هل ينطبق عليك كلام الأديبة العمياء الصماء هيلن كيلر التي قالت في لحظة صمت:
«عندما يوصد في وجهنا أحد أبواب السعادة تنفتح لنا العديد من الأبواب الأخرى، لكن مشكلتنا أننا نضيع وقتنا ونحن ننظر بحسرة إلى الباب المغلق، ولا نلتفت لما فتح لنا من أبواب …».
للأسف سيدي القارئ هذا الكلام ينطبق على 99 في المائة من سكان الأرض،
وفقط 1 في المائة هم الذين نظروا للأبواب الأخرى وفتحوها على مصراعيها باتجاه المستقبل،
وخلقوا أفقا جديدا في حياة البشرية، ومنهم لويس برايل الأعمى الذي ابتكر أسلوب الكتابة للمكفوفين،
وكذلك بيتهوفن الموسيقار الأكثر شهرة والأكثر صمما الذي فتح نافذة إبداعية تطل على بحر المستقبل،
وكذلك العقاد وبيل جيتس وباولو كويليو والراجحي والمخترع العبقري مهند أبو دية الذي دخل التاريخ بقدمه المبتورة وبعقليته الخارقة.
وهناك الكثير الكثير ممن تجاوزا كل الضغوط الاجتماعية والنفسية والتعليمية وكانوا علامات فارقة في تاريخ البشرية الحديث.
ولعل خير دليل على ما أقوله أنه في مجتمعنا نمتلك أرقاما فلكية من الشباب العاطلين والفتيات العاطلات الذين ظلوا حبيسي الأدراج الحكومية والروتينية،
مما يؤكد أنهم ما زالوا ينتظرون باب السعادة المقفل دون النظر إلى الأبواب المفتوحة كما فعل الشاب السعودي "فهد سعود العنزي" الذي سيتمدد على صفحات التاريخ،
بالرغم من أن الظروف لم تسمح له أن يتجاوز الصف السادس الابتدائي تعليميا، إلا أنه استطاع أن يتجاوز كل هذه الضغوط الاجتماعية والنفسية التي كانت تمارس عليه،
واستطاع أن يقفز قفزات هائلة في تحقيق فكرته التي حلم بها والقائمة على التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية عن طريق موقع قوقل الذي يمكن الناشرين على صفحات الإنترنت من عرض إعلانات قوقل على مواقعهم الشخصية مقابل عمولات مادية مرتفعة جدا تعتمد على عدد زوار الصفحة الخاصة بكل مشترك.
فهد سعود العنزي الذي لم يكترث لكل الغباء الاجتماعي ظل يردد جملته الذكية: «لا تعمل من أجل المال، أجعل المال يعمل من أجلك» ومتخذا كل العقبات التي تواجهه دافعا كبيرا لاستمراره ..
يهمس في أذني بهدوء .. هل بإمكاني أن أكون الراجحي آخر ؟ أو بيل جيتس آخر ؟ هل بإمكاني أن أصنع شرفة بيضاء تطل على تلال الفرح والثرة والنجاح؟
يهمس في أذني .. ثم يمضي بحثا عن أبواب موصدة ليكسرها.
«عندما يوصد في وجهنا أحد أبواب السعادة تنفتح لنا العديد من الأبواب الأخرى، لكن مشكلتنا أننا نضيع وقتنا ونحن ننظر بحسرة إلى الباب المغلق، ولا نلتفت لما فتح لنا من أبواب …».