سيدي خادم الحرمين الشريفين هذه وصيه الملك عبد العزيز رحمه الله فاحرص على تعليم العلم

جاء في كتاب "الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز" للمؤرخ الشهير خير الدين الزركلي صاحب كتاب "الأعلام" وغيره من الكتب النافعة ص158-159 ما نصه:

(( في 12 جمادى الأولى 1351 (10/8/1932م) اجتمع لفيف من كبار الوطنيين، في الطائف، واتفقوا على أن يرفعوا إلى الملك عبد العزيز ((قراراً)) وضعوه، بالرغبة في تحويل اسم ((المملكة الحجازية النجدية و ملحقاتها)) إلى اسم ((المملكة العربية السعودية)) و وضْعِ نظام خاص بالحكم و توارث العرش. وكان ذلك ما يجول في نفس عبد العزيز.
وصدر ((نظام توحيد المملكة)) و تسميتها ((المملكة العربية السعودية)) يوم الخميس 21 جمادى الأولى. وأمر بوضع نظام لتولي العرش من بعده. فانعقد مجلسا الوكلاء و الشورى وأبرما قراراً في 16 محرم 1352 (11/5/1933م) بمبايعة كبير أبنائه (الأمير سعود) وليا للعهد.
وأبرق الملك عبدالعزيز على الأثر إلى ولي العهد برقية جاء فيها ما نصه الحرفي:

(( تفهم أننا نحن و الناس جميعاً ، ما نعز أحداً و لا نذل أحداً، و إنما المُعِزُّ و المُذِلُّ هو الله سبحانه و تعالى، و من التجأ إليه نجا، و من اغتر بغيره (عياذ الله) وقع و هلك. موقفك اليوم غير موقفك بالأمس، فينبغي أن تعقد نيتك على ثلاثة أمور:
أولاًـ نية صالحة، و عزم على أن تكون حياتك ، وأن يكون ديدنك إعلاء كلمة التوحيد، و نصر دين الله. وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتاً خاصة لعبادة الله و التضرع بين يديه في أوقات فراغك. تعبَّد إلى الله في الرخاء تجده في الشدة. و عليك بالحرص على الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، و أن يكون ذلك كله على برهان و بصيرة في الأمر، و صدق في العزيمة، و لا يصلح مع الله –سبحانه و تعالى- إلا الصدق، و إلا العمل الخفي الذي بين المرء و ربه.
ثانياًـ عليك أن تجِدَّ و تجتهد في النظر في شئون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سراًّ و علانية، و العدل في المحب و المبغض، و تحكيم الشريعة في الدقيق و الجليل، و القيام بخدمتها باطناً و ظاهراً. و ينبغي أن لا تأخذك في الله لومة لائم.
ثالثاًـ عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة، و في أمر أسرتك خاصة. اجعل كبيرهم والداً و متوسطهم أخاً و صغيرهم ولداً، و هن نفسك لرضاهم و امح زلتهم و أقل عثرتهم، وانصح لهم، واقض لوازمهم بقدر إمكانك.
فإذا فهمتَ وصيتي هذه، و لازمتَ الصدق و الإخلاص في العمل، فأبشر بالخير.
أوصيك بعلماء المسلمين خيراً. احرص على توقيرهم و مجالستهم و أخذ نصيحتهم. واحرص على تعليم العلم لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم و معرفة هذه العقيدة.

رحم الله الملك عبد العزيز
واطال الله في عمر خادم الحرمين الشريفين
وسدد خطاه لما فيه خدمة الدين والدولة