تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » توجه حديث لاستغلال امكانيات الأصم

توجه حديث لاستغلال امكانيات الأصم

توجه حديث لاستغلال امكانيات الأصم

لم يحدث من قبل في تاريخ تعليم الأطفال المصابين بالإعاقة السمعية أن امتلك الأطفال مثل هذه القدرةعلى السمع. ولذلك يجب على المختصين العاملين مع الأطفال ذوي الإعاقة السمعية أنيعيدوا تقييم طرق تدريس اللغة والنطق على ضوء التقنية الحديثة.
ويقدم هذا المقالعرضاً لفلسفة وطرق التدريس الخاصة بالعلاج السمعي-الشفهي. ونظراً لأن هذا النوع منالعلاج يركز على على مقدار السمع المتبقي لدى الطفل، فإنه يعتبر نقطة مثالية للتدخلالمبكر.
ويركز هذا النوع من العلاج على العناصر التالية: التشخيص المبكر، استخدامأفضل طرق التأهيل السمعي (أجهزة السمع ، زراعة قوقعة الأذن..)، ومساعدة الآباء فيتوفير بيئة مناسبة للاستماع. ويتوقع من خلال هذا العلاج أن يطور الطفل المصاببالإعاقة السمعية القدرة على التحدث بالإضافة إلى دمجه في المدارس مع الأطفال ذويالسمع المعتاد.
وبغض النظر عن مستوى الإعاقة السمعية (شديدة، أو خفيفة، أو متوسطة) فإنه يمكن للأطفال المصابين بالإعاقة السمعية أن يتحولوا إلى أشخاص ثقيلي السمع (بدلاً من صم) بحيث يندمجوا في المجتمع بالاعتماد على حاسة السمع المتبقيةلديهم.

و مع وجود التقنية الحديثة، كأجهزة السمع القوية، أوالقوقعة المزروعة في الأذن الداخلية، أصبح الأشخاص المصابون بالإعاقة السمعية أكثرقدرة على الاستفادة من كمية السمع المتبقية لديهم. ولذلك فإنه يجب أن يكون لدىغالبية الأطفال المصابين بالإعاقة السمعية فرصة لتعلم الإنصات.
فاللغة المنطوقة هيعبارة عن حدث صوتي يتم تطويره من خلال استخدام حاسة السمع، ولذلك يجب على المختصينالعاملين في مجال تأهيل الأطفال المصابين بالإعاقة السمعية أن يعملوا بالتركيز علىتعليم الأطفال الإنصات، ليتم الانتفاع من كمية السمع المتبقية لأقصى حد ممكن
. وباستخدام حاسة السمع المتبقية لديهم، يتعلم الأطفال اللغة المنطوقة بطريقة طبيعيةوفعالة.

وهناك العديد من طرق تعليم النطق للأطفال ذوي الإعاقة السمعية التيتجاوزها الزمن بسبب استخدام التقنية الحديثة (كأجهزة السمع القوية، وزراعة القوقعة) وبسبب تطور طرق التدريس) . حيث يجب أن لا يرتكز تعليم الأطفال الصم الآن على أساسالنظريات التي كانت تطبق في الأمس، بل يجب أن ترتكز على أساس محاولة اندماجهم فيالمجتمع الذي يستخدم اللغة المنطوقة، وذلك باستخدام التقنية الحديثة، وطرق التدريسالمتطورة.

وبناء على هذه النظرية الجديدة، يجب استخدام أفضل تقنيات تعزيزالسمع (سواء أجهزة سمع أم زراعة القوقعة) بحيث يتم استخدام الجهاز طوال وقت استيقاظالطفل، كما يجب أن يبدأ تعليم الطفل اللغة فور تشخيصه، حيث من المفترض تشخيصه فيفترات الطفولة المبكرة. كما يقوم الأخصائيون بتعليم الوالدِين، الذين يعتبرونالمعلمون الطبيعيون للطفل، على كيفية استخدام مهارة الإنصات لدى الطفل إلى أقصى حدممكن.
حيث يتم تعليم الوالدين على كيفية خلق بيئة مناسبة للإنصات والاستماع، عنطريق استخدام الأنشطة اليومية التي تجري في المنزل.
حيث يتم استخدام كل ما يتعلقبالطفل وبحياته اليومية كفرصة لتعليم الإنصات.
كما يتم التحدث إلى الطفل بصوت عادي،غير مرتفع. وبدلاً من تعليم الطفل أصوات منفصلة، يتم تعليم اللغة عن طريق الاعتمادعلى الإنصات إلى الكلام بشكل تدريجي، مع تشجيع الطفل في كل مرحلة من مراحل التأهيلالسمعي. وإذا كانت هناك أصوات صعبة تحتاج إلى أن يتم تدريسها بشكل منفصل، فإنه يمكنتعليمها من خلال السمع وبعد وضعها ضمن سياق مناسب ذي معنى. كما يحتاج الأخصائي إلىأن يكون على دراية تامة بعلم صوتيات اللغةمن أجل استخدامها في التعليموالاتجاه السمعي-الشفهي يقوم بتبني كل هذه المفاهيم، حيثيركز على الإنصات الذي يؤدي إلى النمو الطبيعي للغة والنطق. ولذلك فإن العلاجالسمعي-الشفهي يعتبر الطريقة المثلى للتدريس التي يجب استخدامها مع تقنية أجهزةالسمع الحديثة.

ولذلك فإنه يجب على الأخصائيين العاملين مع هؤلاء الأطفال أنيقوموا بإعادة تقييم طرق التدريس الحديثة من أجل استخدام التقنية الحديثة في عمليةتعليم اللغة للأطفال.
فأجهزة السمع الحديثة وعملية زراعة القوقعة توفر للطفلإمكانية السماع.
ولكن استخدام هذا السمع من عدمه يعتمد على العلاج الذي يتلقاهالطفل بعد تزويده بجهاز السمع.
فتعليم الإنصات للطفل (وهو مختلف عن السمع، فقد نسمعمحادثة ولكننا لا نصت إليها) ضروري جداً حيث يتعلم الأطفال الكثير من اللغة عن طريقالإنصات إلى حديث الآخرين.

ما هو العلاج السمعي-الشفهي:

يتم تطويراللغة المنطوقة، في هذا النوع من العلاج، عن طريق الإنصات. حيث يتم تزويد الأطفالبأفضل أجهزة السمع المتوفرة حال تشخيص الإعاقة السمعية. كما يتم تعليم الوالدينكيفية خلق بيئة مناسبة لتعليم طفلهم مهارة الإنصات، وتعويده على معالجة اللغةالمسموعة والتحدث.

والعلاج السمعي-الشفهي مبني على مبادئ واضحة ومنطقية. فالهدف هو أن ينشأ الطفل المصاب بالإعاقة السمعية في بيئة تعليمية معتادة، سواء فيالبيت أم في المدرسة، وأن يصبح مواطناً مستقلاً بذاته ويشارك بفعالية في خدمةمجتمعه.
كما يوفر العلاج السمعي-الشفهي للأطفال خيار استخدام حاسةالسمع المتبقية لديهم، مهما كانت ضئيلة، من أجل تطوير القدرة على الإنصات واستخدامالتواصل الشفهي داخل نطاق عوائلهم، وفي المجتمع بشكل عام. ويجب ملاحظة أن هذهالطريقة تفترض وجود تأهيل سمعي مكثف .

عملية الإنصات
:بما أن الكلام عبارة عن مجموعة من الإشاراتالصوتية التي يكون الإنصات أفضل طريقة لتعلمها، فإن تعزيز عملية الإنصات يؤدي إلىتعلم اللغة والنطق (الكلام) بطريقة طبيعية. حيث إن التركيز على السمع يسمح للأطفالذوي الصعوبات السمعية باكتساب ثقة أكبر في عالم الإنصات كما يمكنهم من التعلم عنطريق سماع محادثات الآخرين أيضاً. كما أن ذلك يعمل على تعزيز المراقبة السمعيةالذاتية لكلام الشخص مما يؤدي إلى تحسين جودة الصوت لديه.

ولكي يتمكن هؤلاءالأطفال من الأداء بشكل جيد في الأماكن ذات الأحوال الصوتية السيئة التي تكثر فيهاالضوضاء، مثل الفصول الدراسية، يستخدم هؤلاء الأطفال حاسة السمع لديهم بالإضافة إلىعملية قراءة الشفاه، وهو الشيء الذي يفعله الأطفال ذوي السمع الطبيعي كذلك.
كما أناستخدام العلاج السمعي-الشفهي ووحدة الاف ام FM unit (عبارة عن جهاز سمع شخصي يحتويعلى ميكروفون بعيد يوضع قرب مصدر الصوت، كأن يضعه المدرس في رقبته، وعلى جهازاستقبال يربطه الطالب بجهاز السمع لديه) ، بالإضافة إلى التركيز على الإنصاتوالاستماع، يساعد على توظيف كل من حاستي السمع والبصر في الأجواء التي يوجد بهاضوضاء.
كما أن الأطفال يتعلمون قراءة الشفاه بشكل طبيعي حينما يواجهون ذلك فيالمواقف الاعتيادية وبشكل طبيعي

راكان الدويس

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.