوله " وما الغلم سوى " حيث قصر الغلم المقصود ما يحدث الخشية من الباري سبحانه
تشبيهه للدين بالبناء و النصيحة بالأساس لهذا البناء .

تشبيهه للعلوم بالينابيع التي تتدفق من منبعه العذب وهنا أيضا تشبيه القران بالمنبع الذي يجري ماؤه العذب غلى الدوام .

خامسا : العاطفة " عاطفته دينية نبعت من مؤمن يحب دينه وعقيدته فلا غرو أن تكون صادقة

وأخيرا فهذا جهد مقل وأطمع في العفو عما فيه من زلة أوتقصير .

وللجميع شكري وتقديري

جزاك الله ألف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.